[ما تعليق السادة المتخصصين على هذه التأملات حول بيت العنكبوت الذي هو أوهن البيوت؟]
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[25 Jul 2005, 06:08 ص]ـ
تأملات في تفسير معنى قوله تعالي:
(وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
د. صلاح رشيد
الحمد لله القائل في محكم كتابه: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[آل عمران:190،191]. والقائل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ) [فصلت: الآية53].وقال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ*إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت:41،43].
لقد استوقفني كثيراً قوله تعالى: (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت: الآية41].
فرجعت إلى كتب التفسير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري/ مختصر تفسير القرطبي للقرطبي، تفسير ابن كثير لابن كثير، تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، فتح القدير للشوكاني، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، صفوة التفاسير للصابوني، تفسير أبي السعود للعمادي، فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي البخاري، زاد المسير في علم التفسير للجوزي، الضوء المنير على التفسير للصالحي تنوير الأذهان عن تفسير روح البيان للبروسوي وتفسير القرآن العظيم للقرشي الدمشقي) ووجدت أنها أجمعت على أن المقصود ببيت العنكبوت في هذه الآيات هو البيت المادي بمعنى المسكن الذي تتخذه العنكبوت سكنا لها، وقد وصفت كتب التفسير هذا البيت على أنه لا يغني عنها شيئاً (الطبري) هو أضعف البيوت لا يقيها حراً ولا برداً (القرطبي) ضعيف ووهن (ابن كثير) ضعيف (ابن حيان الأندلسي) لا بيت أضعف منه (الشوكاني) من أضعف البيوت (السعدي) أضعف البيوت لتفاهته وحقارته (الصابوني) لا يرى شيء يدانيه في الوهن (العمادي) لا بيت أضعف منه ولا أوهن (القنوجي البخاري) أوهن البيوت وأضعفها (الصالحي) لا بيت أوهن منه فيما تتخذه الهوام (البروسوي) ضعيف ووهن (ابن كثير القرشي الدمشقي).
غير أن العلم الحديث يثبت أن نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية وأن صلابته تزيد على صلابة الحديد الصلب حتى سمي بالصلب الحيوي، وأن بيت العنكبوت- المسن- هو من أقوى البيوت المعروفة من ناحية متانة نسجه الذي يستطيع أن يقاوم الرياح العاتية، ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت فلا تستطيع منه فكاكا.
ولإيماني المطلق أن الحقائق العلمية لا يمكن ان تتعارض مع ما ذكر في القرآن الكريم فإن تعارضت فلا شك أن ما أثبته القرآن هو الحق وأن العلم البشري قد جانب الحقيقة، فقد رجعت إلى أن القرآن الكريم وكتب التفسير وقواميس ومعاجم اللغة العربية وللحقائق العلمية عن العنكبوت وبيته ومعيشته وعلاقاته الاجتماعية لأرى إن كان المقصود بالآيات يختلف عن ما ذهبت إليه كتب التفسير.
وكان منهجي في البحث أن قمت بتحديد المواقع التي ذكرت بها كلمة (أولياء) في القرآن الكريم لأرى بين من تكون الولاية، وهل ذكرت الأصنام والأوثان في أي آية على أنهم يتخذون أولياء، ثم بحثت عن معنى كلمة (بيت) في القواميس والمعاجم العربية لأرى هل استعمل العرب كلمة بيت بمعنى أخر غير المعنى الدارج وهو المسكن ليكون هو المقصود بكلمة بيت في هذا المثل الذي ضربه الله - سبحانه وتعالى - في سورة العنكبوت. ثم بحثت في الحقائق العلمية عن نسيج وبيت أو (مسكن) العنكبوت لأرى مدى قوة هذا النسيج وهذا المسكن وهل هو بحق أضعف المساكن كما ذهبت إلى ذلك كتب التفسير؟ ثم بحثت في العلاقات الاجتماعية
¥