تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ابن برجان وتفسيره " تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام"]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2005, 06:41 م]ـ

تزخر الخزائن المغربية بكم هائل من المخطوطات،وللأسف لم تحض هذه المخطوطات بالعناية الكاملة من قبل المهتمين والباحثين،وقد أردت نفض الغبار عن واحد من هذه المخطوطات وأعرف بها وبصاحبها.

فاما صاحب المخطوطة فهو أبو الحكم ابن برجان عالم له مشاركة في فنون مختلفة وهو أحد العارفين الأقطاب الذي شغل الناس في أواخر القرن السادس، وقد حاولت تتبع أخبار هذا الرجل من مختلف المصادر للتعريف به.

أما كتابه الموسوم ب"تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام ".فهو من أهم المؤلفات التي تركها لنا هذا العالم، وقد وقفت عليه مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط في المملكة المغربية، وقد حاولت التعريف بهذا المخطوط واصفا إياه من حيث خطه وحجمه واسمه، وقد أفاد بعض الباحثين بوجود نسخة أخرى منه في ألمانيا. أما المجال المعرفي للمخطوط، فهو من أهم التفاسير التي أنتجها علماء الغرب الإسلامي، وقد تتبعت منهج المؤلف في تفسيره هذا وتعرضت للأدوات التي وظفها وكذا القضايا التي تناولها وأهمها اهتمامه بالمناسبة بين السور والآيات القرآنية.

يعتبر تفسير ابن برجان من أهم التفاسير التي أنتجها الغرب الإسلامي، ومؤلفه شغل الساحة الفكرية والسياسية مدة طويلة، ورغم الأهمية العلمية والتاريخية لهذا التفسير فإنه لم يدرس بعد،بل إنه لم يطبع حتى الآن، والأحرى أن يحقق،وقد ارتأى البحث أن يلقي نظرة عن هذا التفسير ويعر بصاحبه:

المبحث الأول:التعريف بالإمام ابن برجان:

لقد لحق هذا الرجل عدة ظلامات في حياته وحتى بعد وفاته:فقد تضاربت آراء المترجمين له في اسمه، فمن سماه عبد الرحمان، ومن سماه عبد السلام، ومنهم من جعل الاسمين لشخصين منفردين، ومنهم من اعتبره اسما لشخص واحد،وأغلب المترجمين له يطلقون عليه أبا الحك عبد السلام بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان.ويجعلون وفاته سنة ستة وثلاثين وخمسمائة، وطائفة منهم يطلقون عليه عبد السلام بن عبد الرحمان بن عبد السلام بن عبد الرحمان بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمان ويجعلون وفاته سنة سبع وعشرين وستمائة،وطائفة تترجم لشخصي وتنعتهما بأوصاف متقاربة، فميزت بين عبد الرحمان وعبد السلام.

والمصدر الأصيل الذي يمكن أن يفزع إليه لرفع الإشكال وهو ابن الأبار سماه عبد الرحمان بن أبي رجال، وأبو الرجال هذا هو: محمد بن عبد الرحمان،وجعل وفاته بعد سنة ثلاثين وخمسمائة، ويكاد جمهور المترجمين له يتفقون مع ابن الأبار في سنة الوفاة، إلا أنهم يختلفون معه في الاسم1، رغم أن بعضهم صرح بالنقل عنه كالذهبي في السير، واليافعي في مرآة الجنان .... ويظهر أنهما شخصان متميزان خلط بينهما بعض المترجمين، ويزكي هذا الاحتمال السيوطي فقد ترجم للمفسر في الطبقات، وترجم للغوي في البغية وجعلهما مختلفين في الاسم وسنة الوفاة، بينما طابق بينهما في اللقب فقط (ابن برجان) معتبرا أن هذا اللقب مخفف من أبي الرجال،وقد ضبطه ابن خلكان قبله فقال:برجان بفتح الياء الموحدة وتشديد الراء بعدها جيم وبعد الألف نون.

وذهب الباحثون المعاصرون مع الجمهور، معتبرين أن أبا الحكم عبد السلام بن عبد الرحمان بن برجان هو الذي شغل المغرب والأندلس في الثلث الأول من القرن السادس،ومعهم كذلك الدكتور إبراهيم الوافي الذي نسب إليه هذا التفسير الذي سنقدمه هنا لكنه ذكر من بين المؤلفين في التفسير في القرن السابع الهجري عبد السلام بن عبد الرحمان بن عبد السلام بن برجان وقال:أنه حفيد المترجم ونسب إليه تفسيرا للقرآن (تفسير الفاتحة) وذكر أنه موجود بالخزانة التيمورية،و اتفق المترجمون أنه من أهل إشبيلية ويرجعون أصله إلى إفريقية، أما تكوينه العلمي والثقافي فقد ذكر ابن الأبار انه كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقق بعلم الكلام والتصوف مع الزهد والاجتهاد في العبادة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير