[تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 May 2005, 11:46 ص]ـ
ليسَ يُعرَفُ عن أحد من أهل البيان معارضة القرآن, والمذكور من ذلك في التاريخ مُحاولتي: عبد الله ابن المقفع, وأبي العلاء المعري.
فأما ابن المُقفع فلا يوجد له كتاب يدعي مدعٍ أنه عارض فيه القرآن, وإنما يُزعَم أنه قصد إلى تأليف كتاب في ذلك, واشتغل به مُدةً ثم مزق ما جمع واستحيا لنفسه من إظهاره, قال ابن الباقلاني بعد أن أبطل هذا الزعم: (فإن كان كذلك فقد أصاب وأبصر القصد, ولا يمتنع أن يشتبه عليه الحال في الابتداء ثم يلوح له رشده, ويبين له أمله, وينكشف له عجزه, ولو كان بقي على اشتباه الحال عليه لم يَخفَ علينا موضع غفلته, ولم يشتبه لدينا وجه شبهته, ومتى أمكن أن تدعي الفرس في شيء من كتبهم أنه مُعجِز في حسن تأليفه وعجيب نظمه؟!). إعجاز القرآن (ص:61).
وأما شيخُ المعرَّة فلمَّا أَلَّفَ كتابه "الفصول والغايات" قيلَ فيه: (كأنه مُعارَضة منه للسور والآيات). ينظر: معجم الأدباء 1/ 305. وفي تحقيق عنوان الكتاب ينظر مقدمة محققه محمود زناتي, حيثُ سماه:
"الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ" ط: دار الآفاق الجديدة.
وعن منهجه في الكتاب ينظر ما نقله ياقوت من فهرست مؤلفات أبي العلاء لأحد مستمليه, وفيه:
أن مُراده بالغايات: القوافي؛ لأن القافية غاية البيت أي: منتهاه, وهو كتابٌ موضوعٌ على حروف المعجم ... , وألف عليه كتاب: "السادن" في ذكر غريب هذا الكتاب وما فيه من اللغز, وكتاب: "إقليد الغايات" لطيفٌ مقصورٌ على تفسير اللغز. معجم الأدباء 1/ 327 - 328. ط: إحسان عباس.
وحقيقة الأمر أن المعري قد عانى من فرط ذكاءه, وكثرة حُسَّاده ما عانى مثله عصريه وصاحبه المتنبي, وقد تعرض العلامة محمود شاكر لبعض ما نسب لأبي العلاء وأبطله في كتابه "أباطيل وأسمار" (ص:32 - 80).
وقد عاش العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي زمناً في بطون كتب المعري, وعاين ولم يسمع, وما راءٍ كمن سمعا, وأبطل تهمة معارضته للقرآن, وكشف كثيراً من مخفي حياة المعري, مما لا يُعلَم إلا من مسطور كتبه, كما فعل عصريه وصديقه محمود شاكر في كتابه الفذ "المتنبي".
وفي هذا النقل المختصر تبيينٌ موجز لهذا الموضوع, قال العلامة عبد العزيز الميمني:
(يقول مرغليوث: قَبِلَ أبو العلاء تحدي القرآن. ويقول نكلسن في "الآداب": كان أبو العلاء يراوده الشك فيما أن القرآن كلام الله؛ ولذا قَبِل تحدي النبي صلى الله عليه وسلم وأَعَدَّ كتاباً في معارضة القرآن الكريم. وقد أعاد هذه الفكرة الأستاذ براؤن في كتابه "التاريخ الأدبي لإيران". والحقيقة أن هذه الفكرة الخاطئة المرفوضة إنما بَثَّها في أوروبا كُلّها: جولد زيهر, بمقالة " z.d.m.g" - مجلة نمساوية -, وقد سبق أن تناولناها بالرد والتفنيد في نقالة نشرتها مجلة "معارف" في عدد فبراير سنة 25م, ولكننا ننقل هنا شهادَةً لأبي العلاء نفسه بإعجاز القرآن, ظهرت بعد فراغه من تأليف "الفصول" بنحو عشر سنين في 414هـ:
(لقد أجمعَ كُلُّ ملحدٍ ومُهتَد, وناكِبٍ عن المحجة ومُقتَد, على أن الكتاب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الله كتابٌ بَهَرَ بالإعجاز, ولَقِيَ عَدُوَّه بالإرجاز.).
بحوث وتحقيقات 1/ 127.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2005, 04:37 م]ـ
الفصول والغايات ليس في محاذاة السور والآيات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3279)
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[26 May 2005, 06:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
استكمالا للفائدة فقد قام الشيخ على حسن العمارى .. بتحقيق عن مسأله المعارضة المزعومة لأبي العلاء المعرى ...
يقول الشيخ في مجلة " رساله الإسلام " ...
" من الذين نسبت إليهم المعارضة فيلسوف الشعر أحمد بن سليمان المشهور بأبي العلاء المعرى، وقد قالوا إنه عارض القرآن بكتابه (الفصول والغايات) وقد اختار صاحب معجم الأدباء الكلمتين الآتيتين: ـ
1 ـ ((أقسم بخالق الخيل))، والريح الهابة بلَيْل، ما بين الأشراط ومطالع)) ((سهيل، إن الكافر لطويل الويل، وان العمر لمكفوف الذيل، اتق مدارج)) ((السّيْل، وطالع التوبة من قبَيْل، تنج، وما أخالك بناج)).
¥