[ما حكم استخدام الإسرائيليات في اتجاه (التفسير العلمي) للقرآن الكريم]
ـ[مرهف]ــــــــ[27 Sep 2005, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دار بيني وبين أحد المتخصصين حوار حول الإسرائيليات وأثرها في التفسير حتى وصلنا إلى دخول الإسرائيليات في التفسير العلمي وحكم استخدامها فيه، وكان رأيي الآتي:
كان العرب أمة أمية وليست من أهل الكتاب،فلما نزل القرآن الكريم وفيه من الآيات التي تتحدث عن مظاهر الكون وأسراره بإشارات بلاغية تتضمن دلالات عميقة تصحح تصور الإنسان عن الكون والحياة والإنسان، وكانت النفوس بطبعها البشري تتشوف إلى معرفة الأسرار،فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بعضها ويترك بعضها ليكون للعقل والبحث مكان في الاجتهاد إلى معرفتها، وكل أهل زمان يفسرون من القرآن بقدر ما أوتوا من العلم،فكانوا يسألون اليهود لأنهم أهل كتاب لظنهم أن عندهم ما يبحثون عنه، والذي سمح لهم بهذا السؤال هو الدليل الشرعي (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) أخرجه البخاري، و حديث (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) أخرجه البخاري، فكانوا يسألونهم ولكن لا يصدقوهم ولا يكذبوهم،وكان من ذلك سؤالهم عن بدء الخليقة وبعض غيبيات هذا الكون مما له رواية عند اليهود خاصة بحكم مجاورتهم للمسلمين في الجزيرة العربية،ومما ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر الأمر هكذا إلى أن ظهر المسلمون على البلاد وفتحوها وانفتحوا على ثقافتهم ترجمة وقراءة وتقويما وكان من ذلك الفلسفات وما يسمى بعلم الهيئة التي قومها المسلمون وأبدعوا فيها، فخف استخدام الإسرائيليات في تفسير الآيات التي تتحدث عن المظاهر الكونية بالإسرائليات بل استخدم المفسرون العلوم في عصرهم ووظفوها في تفسير القرآن وصرنا نلحظ هذا في تفسير الرازي مثلآ،ونحن اليوم في عالم يعتمد على التقنيات التي تكشف بعضاً من أسرار الكون والإنسان وما شابه ذلك، ويمكننا أن نوظف ما اعتمده العلماء المتخصصون في تفسير القرآن بضوابط وأصول التفسير ودون تكلف، فلسنا بحاجة إلى هذه الروايات، خاصة وأن أمامنا تجربة عملية تثبت ما في التوراة والإنجيل ـ وهما الكتاب المقدس والمعتمد عند أصحابهما ـ من الخرافات والمخالفات لما وقع فيهما من التبديل والتحريف، فكيف بالتفسيرات الشفهية والمكتوبة عليهما؟!، وهذه التجربة هي ما كتبه الطبيب الفرنسي موريس بوكاي في مقارنته بين التوراة والإنجيل والعلم، هذا مع تحفظنا نحن المسلمين من هذه المقارنة إذا قام بها مسلم بين العلم والقرآن لأنها تجعل القرآن وهو كلام الله محكوماً عليه باسم العلم والتجارب البشرية أما إن قام بذلك غير المسلم ليتوصل للحق فهذا شأنه وحبذا كل العقلاء في الغرب يتبعون الحق الذي يدعون الموضوعية في البحث عنه!!.
فقد ثبت في هذا الكتاب لموريس بوكاي بطلان ما في هذه الكتب ـ وهي المعتمدة عندهم ـ بالمطابقة على العلوم الثابتة لديهم،فالأولى بنا أن نكون أبعد عنها وعن تناقلها، فلذلك لا يجوز استخدام الإسرائيليات في ما يسمى التفسير العلمي إذا ـ أي التفسير العلمي ـ كان سليماً.
أما ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي تتحدث عن بني إسرائيل فإن أكثرها في قصصهم وتاريخهم والمواعظ والعبر المستفادة منها وليست في خصوص الحديث عن غيبيات هذا الكون والإنسان [وينبغي التنبه هنا إلى أن الكلام عن الإسرائيليات فقط].
فما رأي السادة المختصين في هذا الرأي، والحقيقة إنما طرحته للمدارسة والوصول إلى الصواب ما أمكن والله الموفق.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[28 Sep 2005, 02:57 م]ـ
لا شك أنه لايجوز لاحتمال أن تكون كاذبة، وهي ليست من مصادر التفسير، وإنما تجوز روايتها للخبر الثابت في ذلك،للاستشهاد لا للاعتقاد، ولا سيما في أخبار الأمم السابقة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Oct 2005, 11:22 ص]ـ
حياك الله أخي مرهف، وأشكرك على هذا التواصل، لي مداخلة سريعة حول موضوعك، فأقول:
1 ـ إن من يقرأ في أسفار بني إسرائيل (العهد القديم والعهد الجديد) يقطع يقينًا بأنهما ليسا الذي أنزل الله، وإن اشتملا على عبارات قد تكون مما نزل، كما أنهما اشتملا على أحكام وأخبار نزلت من عند الله.
¥