تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

9. لم يكن المسلمون ليفرطوا في أمر القرآن المكي بحيث يأتي في عصر من العصور من يدعي أن مفهوم القرآن كان حاضراً في أذهان المسلمين المكيين ليس إلا، وعليه فقد توصلت الدراسة إلى أن القرآن المكي مثله مثل القرآن الذي نزل في المدينة قد كتب كله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له في مكة عدد من الكتبة إلى درجة أن الباحثين اختلفوا في تحديد أسبقهم كتابة للنبي صلى الله عليه وسلم. والأدلة متضافرة على أن المكي كله قد كتب من خلال الآيات المكية التي تلمح أحياناً وتصرح أحيانا أخرى بذلك، إضافة إلى أدلة أخرى كثيرة حوتها بطون كتب التراث تدل بوضوح على أن كتابة القرآن الكريم كانت تسير متوازية مع الحفظ بعد نزول الآية أو الآيات غير متخلفة، تنضاف إليها أدلة عقلية عدة. فما ذهب إليه بعض الباحثين من أن الظروف الأمنية الحرجة بسبب الملاحقة المستمرة حالت دون إمكان كتابة القرآن الكريم في مكة، لم يكن مستندا إلى أدلة بل هو مجرد تكهنات غير مؤسسة على قواعد علمية. والأدلة قائمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصطحب معه أدوات الكتابة ولم يهمل الكتابة في فترة من الفترات، بل وفي ظروف أشد حرجاً، كما كان الحال في هجرته حيث جلب معه ما يحتاج إليه من أدوات الكتابة إضافة إلى أن مُرافِقَيْه كانا من الكتبة.

01. القرآن المكي المكتوب كان يتم ابتعاثه من القيادة المتمثلة في النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عن طريق الصحابة الذين كانوا ينتقلون بين مكة والمدينة من الأنصار، أمثال: رافع بن مالك ومصعب معلم القرآن وغيرهما، إلى المسلمين في المدينة الذين كانوا يسيرون على خطى النبي صلى الله عليه وسلم و ما كان يرسمه القرآن النازل. وعليه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبلغهم الآيات النازلة التي تحمل أموراً جديدة متعلقة بالدين باستمرار.

11. إن بعض المؤرخين المسلمين كثيراً ما يطلقون الأحكام العامة بناء على وقائع جزئية، وكثيراً ما أدى عدم دقتهم في ذلك وفي نقل الروايات إلى خلق فجوات وترك ثغرات استغلها المستشرقون ومن لف لفهم بإثارة الشبهات، بحيث تمس صلب عقيدة الإسلام والقرآن الكريم وشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ويظهر التناقض واضحاً في أقوال كثير منهم حيث يدعي أحدهم في موضع قولاً ثم يناقض نفسه في مواضع أخرى بما يخالفه تمام المخالفة. يضاف إلى ذلك عدم موضوعية المستشرقين ودقتهم وفرضيتهم فيما يتعلق بالإسلاميات.

التوصيات والمقترحات

لقد ظهر للباحث في أثناء الدراسة والبحث أن هناك جزئيات ذات صلة قوية بموضوع إثبات سلامة النص القرآني من التحريف والتبديل تحتاج إلى دراسة جادة، وبما أن البحث قد التزم بحدود البحث المرسومة له، وهي مسألة كتابة القرآن في العهد المكي، فإن الباحث يرى ضرورة دراسة هذه الجزئيات منها:

موضوع تحت عنوان: "عبد الله بن أبي السرح ودعوى تحريف النص القرآني" حيث يحاول بعض المستشرقين أمثال بلاشير وكولد زيهر استغلال ما نقله بعض المفسرين من تلاعبه بالنص القرآني، وتغييره الكلمات القرآنية حينما كان يكتب الوحي في مكة حسب مزاجه ويعلم من النبي صلى الله عليه وسلم دون التبيين لمدى صحة ذلك. تأتي أهمية هذه الدراسة من كون المُوْمَأ إليه من أوائل الذين كتبوا القرآن في مكة.

ومنها: أن تتم كتابة بحث تحت عنوان "دواعي اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن" في عهد أبي بكر وعثمان، وذلك لوجود من هو أقدم منه كتابة وصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما. والتطرق إلى أهم الشبهات المثارة في هذا الجانب من قبل المستشرقين في الأسباب التي أدت إلى اختياره، حيث إن الدراسات التي أجريت في هذا المجال لم تكن شاملة.

المصدر ( http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Quran/Menu.htm)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير