تفسير قول الله تعالى: {وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون}
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2005, 08:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد يسر لي لي كتابة بحث مختصر في تفسير قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، فأحببت أن أنشره في هذا الملتقى لعلي أجد نصحاً من إخواني، أو توجيهاً، أو تأييداً.
والبحث مرفق في ملف وورد، وهذه نتيجة الدراسة:
(بعد العرض السابق لأقوال المفسرين، واختياراتهم في تأويل الكفر في قول الله تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? يظهر أنه ليس هناك قول سالم من إشكال يرد عليه، والأقرب إلى الصواب – فيما ظهر لي – هو أن الكفر هنا هو الكفر الأكبر المخرج من الملة، وأن المعنيّين بالآية هم اليهود أصالة، ومن فعل فعلهم فلم يحكم بما أنزل الله رداً لحكم الله، أو استخفافاً به، أو تفضيلاً لغيره عليه، أو اعتقاداً لعدم وجوبه.
أو يقال: إن الآية على عمومها وظاهرها، تقرر أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وتبقى بعض الحالات المعينة لا يحُكم فيها بالكفر على من لم يحكم بما أنزل الله في وقائع معينة لقيام مانع من موانع الحكم بتكفيره، أو لعدم توفر الشروط اللازمة حتى يحكم بكفره؛ وذلك بناءً على القاعدة المعروفة: أن من فعل فعلاً يوجب الكفر فلا يحكم بكفره حتى تتوفر الشروط، وتنتفي الموانع. والله أعلم)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jun 2005, 04:45 م]ـ
يهمني رأي مشايخنا الكرام في النتيجة التي توصلت إليها؛ فلا تبخلو بالتعليق والمشاركة .....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[25 Jun 2005, 05:49 م]ـ
شيخنا -حفظك الله.
أود لو وضحت لي مذهب من ينزل حكم الآية على أهل الكتاب. لأنني أستشكل أمرين:
- في الآيات دعوة الى الحكم بالتوراة والانجيل. لكن أي توراة وأي انجيل؟ فإن كان المراد الحقيقين المنزلين على النبيين فلا سبيل الى ذلك اعتبارا للتبديل والتحريف الذى أكده القرآن نفسه. ونصت عليه السنة الشريفة عندما أمرت بعدم تصديق أو تكذيب أهل الكتاب.فإن قيل المقصود بالخطاب هم من كانوا زمن أصالة الوحيين نزلت درجة الخطاب الى الخصوص الشديد.
وإن كان المراد هو التوراة والانجيل الموجودين بين أيدى الناس. فلا يصدق على الحاكم بهما أنه حكم بما أنزل الله.فيكون التكليف بمحال.
-أما الامر الثاني فهو ما نقلته عن القرطبي فقلت- حفظك الله-
وبدأ القرطبي كلامه بقوله: (قوله تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? و ? الظَّالِمُونَ ? و ? الْفَاسِقُونَ ? نزلت كلها في الكفار؛ ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث البراء () .. وعلى هذا المُعظَم. فأما المسلم فلا يكفر وإن ?رتكب كبيرة.) ()، ثم صرح بعد إيراده لبعض الأقوال الأخرى بأن هذا القول هو الصحيح.
فهل يفهم من كلام القرطبي أن فهم الآية على وجهين:
-حكموا بغير ما أنزل الله فكفروا.
-كفروا فحكموا بغير ما أنزل الله.
ويكون القرطبي قد رجح الاحتمال الثاني ذاهبا الى أن الحكم بغير ما أنزل الله ليس سببا للكفر بل نتيجة له.
وير د عليه أن تخصيص الكفر باهل الكتاب لا ينفع من يريد إنقاذ المسلمين من "الكفر"لو حكموا بغير ما أنزل الله. بسبب قياس الأولى.
فاليهود مثلا كتابهم:
1 - محرف.
2 - منسوخ.
فإن كفروا عند عدم تحكيمه فالمسلمون أولى بالكفر لأن حكم الله عندهم ناسخ وأصيل.
الحقيقة ما زلت أتخبط فى توجيه الآيات. فلعل الجواب عندك أو عند الاخوة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2005, 01:42 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز؛ أعزك الله بطاعته:
بخصوص الأمر الأول؛ لعل في هذا النقل ما قد يزيل الإشكال عنك، أو بعضه: قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: (فصل في اختلاف أقوال الناس بالتوراة
وقد اختلفت أقوال الناس في التوراة التي بأيديهم: هل هي مبدله، أم التبديل والتحريف وقع في التأويل دون التنزيل؟.
على ثلاثه أقوالا: طرفين، ووسط.
فأفرطت طائفة وزعمت أنها كلها أو أكثرها مبدلة مغيرة. ليست التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام، وتعرض هؤلاء لتناقضها وتكذيب بعضها لبعض.
¥