تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علل أحاديث التفسير [علل أحاديث سورة الفاتحة] (1)]

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[27 Aug 2005, 02:27 م]ـ

(علل أحاديث سورة الفاتحة)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فهذه علل أحاديث سورة الفاتحة، نمضي فيها على النهج الذي رسمناه في أول هذه المقالات، والذي شرطنا فيه أن نذكر الحديث المعلول من كل وجه، والحديث الصحيح المعلول، وهذا الحديث الذي نستفتح به علل أحاديث الفاتحة من النوع الثاني، فإلى الشروع في المقصود بعون الله المعبود:

[1] حديث: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها. هذا لفظ رواية الصحيح.

وشاهدُنا هنا هو قوله (صلى الله عليه وسلم): "والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض".

الحديث أورده الثعالبي في تفسير [سورة المائدة: 6] آية الوضوء (1/ 449)، وابن كثير فيها (كذلك) (2/ 30 ـ 31)، فقال: ((وروى مسلم في صحيحه: من حديث يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم جنة، والصبر ضياء، والصدقة برهان، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.

وأورده الثعالبي كذلك في تفسير سورة [الكهف: 46] (2: 384) عند قوله تعالى: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا}.

وأورده القرطبي في تفسير الفاتحة (1/ 132)، و [البقرة: 144] (2/ 159) عرضًا، والمائدة: 6] (2/ 106)، والسيوطي في الدر المنثور (1/ 31) في تفسير الفاتحة، فقال: ((وأخرج أحمد ومسلم والنسائي: عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيما ن {والحمد لله} تملأ الميزان، وسبحان الله تملآن - أو تملأ – ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.

وأشار له الشوكاني في تفسير الفاتحة (1/ 20)، بقوله: ((وقد ورد في فضل الحمد أحاديث منها ... )) اهـ.

وأشار له الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (8: 552) في تفسير سورة الليل، عند قوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى} فقال: ((ولذا جاء في الحديث الصحيح (والصدقة برهان) أي على صحة الإيمان)).

وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 77) الحمد لله فضائلها، فقال: ((روى مسلم في صحيحه بإسناده: عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض ... الحديث)). اهـ.

طرق الحديث

الحديث اشتهر من رواية أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد وهو ابن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: (فذكره).

وتابعه عليه عن يحيى بن أبي كثير: أبو إسحاق يحيى بن ميمون (يعني العطار).

وخالف يحيى معاوية بن سلام فرواه عن أخيه زيد بن سلام: أنه أخبره عن أبي سلام الحبشي، عن عبد الرحمن بن غنم: أن أبا مالك الأشعري حدثه، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (فذكره).

ورواه أبو جعفر الرازي: عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).

وفي هذا متابعة لرواية معاوية بالنظر لأصل الحديث .. فإلى سياق هذه الطرق وبيان ما فيها من اختلاف سندًا ومتنًا:

(1) ـ فأما حديث أبان بن يزيد العطار:

فرواه عنه: حبان بن هلال، وسهل بن بكار، وعبدالرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم الأزدى، وموسى بن إسماعيل، وأبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني.

أ ـ فأما رواية حبان بن هلال:

فأخرجها مسلم في صحيحه (1: 203/ برقم 223)، والترمذي في جامعه (5: 535/ برقم 3517): حدثنا إسحاق بن منصور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير