** نظم مشتركات القرآن ** من كلّيّات المباني في القرآن الكريم .. (نسخة الإهداء)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Sep 2005, 04:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, أما بعد:
فهذه هدية متواضعة أقدمها لإخواني الكرام في هذا الملتقى, وقد ادَّخرتُها منذ زمن طويل لمناسبة جليلة أختارها في هذا الملتقى المبارك, فرأيت من أحسن المناسبات نعمةُ الله تعالى على أخينا الفاضل أبي عبد الله عبد الرحمن الشهري, بحصوله على درجة الدكتوراه في فَنِّ التفسير, بعنوان: (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم).
وإنها لمن محاسن المناسبات أن تكون هذه الهدية شعراً يجمع تفسيراً, وهي:
نَظْمُ مُشْتَرَكَاتِ القُرْآنِ
(من كليات المباني في القرآن الكريم)
نظم:
العلامة عبد الهادي الأبياري
أحد علماء الأزهر (ت:1305هـ)
وقد أفردها من مجموعٍ مخطوط, وضبط نَصَّها الشيخ المُحَدث الفاضل: صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي, غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين.
وقد أهداني وفقه الله نسخةً منها, مكتوبةٌ بخط جميل, وهي منظومة في (59) بيتاً, جمع فيها الناظم كُلِّيَّات المباني التي ذكرها السيوطي في الإتقان, والمُراد بِها: كُليَّات القرآن, وهي: الألفاظ والأساليب التي اطَّردت معانيها في جميع القرآن الكريم, أو في طائفةٍ منه. نحو قول ابن عباس رضي الله عنه: كل (رجز) في القرآن فهو: عذاب. وقول أبي العالية: كل (أليم) في القرآن فهو: موجع. وكثيراً ما يُستَثنى منها مواضع.
ولهذا المصطلح اطلاقات عديدة, تقترب منه وتبتعد, وتتشاكل وتتخالف, نحو: كُليَّات التفسير, ومصطلحات القرآن, وعادات القرآن, وقواعد القرآن, ومشتركات القرآن, ومُشَرَّكات القرآن, وطريقة القرآن, ومنهج القرآن, ومن شأن القرآن.
وقد يسر الله لي جمع كلَّ ما كان من هذا القبيل في ما اطلعت عليه من كتب التفسير, وأرجو أن ييسر الله تعالى ذكر بعض الفوائد في هذا النوع الجامع من التفسير.
نَظْمُ مُشْتَرَكَاتِ القُرْآنِ
(من كليات المباني في القرآن الكريم)
حمداً لمن أنزل القرآن فيه هُدى = للمتقين وذكرى للذي ادَّكرا
ثم الصلاة على الهادي وشيعته = ما لاح نجمٌ وما بدرٌ بدا وسرى
وبعد: فاصغِ إلى نظم لمُشتَرك = من القران كزهر الروض مُزدهرا
كُلُّ الذي في كتاب الله من أسفٍ = فالحزن, إلا الذي في زُخرف أُثِرا
فإن معناه فيها: اغضبوا وكذا = ما كان من نبإٍ فيه أتى خبراً
إلا فعُمِّيَت الأنباء يومئذ = فبالأدلة والآيات قد فُسِرا
وبالندامة فًسِّر حسرةً أبداً = لا حسرةً في قلوب حُسنها ظهرا
وكُلُّ ما فيه من بخسٍ فذاك بنقـ=ـصٍ فسَّروا, غير ما في يوسفٍ ذُكِرا
فذاك قد عَبَّروه بالحرام وما = فيه من البعل فهو الزوج حيثُ جَرى
إلا أتدعون بعلاً فالمراد به = معبودُهم صنمٌ بالبعل قد شُهِرا
ثم البروج التي فيها الكواكب ما = عدا التي في النِّسا فهي القُصور تُرى
وكل ما فيه من بَرٍّ ومن بَحَرٍ = فالماء والترب, لا في الروم فاعتبرا
إذ المراد به العمران مع خَِرَبٍ = وكل رجزٍ عذابٌ غيرَ ما هُجِرا
أعني المُسَطَّرَ في مُدَّثرٍ فلقد = قالوا هو الصنم احفظ واتبع الأثرا
وكل ما فيه من سُخرٌ فبالاسـ=ـتهزاء فُسِّرَ لا سُخريّاً استطرا
في زُخرف فبتسخيرٍ يُفسر والشـ=ـيطان فيه بإبليس كما اشتهرا
إلا الذي في سنام الذِّكر أوَّلَه = فإنه: الرُّؤسا كُفراً لمن كَفرا
وكل زورٍ فبُهتانٌ يُصاحبه = كفرٌ سوى ما بفرقان فلا وزراً
وكل رجمٍ فقتلٌ جاء غير لأر = جُمَنَّك اعلم فجا بالشتم مُنتشرا
كذاك بالغيب رجماً فَسَّروه بظَنـ=ـنٍ ثم كل ورود فالدخول طرا
إلا الكليم فهجمٌ كان منه ولم = يدخل بما مدينٍ فاستتبع الخبرا
وكل ريبٍ بشك فسروه سوى = ريب المنون فكيد الدهر ما خطرا
وحيث جاء زكاةٌ في الكتاب فأ = وِّلنه بالمال إلا ما قد استَطَرا
في توبة وكذا في مريم فبطهـ=ـرٍ ثُمَّ بالمَيْلِ لفظُ الزيغ قد فُسِرا
إلا وإذ زاغت الأبصار أي: شخصت = ثُمَّ القُنوت به في الطاعة انحصرا
سوى وكُلٌّ له مع قانتون فمعـ=ـناهُ مُقِرُّون, فاقفُ الإثرَ مُختَبرا
وكل ما جاء فيه من سكينة اعـ=ـلم أن معناه الاطمئنان حيثُ طرا
إلا الذي جاء في التابوت فهو على = ما قيل شيءٌ كرأس الهِّرَّة اختُبِرا
¥