تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أسرار الإعجاز البياني في القرآن]

ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[08 Jun 2005, 05:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تبارك وتعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:152 (.

ولسائل أن يسأل: أين جواب قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا}؟ .. ولماذا قال الله تعالى هنا: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ}، فقدم الفشل على التنازع، وعكس ذلك في قوله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46).

أولاً- وقبل الإجابة عن ذلك أودُّ أن أذكر الإخوة المهتمين بتفسير القرآن الكريم، والذود عنه بقول صاحب كتاب (أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن)، الذي ذكرناه سابقًا عند الحديث عن قول الله جل وعلا {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} (يوسف:15)؛ وهو قوله:

” فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل {أوحينا}، لاستقام المعنى“.

ثم قوله في قول الله جل وعلا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} (الكهف:1 - 2):

” أيُّ إعجاز في قول القرآن: {أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}؟ والتركيب الصحيح هو: أنزل على عبده الكتاب قيمًا، ولم يجعل له عوجًا “.

وقد أجبت عن الاعتراض الأول، والاعتراض الثاني بعون الله وتعليمه بما رأيته صوابًا، ملتمسًا عنده وحده سبحانه وتعالى الأجر إن أصبت، والمغفرة إن أخطأت. والجوابان موجودان على هذين الرابطين:

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3474

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3489

ثانيًا- وكنت قد طلبت من الإخوة العلماء أن يردوا على بقية ما اعترض به ذلك الإنسان على بلاغة القرآن الكريم، وعلى كونه كلام الله المعجز، الذي تحدَّى به الإنس والجن على السواء، فلم يفعل أحد منهم. وقد ذكرني هذا الموقف بموقف آخر شبيه به، حدث بعد اغتيال الأخ المجاهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من قبل الصهاينة المجرمين عندما وجه أحد أعضاء الملتقى (دعوة لأهل الملتقى) يدعونا: ((أن نعمل في ملتقى التفسير على نشر الآيات القرآنية التي تبعث في الأمة الأمل، وتبعدها عن اليأس والقنوط من خلال قراءات بيانية لهذه الآيات، تدل على أننا نعيش القرآن واقعًا، لا مجرد تلاوة من غير تدبر))، فلم يستجب أحد منهم، تجدون ذلك على هذا الرابط:

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1715

والآن أتوجه من جديد، أدعوهم للمشاركة بما تفضل الله تعالى به عليهم من علم، شكرًا له سبحانه على هذه النعمة، التي لم يعطها سائر مخلوقاته، وليتذكروا قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (النمل:15 - 19).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير