تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا كانا سواء فهل الأولى أن ننسب المشكل إلى القرآن أو إلى التفسير؟

فأرجو أن تتحفنا بجوابك لما لك من عناية بهذا الموضوع.

ـ[المنصور]ــــــــ[14 Sep 2005, 11:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر شيخنا الفاضل الدكتور مساعد الطيار على طرح السؤال، وللإجابة أقول – سائلاً الله تعالى السداد -:

لم يعجب مصطلح " مشكل القرآن " بعض المشايخ الفضلاء وطلبة العلم، لكونه قد يوحي بنسبة الإشكال لآيات الكتاب العزيز حقيقة، وهو أمر منفي قطعاً، وإنما هو متعلق بفهم القارئ لهذه الآيات.

والظاهر أن مصطلح " مشكل التفسير " أو مصطلح " مشكل التفاسير " يراد به مشكل القرآن الكريم، وأقول هذا من نفسي، وليس نقلاً عن أحد.

ولكننا نجد استخدام أهل العلم لمصطلح " مشكل القرآن الكريم " هو الدارج، ونظرة سريعة إلى أسماء المؤلفات التي ذكرتها في بداية بحثي " مشكل القرآن الكريم " تُظْهِر ذلك جلياً، ونحن نسير مع ركاب أهل العلم في هذا الباب، ولا مشاحة في الاصطلاح مادمنا نتفق على الأساس الذي ذكرته، وهو أن: الاستشكال متعلق بفهم القارئ للآيات، وليس أصلاً في الآيات.

وأنا أحب أن أشير إلى أن المتشابه موجود في القرآن، فبالتالي: المشكل موجود في القرآن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

((ولهذا كان السلف - رضي الله تعالى عنهم - يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد: متشابهاً)).

وهذا النقل موجود في ((نقض أساس التقديس)) مخطوط/ الجزء الثاني / (ص495).

و يقول أبوالوليد الباجي: ((المتشابه: هو المشكل الذي يُحتاج في فهم المراد به إلى تفكر وتأمّل)).

((إحكام الفصول في أحكام الأصول)) لأبي الوليد الباجي 1/ 176.

ويقول الشاطبي: ((ومعنى المتشابه: ما أشكل معناه، ولم يبيّن مغزاه)).

((الاعتصام)) للشاطبي 2/ 736.

وقد فصلت الكلام حول هذه النقطة في البحث (ص 82 - 86).

وبذلك يتبين أنه لا إشكال – عندي – إن شاء الله تعالى في استخدام هذا المصطلح – أعني مشكل القرآن -، والقائل بخلاف ذلك يلزمه نقد قائمة طويلة من أهل العلم استخدموا هذا اللفظ واصطلحوا عليه سواءً في أسماء كتبهم أو في ثناياها.

ومع أنني لست ممن يحتج بأفعال العباد في مثل هذا الأمر، إلا أنني ألفت النظر مرة أخرى لوصف الله تعالى للقرآن الكريم في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران.

وقد ذكرت النقول السابقة عن بعض العلماء والتي فيها الإشارة إلى أن السلف كانوا يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد: متشابهاً.

و مع ذلك؛ ففي تسمية هذا النوع: مشكل تفسير القرآن الكريم، إشكال في نظري:

ذلك أن المعترض لو قال: كيف يكون في تفسير القرآن إشكال، لقلنا له: إن المفسرين أشكل عليهم معنى الآية، وسيقول المعترض: وهل يشكل معنى الآية على الناس؟.

فعاد الأمر في نظري إلى إثبات المشكل القرآني بالمعنى الذي نتفق عليه جميعاً.

هذا ما ظهر لأخيكم العبد الضعيف، فإن كان صواباً فمن الله تعالى، وإن كان خطأً فمن النفس والشيطان نعوذ بالله تعالى من ذلك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير