تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

استنباط الأحكام من القرآن (أقل مدة الحمل نموذجاً)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2005, 10:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أول من تنبه للجمع بين قوله تعالى في سورة البقرة:?والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة? وقوله تعالى في سورة الأحقاف:?وحمله وفصاله ثلاثون شهرا?، ويروى مثل هذا عن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما. والدليل المركب من هاتين الآيتين يدل على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر. حيث تنقص من الثلاثين شهراً أربعة وعشرين وهي مدة الرضاعة فيبقى ستة أشهر.

وقد وجدت دراسة مختصرة حول هذا الموضوع في موقع الإسلام اليوم فأحببت نقلها هنا ليطلع عليها من لم يقرأها هناك. ولتعرضها للموضوع من حيث الفقه والطب والتفسير.

أقل وأكثر مدة الحمل دراسة فقهية طبية

للدكتور عبد الرشيد بن محمد أمين بن قاسم. [أمين مصادر التعلم بتعليم مكة المكرمة]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

ففي 19جمادي الآخرة عام 1364هـ ألحق القاضي مصطفى عبدالقادر العلوي القاضي بالمحكمة الشرعية بمكة المكرمة نسب طفل ولدته أمه بعد موت زوجها بخمس سنين، وحكم لأختها خديجة بلحوق طفلها بزوجها الذي طلقها قبل أربع سنين (1)، فهذه القضية وأمثالها جعلت عددًا من الباحثين المعاصرين يتناولون هذا الموضوع بدراسة متعمقة كما جعلت بعض الأطباء يكتب ويراجع العلماء في هذه المسألة. فأقصى مدة تقضيها المرأة وهي حامل مما تنازع فيها الفقهاء قديماً.

كما تنازع الأطباء والباحثون فيها حديثًا ومعرفة الرأي الراجح فيها بالغ الأهمية؛ لما ينبني عليه من أحكام عديدة كدرء الحد والإرث والنسب والنفقه والعدة وغيرها من أحكام الأسرة.

وهو ما سنبينه بإذن الله في الأسطر التالية، محاولين الجمع بين ما قاله الفقهاء أصحاب التنظير، والأطباء أصحاب الخيرة والتطبيق، مبينين قبل ذلك أقل مدة لحمل المرأة لما بين المسألتين من علاقة على أن يكون ذلك في مبحثين:

المبحث الأول: أقل مدة للحمل

اتفق العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر (2) ويدل على ذلك ما يلي:

1 – الدليل المركب من قوله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" (3) مع قوله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" (4).

وجه الدلالة:

إذا كان مجموع الحمل والإرضاع ثلاثين شهراً وكانت مدة الرضاع منه سنتين كان الباقي في المدة وهو ستة أشهر متعينًا للحمل.

2 – الإجماع حيث أجمع العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر. (5)

3 – الأثر:

عن أبي الأسود أنه رفع إلى عمر أن امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي: ليس لك ذلك. قال الله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين"، وقال تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً"

فحولان وستة أشهر ثلاثون شهراً، لا رجم عليها، فخلى عمر سبيلها، وولدت مرة أخرى لذلك الحد " (6).

ويروى مثل ذلك عن عثمان وابن عباس.

4 – الواقع:

حيث إنه وجد حمل ولد لستة أشهر فمما ذكرته كتب التاريخ أن الحسين بن على رضي الله عنهما والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وجرير الشاعر المشهور ولدوا لستة أشهر (7).

قال الشوكاني: " لم يسمع في المنقول عن أهل التواريخ والسير أنه عاش مولود لدون ستة أشهر، وهكذا في عصرنا لم يسمع بشيء من هذا بل الغالب أن المولود لستة أشهر لا يعيش إلا نادراً، لكن وجود هذا النادر يدل على أن الستة الأشهر أقل مدة الحمل وقد كان من جملة من ولد لستة أشهر من المشهورين عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي " (8).

موقف الطب

قال ابن القيم: " إن الأدلة على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، تظاهرت عليها الشريعة والطبيعة، فالشريعة من خلال الآيتين السابقتين، وأما الطبيعة فقد نقل أقوال الأطباء أصحاب الاختصاص الذين أثبتوا أن أقل حمل كان في مائة وأربع وثمانين ليلة ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير