[سؤال عن قراءة ((الريح)) في سورة إبراهيم عليه السلام]
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 Aug 2005, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الإخوة الأفاضل المبحرين في علم القراءات - أعزّكم الله:
لقد أشكلت عليّ قراءة في قوله تعالى: " مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ " (إبراهيم: 18).
حيث وجدت أن مِن المفسّرين مَن يقول إن نافعاً وأبا جعفر قرءا في هذه الآية الكريمة: ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع ..
قال الزمخشري: وقُريء (الرياح))،
وقال الرازي: قُريء ((الرياح))،
وقال البيضاوي: وقرأ نافع ((الرياح))،
وقال ابن عطية: وقرأ نافع وحده وأبو جعفر ((الرياح))، والباقون ((الريح)) بالإفراد،
وقال أبو حيان: وقرأ نافع وأبو جعفر ((الرياح)) على الجمع، والجمهور على الإفراد،
وقال الألوسي: وقرأ نافع وأبو جعفر ((الرياح)) على الجمع،
وقال ابن عاشور: وقرأ نافع وأبو جعفر ((اشتدّت به الرياح)) وقرأ البقية ((اشتدّت به الريح)) بالإفراد، وهما سواء لأن التعريف تعريف جنس.
ولم أجد أحداً غيرهم من المفسّرين مَن يقول بذلك ..
فرجعت إلى كتاب (حُجّة القراءات) للإمام ابن زنجلة المقريء، فلم أجده يذكر هذه القراءة مطلقاً ..
بل وبعد أن تفحّصت جميع الآيات التي جاءت فيها لفظة ((الريح)) في أربع عشرة آية، لم أجد عنده أن أحداً من القرّاء قد قرأ ((الريح)) بالجمع، في جميع الآيات المذكورة، وهي - بحسب ترتيب ورودها في المصحف الشريف:
آل عمران: 117، يونس: 22، يونس: 22، يوسف: 94، إبراهيم: 18، الإسراء: 79، الأنبياء: 81، الحج: 31، سبأ: 12، ص: 36، الشورى: 33، الأحقاف: 24، الذاريات: 41، الحاقة: 6.
مع أننا نجد أن مِن المقرئين مَن قرأ ((الرياح)) بالإفراد، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (البقرة: 164). قرأ حمزة والكسائي ((وتصريف الريح)) بغير ألف، وقرأ الباقون ((وتصريف الرياح)).
وقوله تعالى في سورة الحجر: " وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ " (الحجر: 22). قرأ حمزة: ((وأرسلنا الريح لواقح)) بغير ألف، وقرأ الباقون ((الرياح)) على الجمع.
وقوله تعالى في سورة الفرقان: " وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا " (الفرقان: 48). قرأ ابن كثير: ((وهو الذي يرسل الريح)) بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف.
وقوله تعالى في سورة الروم: " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " (الروم: 48). قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (الله الذي يرسل الريح) بغير ألف، وقرأ الباقون: (الله الذي يرسل الرياح).
وقوله تعالى في سورة فاطر: " وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ " (فاطر: 9). قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: ((والله الذي أرسل الريح)) بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف.
وحُجّة مَن قرأ هذه القراءة أن الواحد يدلّ على الجنس فهو أعمّ، كما تقول: (كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس)، إنما تريد هذا الجنس. قال الكسائي: والعرب تقول: (جاءت الريح من ((كل)) مكان)، فلو كانت ريحاً واحدة جاءت من مكان واحد، فقولهم (من كل مكان) وقد وحّدوها، تدلّ على أن بالتوحيد معنى الجمع.
وسؤالي هو: هل أن أحداً من القرّاء قرأ ((الريح)) بالجمع؟
وهل قرأ نافع وأبو جعفر في آية سورة إبراهيم: ((اشتدّت به الرياح)) - بالجمع؟
ودمتم لنا سالمين ..
أخوكم
لؤي الطيبي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 Aug 2005, 05:06 م]ـ
السلام على أهل العلم والتفسير ورحمة الله تعالى وبركاته ..
هلا أفدتمونا .. يرحمكم الله.
¥