أنه سبحانه لما أطلعه -أي موسى عليه السلام- على تلك الأنوار المتصاعدة من الشجرة إلى السماء وأسمعه تسبيح الملائكة ثم أسمعه كلام نفسه، ثم إنه مزج اللطف بالقهر فلاطفه أولاً بقوله: ?وَأَنَا ?خْتَرْتُكَ? ثم قهره بإيراد التكاليف الشاقة عليه وإلزامه علم المبدأ والوسط والمعاد ثم ختم كل ذلك بالتهديد العظيم، تحير موسى ودهش وكاد لا يعرف اليمين من الشمال فقيل له:?وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ي?مُوسَى?? ليعرف موسى عليه السلام أن يمينه هي التي فيها العصا.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[10 Jul 2005, 02:20 م]ـ
3 - ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
أجاب فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم عن هذا السؤال بقوله (مع الإختصار)
"علاقة هذه الأحرف بسورتها تكلم بها بعضهم بشي من المبالغة
فقالوا اختيار أحرف معينه في سورة ما لأنها أكثر الحروف دورانا في هذه السورة وكذلك في سورة ص ولكن ذلك أتفق في بعض السور دون غيرها فلم يعتمد على احصائية كاملة مستطردة
والأمر أبعد من ذلك (والله اعلم) فهذه الأحرف رغم أنها تقرأ حروفا مفردة ولا تقرآ ككلمة إلا أن اجتماع حرفين أو أكثر من نوع خاص في بداية سورة محددة فذلك والله أعلم يتصل بموضوعها فكلمة طه مثلا في بعض اللغات كما نبه بعض المفسرين تعني يارجل فهي نداء على بعض اللغات على الإنسان عموما بددءا بأشرف نبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانتهاءا بكل عاقل يصلح خطابه بالقرآن الكريم وبالتالي فكأن الله تعالى ينادي بهذه الأحرف في هذا المقام على كل انسان رجلا كان أو امرآة يكون أهلا للتكليف والخطاب فيكلفه الله تعالى بما في هذه السورة " أي يا رجل أو يا انسان اعلم أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نبي حق ورسول صدق بعثه الله تعالى كغيره من الرسل من قبل رحمةلأمته ورحمة للعالمين منذ بعثته إلى أن تقوم الساعة فهذا الربط فيما أرى يكون أولى كما في سورة ص كلمة ص وصف للبعير الذي أصابه شئ في أنفه فيرفع أنفه لأنه إذا أصابه هذا الداء نزل وسال من أنفه شئ من السوائل فلئلا يؤذيه يرفع أنفه لأعلى فكانت كلمة ص بهذه الصورة المعروفة عند العرب تشبيها للكافرين بصدودهم وعنادهم وتكبرهم في رفع أنوفهم ورؤسهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعما معه من الحق تشبيها لهم بصورة الجمل المريض أي إنكم انتم المعلولون وفيكم العلة كالجمل الذي أصابته تللك العلة فيرفع أنفه وهم معذور أما أنتم فغيرمعذورين في هذا تتطاولون بغير طول وتتكبرون بغير كبر فالعيب فيكم
وفي كل مقام ينظر بالسورة التي افتتحت بها هذه الأحرف المخصوصة والله أعلم
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 09:33 م]ـ
أخي الحبيب محمود الحسن:
مسألة لها تعلّق بسؤالك: ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
سمعت أحد الدعاة يقول ما معناه:
إن الله تعالى استرسل في الكلام مع موسى، مع علمه ما بيمين موسى لفوائد، ومنها:
أنّ موسى كان في حالة وجل وخوف كما هو معلوم من سياق قصته في القرءان، فتكليم الله تعالى له مع استرساله في حديثه ضربٌ من ضروب الاستئناس وإزالة الوحشة، خاصّة أنّ موسى كان خائفاً في بيداء موحشة.
والله اعلم
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Jul 2005, 10:11 م]ـ
جاء في تفسير الرازي ما نصه: (كانت العصا في يمين موسى عليه السلام، فبسبب بركة يمينه انقلبت ثعباناً وبرهاناً)
شيخنا أبو مجاهد:
حفظك الله في الدارين ونفع بك.
رحم الله الرازي ونوّر قبره.
شيخنا أبو مجاهد: اسمح لي أن أعلّق منبهاً.
شيخنا: ألا ترى في تعبير الرازي، وإسناد السببية لليد نوع من التجاوز؟! – ولو من باب الاحتياط - خاصّة إذا قرأنا قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ). سورة غافر، الآية: 78.
والآية المعجزة الدالة على صدق النبي.
سمعت أحد الإخوة الدعاة يقول: حينما قال الله تعالى لموسى: (وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ). سورة الدخان، الآية: 24. فكأنما أراد أن يدلنا على أنّه سمح لموسى باستعمال العصا في المرة الأولى لشق البحر بإذنه، ولكنّه لم يأذن له في الثانيّة فدلّ هذا على أنّ الأمر منوط به سبحانه وتعالى لا بالعصا.
فالأمر ليس في العصا ولكنه بيد من أجرى المعجزة سبحانه.
ومن ذلك لنتأمل في تكرار قوله تعالى: (بِإِذْنِي) من الآيات التالية:
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ). سورة المائدة، الآية: 110
معذرة شيخنا، فأنت بالقطع أعلم منا وإنما أردت التنبيه.
والله اعلم.
ورحم الله الرازي ونوّر قبره.
¥