[وقفات مع سورة الحديد]
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[28 Sep 2005, 06:42 م]ـ
ان الحمدلله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله.
و بعد
وقفات مع كتاب الله
نقفها لكي نأخذ الدروس والعبر،
نقفها لكي نعرف أحوال من غبر.
إن تدبر كتاب الله والوقوف عند آياته نعمة عظيمة نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها.
كيف لا!!!!
وهو يسمع كلام الله الواحد الأحد، الجبار الصمد، يتحدث إليه ويخاطبه بهذا القرآن وهو العبد الصغير المهوان.
أخواني ... وقفتنا اليوم مع أول آية في سورة الحديد.
وقفتنا مع قول الله عز وجل ((سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم))
أفتتح الله السورة الكريمة، بالإخبار عن عظمته وجلاله، وسعة سلطانه.
فكل ما في الكون يسبحه، ويمجده، ويقدسه،
السموات السبع، والأرضين، والأنس والجنّ، و الجبال، والبحار، والأنهار، والاشجار والبهائم ... ،
الكل يسبح بحمده، و إن لم ندرك هذا التسبيح، ولم نفهم سره، لأنه بغير لساننا، وبمنطق غير منطقنا ((و إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)).
تسبحه تسبيحا حقيقا و لكن لا نفقه تسبيحهم.
ولا عجب في ذلك!!!
فقد ثبت عن النبي ? أنه قال ((إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل أن ابعث إني لأعرفه الآن)). ((رواه مسلم في كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة 15/ 41))
حجر ينطق بل يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم
من أنطق الحجر؟!!!!
أنطقه الذي أنطقني و أنطقك و أنطق كل شيء.
وذراع تخبر الرسول ? بأنها مسمومة حتى لا يأكلها والصحابي بجانبه يأكل معه، و مع ذلك لم يسمع، _ كما جاء في الحديث الصحيح _ ((عن أبي سلمة ولم يذكر أبا هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة زاد فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم فقال ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري)) كتاب الديات باب فيمن سقى رجلا سما أوأ طعمه فمات، أيقاد منه؟ _ صححه الالباني في صحيح سنن أبي داود وقال حسن صحيح
لماذا لم يسمع؟!!!
لأن الله لم يرد ذلك.
وعندما أراد الله سبحانه و تعالى ذلك، جعل الصحابه يسمعون ويفقهون تسبيح الطعام. روى الترمذي عن علقمة عن عبد الله قال ((لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام)) رواه الترمذي كتاب المناقب رقم الحديث ((3633)) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، صححه الألباني. صحيح الترمذي 3/ 492 - 493.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ? يقول ((قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمّة من الأمم تسبح لله)) _ أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب 153 _
قال ابن حجر في الفتح ((استدل به على أن الحيوان يسبح الله تعالى حقيقة، ويتأيد به قول من حمل قوله ((و إن من شيء إلا يسبح بحمده)) على الحقيقة. _ فتح الباري 6/ 413 _
فإذا علم أن الحجر والشجر يسبح الله عز وجل ويقدسه
فماذا يقال فيمن عبد حجرا أو شجرا أو وثنا أو صرف نوعا من العبادة لغير الله إن هذا من الضلال المبين ? ياأيها ألناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ?
((إذا فجميع مافي السموات والأرض يسبح بحمد ربه، قانتا لربه، منقادا لعزته، قد ظهرت فيه آثار حكمته، ولهذا قال ((وهو العزيز الحكيم)). _ تفسير السعدي بتصرف _
و ((العزيز)) هو: الذي له العزة كلها:
عزة القوة، عزة الغلبة، وعزة الإمتناع)) _ أسماء الله الحسنى سعيد بن علي بن وهف القحطاني _
((فامتناع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة، وخضعت لعظمته)). _ النهج الأسمى 1/ 137 نقلا عن الشيخ السعدي _
أنت العزيز و لا عزيز سواكا كل الخلائق يطلبون رضاكا
و ((الحكيم)) هو الموصوف بكمال الحكمة،
¥