تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إرشاد القارئ الكريم إلى أحكام سجدات القرآن العظيم]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Oct 2005, 12:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

سجدات القرآن الكريم

[منقولة من بحثي للماجستير: جهود ابن عبدالبر في علوم القرآن - دراسة وموازنة]

وفيه تمهيد وخمسة مباحث:

المبحث الأول: حكم سجود التلاوة

المبحث الثاني: عدد سجدات القرآن

المبحث الثالث: الطهارة لسجود التلاوة

المبحث الرابع: صفة سجود التلاوة

المبحث الخامس: قراءة السجدة في الصلاة

التمهيد:

سجدات القرآن هي السجدات التي يشرع لمن قرأ آية فيها سجدة أو سمعها أن يسجدها، وهي العبادة الموسومة عند أهل العلم بـ {سجود التلاوة}، وهي عبادة مشروعة بإجماع العلماء، دلّ على مشروعيتها الكتاب والسنة والإجماع.

قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ? (لأعراف:206).

وقال جل وعلا: ? إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ? (السجدة:15).

وقال تبارك اسمه: ? أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ? (مريم:58).

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد، ونسجد، حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته. رواه البخاري ومسلم ([1]).

وفي لفظ للبخاري: فيسجد ونسجد معه، فنزدحم، حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعاً يسجد عليه ([2]).

وزاد مسلم: في غير صلاة.

وأمَّا الإجماع فقد حكاه غير واحد من العلماء، ومنهم النووي الذي قال في شرحه لحديث ابن عمر السابق: (وفيه إثبات سجود التلاوة وقد أجمع العلماء عليه) ([3]).

وقد ورد في الكتاب والسنة ما يدل على فضيلة هذا السجود وأهميته، وأنه من أعمال الأنبياء وأولي العلم الصالحين الذين يؤمنون بآيات الله، ولايستكبرون عن عبادة ربهم - سبحانه وتعالى -.

قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ? (لأعراف:206).

وقال جلّ وعلا: ? قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا. وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ? (الإسراء: 107 - 109).

وفي سجود التلاوة إرضاء للرحمن وترغيم للشيطان؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله (وفي رواية: يا ويلي) أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجَنَّة، وأمرتُ بالسجود فأبيتُ فَلِيَ النَّار} ([4]).

وقد اهتم العلماء بدراسة أحكام هذا السجود، ودراسة الأحاديث التي وردت فيه، واستنبطوا الفوائد والأحكام ([5])، ومن هؤلاء العلماء ابن عبدالبر - رحمه الله - الذي شرح أحاديث الموطأ، واهتم بها في كثير من كتبه.

وقد عقد الإمام مالك - رحمه الله تعالى - باباً في كتابه الموطأ في كتاب القرآن، وهو باب ماجاء في سجود التلاوة ([6])، وذكر تحته مجموعة من الأحاديث والآثار المتعلقة به؛ وقام ابن عبدالبر بشرح هذه الأحاديث والآثار بتوسع في كتابه الاستذكار، وَذَكَرَ أقاويل العلماء في المسائل المستفادة من هذه الأحاديث.

وقد قرأتُ ما كتبه في هذا الباب، فرأيته طويلاً متداخلَ المسائل، فقسمته إلى خمسة مباحث جامعة لجميع المسائل التي ذكرها - رحمه الله -، ذكرتُ في كل مبحث ما يتعلق به من مسائل، ثُمَّ قمتُ بدراسة هذه المسائل وبيان أقوال العلماء فيها وبيان الراجح منها، فإلى مباحث هذا الموضوع:

المبحث الأول

حكم سجود التلاوة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير