[لماذا تفسير السعدي؟!]
ـ[سوسن]ــــــــ[30 Sep 2005, 09:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله من وراء القصد
لا أعرف لماذا يستشهد الكثير من الأخوات والإخوان في تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
مع إنه تفسير مختصر جدا
هل وصل بهم الامر أن من يستشهد بتفسير الشيخ يكون أكثر حرصا ودقة في النقل؟
او يكون أكثر ثقة لدى المستمعين؟
لقد وجدت هذه الظاهرة تزداد وتنتشر وكأنه لا يوجد علماء ومفسرين.
هذا لا يعني أني لا اقرأ تفسير الشيخ السعدي او لا أستشهد به
ولكن لا يكون هو القصد للمستمعات لكسب الثقه ولإدلال على سلامة عقيدتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Oct 2005, 08:17 ص]ـ
الأخت الكريمة سوسن وفقها الله
لست أدري مبلغك من العلم، ولكن للفائدة فإن تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي ليس هو أفضل التفاسير ولا أشهرها، ولكن مؤلفه من أفاضل العلماء المتأخرين، وكثيراً ما يوصى بقراءة تفسيره لأسباب، منها سهولة عبارته، واختصاره، وسلامته من الانحرافات التي يخشى منها في باب صفات الله التي ترد كثيراً في القرآن الكريم، وكثرة الفوائد والاستنباطات التي يستنبطها من الآيات.
وليس الرجوع إليه للغرض الذي ذكرتِ وهو كسب الثقة. وإن كان البحث عن الكتب التي تكسب طالب العلم الثقة والقبول أمراً مقبولاً ومطلوباً، فالقراءة في التفاسير الأمهات كتفسير الطبري وابن كثير أدل على الثقة، ولكن مستويات القراء ليست واحدة، وأفهام الناس كذلك. فليتك بارك الله فيك تعرفين قيمة كتب التفسير كما ينبغي،وليتك تحسنين الظن بأخواتك في مثل هذه المواطن والأعمال، فإن هذا يعينك على الاستفادة والانتفاع إن شاء الله. وفقك الله لكل خير وزادك حرصاً على فهم كتابه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Oct 2005, 04:40 م]ـ
أختي الكريمة: إن كلامك كلام من لم يعرف قيمة هذا التفسير , ولم يسبر أغواره , إن هذا التفسير المختصر من يقارنه بغيره من كتب التفسير أمثاله يرى علو كعبه وتمكن مؤلفه في علم التفسير , نعم هذا لا يظهر لكل أحد لأن المؤلف فسر ولم يذكر اعتماده وسبب اختياره في كل موضع , وانا ادعوك لاختيار موضع من تفسير السعدي ودراسته دراسة مقارنة تجديه قد وفق في الغالب , وقد جربت هذا بنفسي ومن جرب عرف.
ـ[سوسن]ــــــــ[02 Oct 2005, 05:46 ص]ـ
جزاكم الله خير
ومنكم نستفيد
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[02 Oct 2005, 09:18 ص]ـ
ولعل من الأسباب أيضاً أن كثيراً من مسائل التفسير تتعلق بأبواب في الاعتقاد، سواء في الصفات أو القدر أو الكسب أو الإلهية أو غيرها مما اختلفت فيه فرق المسلمين، وكذلك بأبواب من السنن وضدها، فالقرآن الكريم شامل لموضوعات الدين، وما من طائفة تنتسب إلى الإسلام إلاّ وقد تمسكت منه بحروف وفق أهوائها، والناظر يجد انتصار الرازي في ما كتبه من مفاتيح الغيب (التفسير الكبير) لاعتقاده، وانتصار الزمخشري من قبله لأصحابه بحمله أوجه التأويل على ما قالوا، وكذلك ابن عصره صاحب الأندلس ابن عطية، وغيرهم. ومن سلم من أصحاب المطولات والمتوسطات من الانتصار لفرقة لم يسلم من التأثر بها في جوانب، ومن سلم من التأثر بها لم يسلم له جانب تمييز المنقول صحيحه من سقيمه.
أما تفاسير المحققين من أهل السنة مع وجودها فقل أن تبلغ همة كثير من طلاب العلم وطالباته استقراءها، على أن المطولات منها لم تعنى بنقد المنقول وربما اكتفى بعضهم بذكر الإسناد، فلم يبق إلاّ ما يسره العلامة عبدالرحمن السعدي عليه رحمة الله وبضعة اختصارات وكتب أخرى جلها صدرت مؤخراً من أناس لم يبلغوا درجة الشيخ على الأقل عند الناس ولكنها تناسب طلاب علم القرن العشرين وتاليه! ومن ارتفعت همته قليلاً طالع تفسير ابن كثير لاعتنائه ببيان حال كثير من النقول، ولاعتماده الصحيح في الغالب وهو من أئمة هذا الشأن أعني التفسير ومعرفة الصحيح من السقيم.
أما من له آلة نظر وله قدرة على التمييز بين مشرب قول كل مفسر وآخر، وله القدرة بعد ذلك على تقييم الأسانيد والحكم عليها، ثم علم من أصول التفسير وعلوم القرآن ما يؤهله للموازنة بين الأقوال، وعنده من آلة اللغة ما يميز بها الأصول عن التأويلات المنقولة، ثم آتاه الله فهماً يميز به بين الإشارات الأولوية الصحيحة الحقة، وبين الإشارات الباطنية أو البعيدة السمجة. فمثل هذا حري به أن يطالع ما كتب في التفسير، وأن يتخير منها الأوجُه الأوجَه، ولكن أين مثل هذا؟!