[فكرة علمية وتربوية في قراءة كتب التفسير]
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[02 Jul 2005, 05:25 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فهذه أول إطلالة لي في هذا المنتدى المبارك. أسأل الله تعالى أن يقوى نصيب كُتّابه ومرتاديه في كل خير، وأن يخلص نياتنا، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
يسرني أن اطرح هذه التجربة للأحباب الكرام في هذه المنتدى المبارك، وقد شرعت في تطبيقها جزئياً بمشاركة من أهلي وبتشجيع وموآزرة متبادلة، والهدف منها الاستفادة الشخصية والأسرية من الناحية العلمية والتربويّة، والفكرة تتلخص في الآتي:
القيام بتشريح إحدى كتب التفسير، وذلك إلى مكوناته التي يتألف منها.
وهذا الأمر بنيته على أنّ كل كتاب من كتب التفسير إنما هو نسيج من الفوائد المجموعة إلى بعضها، وقد رأيت أنني يمكن أن أرد كل تفسير إلى مكونات بنائه فأستخرج هذه العلوم على شكل فوائد منتقاة، ولا شك أنّ هناك من سبق في هذا المجال وله تجربة في هذا المجال.
لقد اخترت تفسير الإمام الشوكاني لتطبيق هذه الفكرة التربوية، واتفقت مع أهلي على أن نقرأ ونراجع في كل يوم قسطاً معيناً من الحفظ، مع الإطلاع على أهم ما فيه من الفوائد، وقد بدأنا بفضل الله بداية مبشرة وقطعنا شوطاً طيباً، وقد وجدنا حقاً أنّه خير أمرٍ نلتمس به أن يصلح الله أحوالنا في الدنيا والآخرة:
وأقول: مع التسليم بأن هناك فروقاً في طريقة العرض والتناول بين المفسرين، فإن الفوائد المنتقاة من كل كتاب - في نظري - يمكن ردها للآتي (على وجه التمثيل):
1/ فوائد لغوية في النحو والصرف.
2/ فوائد لغوية في المعاني والغريب ووجوه البلاغة.
3/ أسباب النزول.
5/ مرفوعات التفسير.
6/ شواهد لغوية من كلام العرب شعراً ونثراً.
7/ ترجيحات وحجج في قضايا عقدية أو فقهية.
8/ لطائف التفسير.
9/ غرائب التفسير.
10/ قواعد وضوابط في التفسير.
11/ التعرّف على اعتقاد كل مصنف ومعرفة حججه من مصدره الأصيل.
12/ فنون الاستدلال ووجوهه.
وهذا ما حضرني في هذا المقام.
وما يلي مجموعة من اللطائف والفوائد من تفسير هذا الإمام مأخوذة من سورة الفاتحة بلا تحرٍ للاستيعاب، وأذكر أنني هنا أسوق بعض، راجياً من الله تعالى حسن القبول.
وختاماً وبحسبان أنّ في هذا الأمر فائدة واسعة أرجو من الأحباب الكرام أنّ يدلوا بدلائهم في هذا الباب وذلك لبيان أفضل الطرق لدراسة التفاسير. أسأل الله أن يمدّ الجميع بمدد من حسن الفهم، وطيب القول والعمل.
تنبيه: يمكن أن يركز الباحث على نمط محدد من الفوائد (لغوية مثلاً أو فقهيّة).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
منتقى الفوائد من تفسير فتح القدير للشوكاني رحمه الله
فوائد من تفسير سورة الفاتحة
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 3 مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7
1. تقدير الفعل المحذوف المتعلّق بالباء في البسملة:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 17، عند كلامه في شرح البسملة:
ومتعلق الباء محذوف، وهو أقرأ أو أتلو لأنه المناسب لما جعلت البسملة مبدأ له.
2. تقديم وتأخير الفعل المقدّر المحذوف في البسملة:
وقال رحمه الله في فتح القدير 1/ 17 – 18، في الموضع السابق:
... فمن قدره متقدما كان غرضه الدلالة بتقديمه على الاهتمام بشأن الفعل ومن قدره متأخرا كان غرضه الدلالة بتأخيره على الاختصاص مع ما يحصل في ضمن ذلك من العناية بشأن الاسم والإشارة إلى أن البداية به أهم لكون التبرك حصل به وبهذا يظهر رجحان تقدير الفعل متأخرا في مثل هذا المقام ولا يعارضه قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق لأن ذلك المقام مقام القراءة فكان الأمر بها أهم وأما الخلاف بين أئمة النحو في كون المقدر اسما أو فعلا فلا يتعلق بذلك كثير فائدة والباء للاستعانة أو للمصاحبة ورجح الثاني الزمخشري
3. معنى" الاسم " واشتقاقه:
وقال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
¥