تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رسالة دكتوراه عن لطائف الإشارات للإمام القشيري]

ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[01 Sep 2005, 12:32 ص]ـ

نوقشت هذه الرسالة في جامعة السُّوربون يوم7/ 05/1426 الموافق لـ 14/ 06 / 2005 ونال صاحبها بعد مناقشة دامت قرابة الثلاث ساعات درجة الشرف الأولى مع تهاني اللجنة ( Très honorable avec Félicitations).

الرسالة تناولت بالدراسة لطائف الإشارات لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ت. 465/ 1072) والذي يمكن اعتباره أول تفسير صوفي كامل وصلنا. طُبع هذا التفسير الإشاري في مصر سنة 1969 بتحقيق الدكتور إبراهيم بسيوني وطبع بعد ذلك عدة مرات. التفسير يتكون من ثلاثة مجلدات (أكثر من 2000 صفحة).

تنقسم الرسالة إلى خمسة أبواب.

الباب الأول: يهتم الفصل الأول منه بحياة الإمام القشيري مع عرض الأوضاع التاريخية والثقافية والدينية التي رافقت مسيرته. وتطرق الفصل الثاني بشيء من التفصيل إلى مؤلفات القشيري،التي منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فُقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. الفصل الثالث تعرض لتأثير القشيري في ميدان التصوف والحديث وبصفة خاصة التفسير.

الباب الثاني يتطرق إلى مصادر القشيري في ميدان التفسير لأن ما يثير انتباه قارئ هذا المؤلَّف الكبير للوهلة الأولى هو انعدام ذكر أسماء المصادر التي اعتمدها الإمام في تفسيره وهذه المنهجية تختلف تماما عن التي ارتضاها عند تأليف رسالته المشهورة. انطلاقا من فرضية مفادها أن أبا عبد الرحمن السلمي كان له التأثير الكبير على الإمام القشيري، قمنا بمقارنة محتوى لطائف الإشارات مع تفسير السلمي المعروف بحقائق التفسير وزيادات حقائق التفسير وطبقات الصوفية. وكذلك استعنَّا بالرسالة القشيرية وحلية الأولياء لإبي نعيم الإصفهاني. النتيجة كانت مرضية لأننا خَلَصنا بعد هذه الدراسة إلى وضع الأسماء على المئات من النصوص الواردة في لطائف الإشارات.

الباب الثالث اهتم بأنواع التفسير ومناهجه كمقدمة لفهم التفسير الصوفي والظروف التاريخية لنشأته. هذا البحث ركز كذلك على مناقشة الأدلة الشرعية من القرآن والسنة التي يستند عليها الصوفية لتبرير منهجهم التفسيري. بعد ذلك عرضنا لأهم خصائص التفسير الصوفي للقرآن، طرقه ووسائله ولغته. في الأخير، ذكرنا موقف ثلاثة من العلماء من التفسير الصوفي وهم: الإمام ابن تيمية والغزالي وابن عاشور من المعاصرين صاحب التحرير والتنوير.

الباب الرابع خُصِّص لتحليل موضوعي لِلَطائف الإشارات. هذه المواضيع هي:

اللغة والشعر: هذا المبحث حاول فهم طريقة القشيري في استعمال دراسة أصول الكلمات ( etymology) للوصول إلى استخلاص معنى روحي لها وكذلك كيفية استعمال الشعر المعبِّر عن الحب العذري للإفصاح عن تجارب الحب الإلهي.

الحروف المقطعة والبسملة: وهذا الفصل ركز على المعاني الروحية التي يستدعيها سماع هذه الحروف وخاصة البسملة، لأن القشيري يعطي دائما تفسيرا إشاريا لها بحجة اعتبارها آية مستقلة في جميع السور القرآنية (عدا التوبة).

المباحث التاريخية: وقد اهتم هذا الفصل بالقصص القرآني والأنبياء وبصفة خاصة نظرة القشيري للنبي محمد (ص). كما تعرض هذا الفصل لظاهرة غياب أو قلة أدوات التفسير التقليدي في لطائف الإشارات مثل: أسباب النزول والإسرائيليات والأحاديث الشريفة.

العبادات: وهذا الفصل أخذ بالتحليل الأبعاد الروحية لأركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج. وتناول أيضا المنهج الإشاري في تفسير بعض آيات الأحكام مثل: الطلاق والميراث والأطعمة المحرمة والجهاد.

العقيدة: وهذا أطول الفصول في هذا الباب. وقد تناول بشيء من التفصيل المواقف الكلامية للإمام القشيري كما وردت في لطائف الإشارات والتي تخص الأسماء والصفات والقدر وخلق الأفعال ومصير مرتكب الكبائر ورؤية الله يوم القيامة، الخ ... وهذه المواقف لا تبتعد عن مواقف المدرسة الأشعرية التي ينتمي إليها القشيري ودافع عنها بشدة طول حياته. ويظهر من هذه الدراسة كذلك تأثير ابن فورك والإسفرائيني على تلميذهما القشيري في ميدان العقيدة.

الباب الخامس والأخير تناول بالتحليل عددا من المصطلحات الصوفية وكذلك استعمال اللغة الرمزية في تفسير الأمثال القرآنية والظواهر الطبيعية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. أما المصطلحات الصوفية فقد حرصنا أن نبين في البداية المعنى اللغوي والسياق القرآني الذي ذكرت فيه هذه الكلمات أو العبارات والتي تحولت فيما بعد إلى مصطلحات صوفية. حاولنا أن نفهم كيف ينتقل الصوفي المفسر من سياق قرآني لا علاقة له بالتصوف إلى كلمة أو عبارة لها صبغة روحية يتمكن من خلالها من التعبير عن تجاربه الروحية العميقة والفردية. وقد قمنا في هذا الفصل بوضع كشاف ( index) شامل لكل المصطلحات الصوفية المذكورة في لطائف الإشارات مع ذكر جميع أرقام الآيات التي جاء في تفسيرها هذه المصطلحات.

فيما يخص اللغة الرمزية، فقد كان الهدف هو بيان أهمية الرموز في التفسير الإشاري. بعبارة أخرى، كيف يتمكن الصوفي من تحويل المرئي (الليل، القمر، الرياح ... الخ) والمقروء (الآيات القرآنية مثلا) إلى رموز تشير إلى تجارب روحية. فمنازل القمر مثلا تشير عند القشيري إلى انتقال المريد من مقام روحي إلى آخر وهو ما يعبر عنه المتصوفة بالتلوين وضده التمكين. أما الرياح فإنها تشير إلى الرجاء الذي يسبق العطاء الإلهي كما تسبق الرياح المطر ...

الدكتور عبد المجيد إحدّادن

[email protected]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير