تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نصّ في انطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jun 2005, 12:36 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

قال القرطبي (ت461) في كتابه الموضح: " وأمّا حروف الغنّة فالنون ساكنةً ومتحرّكة والميمُ إلاّ أنّ الميم أقوى من النون لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة ... " الموضح ص97.

فقوله رحمه الله أنّ الميم لا تزول يعني أنّ الشفتين تنطبقان في الميم في جميع الأحوال حتّى في الإخفاء لذلك لم تزُلْ بخلاف النون المخفاة فإنّها تزول عند الإخفاء لانفصال طرف اللسان عن الحنك فلا بيقى من صوتها إلاّ الغنّة.

ولو تركنا الفرجة في إخفاء الميم لزالت كما في النون، فإخبار صاحب الموضح أنّ الميم لا تزول دلّ على أنّ الشفتين تنطبقان في الميم في جميع الحالات. والله أعلم

محمد يحي شريف الجزائري

ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[22 Jun 2005, 03:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

أقول: إن الأخ / محمد قد استنبط من عبارة الإمام القرطبي صاحب (الموضح) بأن الشفتين لا تكون بينهما فرجة في حالة الإخفاء، وذلك من قوله: "لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة".

وهذا الاستنباط خطأ وعليل من وجهين:

أولاً: إن المراد هو: أن النون قد تزول في حالة الإدغام فلا يبقى لها أثر إلا الغنة (1) التي هي إحدى صفات النون، أما الميم في حالة الإدغام فإننا نجد الشفتين منطبقتين ولن يحدث أي انفراج بينهما وذلك لأن الحرف الذي يليها هو نفس الميم. أما النون فيأتي بعدها في حالة الإدغام ستة أحرف منها النون. فإذا أتى بعدها النون فإن لفظ النون لا يزال موجوداً ولذلك عبر الإمام بـ "قد" وأما إذا أتى بعدها ما عداها من الأحرف فإن لفظ النون يزول.

ثانياً: إن العلماء حينما عرفوا الإخفاء لم يقولو: إن المخفى يزول فلا يبقى إلا الغنة بل هو حكم بين الإظهار والإدغام، فلا يظهر الحرف تاماً ولا يزول بل بينهما. وعلى هذا فإن الميم لا تزول في جميع الأحوال، أما النون فإنها تزول في حالة الإدغام سواء كان الزوال تاماً أم ناقصاً.

وفي الختام أقول: لا بد من وجود انفراج بين الشفتين في الإخفاء الشفوي، لأننا إذا أطبقناهما فإننا أظهرنا الميم وأخرجناها من مخرجها فلا يسمى حينئذ بالإخفاء، أما إذا كانت هناك فرجة فإن الإخفاء يتم على الوجه الصحيح فتأمل.


1 - وهذا إذا كان الإدغام ناقصاً أما إذا كان كاملاً وذلك في حروف "نرمل" فإن النون تزول بالكلية ذاتاً وصفةً.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 Jun 2005, 11:02 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد ذكر الأخ أبو عمّار أنّ مراد الإمام القرطبي عند قوله " لأنّ لفظها لا يزول - أي الميم - ولفظ النون قد يزول فلا يبقى منها إلاّ الغنّة " أي زوال النون يكون في حالة الإدغام فقط. وهذا خطأ من عدّة أوجه:
أوّلاً: أنّ غنّة النون تبقى في الإدغام الناقص فقط دون الإدغام الكامل وذلك عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء وقد قرأ خلف عن حمزة بالإدغام الكامل.
ثانياً: أنّ إدغام النون الساكنة في اللام والراء والنون يكون كاملاً فلا يبقى أثر للغنّة، ولو كان القرطبي رحمة يريد من كلامة زوال النون بالإدغام لقيّده بالإدغام الناقص وقد رأينا أنّ في الإدغام الكامل يزول ذات النون والغنّة جميعاً والقرطبي رحمه الله ذكر أنّ الغنّة لا تزول وذلك عند قوله " فلا يبقى منها إلاّ الغنّة ".
ثالثاً: ما ذكره القرطبي رحمه الله من أنّ النون لا يبقى منها إلاّ الغنّة ينطبق اطباقاً تامّاً على الإخفاء حيث إنّ الإخفاء يذهب ذات النون فلا يبقى منها إلاّ الغنّة فلم أفهم لماذا قيّد الأخ أبو عمّار المليباري كلام القرطبي بالإدغام دون الإخفاء حيث في الإخفاء تبقى غنّة النون في جميع الحالات أمّا في الإدغام فلا تبقى الغنّة إلاّ في الإدغام الناقص على غير رواية خلف عن حمزة وقد عدّ بعض القدامى الإدغام الناقص ضمن الإخفاء كما سيأتي. وسأوضّح ما ذكرت بشيء من التفصيل فأقول وبالله التوفيق.
فالحرف إمّا أن يكون في حالة إظهار أو إدغام أو إخفاء. والإقلاب داخل في الإخفاء.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير