تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة]

ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[12 Jul 2005, 07:46 م]ـ

هذا البحث العلمي الرصين هو للدكتور عبدالهادي الحسيني. ومن أراده كاملا بالحواشي والتعليقات فليحمله من الملف المرفق هنا

آية التطهير:

(آية التطهير) وهي قوله تعالى: ( ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) "1"، أقوى ما احتجوا به من آيات القرآن، ويلاحظ أنها ليست آية كاملة وإنما هي تتمة الآية التي أولها خطاب لأمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – بقوله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ…) "2"، ولذلك فتسميتها بـ " آية التطهير " تدليس لأنها ليست بآية وإنما هي جزء منها.

وعلى كل حال فقد قالوا: إن التطهير وإذهاب الرجس معناه العصمة من الخطأ والسهو والذنب " فأهل البيت " معصومون من ذلك كله، ومقصودهم " بأهل البيت " أشخاصاً معينين أولهم سيدنا علي ثم فاطمة والحسن والحسين – رضي الله عنهم – وليس جميع أهل البيت.

مناقشة هذا التفسير:

إن الاحتجاج بهذه الآية على " العصمة " مردود من حيث الدليل ومن حيث الدلالة:

1 – عدم صلاحية الدليل (آية التطهير) للاستدلال على (العصمة).

إن قضايا الاعتقاد الكبرى ومهمات الدين وأساسياته العظمى لابد لإثباتها من الأدلة القرآنية الصريحة القطعية الدلالة على المعنى المطلوب كدلالة قوله تعالى: (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) "3" على التوحيد، ودلالة (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) "4"، على نبوة محمد ? ودلالة قوله تعالى: (أَقِيمُواْ الصَّلاةَ) "5"، على فرضية الصلاة ومشروعيتها ولايصح أن تؤسس هذه الأمور المهمة على الأدلة الظنية المشتبهة وإلا تطرق الشك إلى أساس الدين لقيامه على الظنيَّات وابتنائه على المتشابهات المحتملات وذلك منهي عنه بصريح قوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) "1"، فاشترط الله – جل وعلا – لإقامة دينه الآيات المحكمات الواضحات التي لا اشتباه فيها ولااحتمال كالآيات التي استشهدنا بها على التوحيد والنبوة والصلاة وهي "أم الكتاب " ومرجعه وأصله المعتمد الذي يرد إليه ما تشابه وتطرق إليه الظن والاحتمال.

أما من اعتمد على الآيات المتشابهات المحتملات فهو من الزائغين الذين (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ) "2".

وقال تعالى أيضاً: (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) "1"، فالدليل الظني لا يصح الاعتماد عليه لأنه لا يفيد العلم وإذن لا بد أن يكون الدليل قطعياً في دلالته، فيسقط الاستدلال بكل الأدلة الظنية المشتبهة، ولذلك قال الأصوليون:

" الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال ".

إن "عصمة الأئمة " من ضروريات الاعتقاد عند الإمامية لأنها الأساس الذي يقوم عليه أصل عقيدة " الإمامية " فإذا انهار الأساس " العصمة " انهدم ما بني عليه " الإمامة " ولذلك شددوا في الإيمان بها والنكير على من جحدها حتى كفروه وأخرجوه من الملة!!.

فقد روى الكليني أن أبا عبدالله "ع" قال: " ما جاء به علي آخذ به وما نهى عنه انتهي عنه … المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله " "2".

وقال ابن بابويه القمي: " من نفى العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ومن جهلهم فهو كافر " "3".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير