وأما كتاب الحاوي الذي أشار إليه أخي الكريم الدكتور عبدالله المنصور، فليس كتاباً مستقلاً في التفسير، وإنما ذُكِرعلى أنه كتاب يجمع تفاسير الواحدي الثلاثة. قال الدكتور محمد بن صالح الفوزان عند حديثه عن مؤلفات الواحدي:
(الحاوي لجميع المعاني: هذا الاسم جعله حاجي خليفة عنونا يجمع كتب الواحدي الثلاثة «البسيط والوسيط والوجيز» حيث قال: تفسير الواحدي ثلاثة: «البسيط والوسيط والوجيز» وتسمى هذه الثلاث: «الحاوي لجميع المعاني» (1)، وقال في موضع آخر: «الحاوي لجميع المعاني وهو اسم البسيط والوسيط والوجيز للواحدي» (2). فعلى هذا القول يكون «الحاوي» اسماً لكتب الواحدي الثلاثة في التفسير وليس كتابا مستقلا غيرها، لكن نجد واضع (3) فهرس «مخطوطات الظاهرية» ذكر أنه كتاب آخر حيث قال – وهو يتكلم عن الوسيط -: « ... وهو تفسير القرآن المعروف بالتفسير «الوسيط» للواحدي، وهو وسط بين كتابيه «البسيط» و «الوجيز» في التفسير - أيضاً – وجمعهما كتابه «الحاوي لجميع المعاني» في التفسير» (4).
قال الدكتور جودة محمد: «وقد نص بروكلمان على كتاب «الحاوي» وذكره في ثبت مؤلفات الواحدي .... » (5).
ويترجح لديَّ أن «الحاوي» اسم يجمع كتب الواحدي الثلاثة كما قال حاجي خليفة، وليس كتابا مستقلا. ذلك لأن جميع من كتب عن الواحدي لم يذكر هذا الكتاب مع إجماعهم على ذكر كتبه الثلاثة. ومما ينبه عليه أن كتابا يحوي هذه الثلاثة سيكون ضخم الحجم والقدر لا يخفى، وأول من ذكر كتب الواحدي تلميذه «عبد الغافر» صاحب السياق «لتاريخ نيسابور» ونقل ياقوت (6) لنا كلام عبد الغافر عن مؤلفات الواحدي، فكيف خفي عليه هذا الكتاب، قد يترك ذكر اسم كتاب صغير، لكن كتابا بهذا الحجم لا أظن أنه يتركه، ويبقى مجهولاً إلى هذا الحد). انظر: البسيط للواحدي بتحقيق د. محمد الفوزان 1/ 63 - 64
--الحواشي ---
(1) كشف الظنون 1 /.460
(2) كشف الظنون 1/ 629.
(3) وضعه د / عزة حسن.
(4) فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ص 320.
(5) الواحدي ومنهجه في التفسير ص 91.
(6) انظر معجم الأدباء 12/ 259.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[14 Mar 2006, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
عمدة القوي مخطوط بدار الكتب المصرية وعنه ميكروفيلم بمركز الملك فيصل برقم 32496
اما الحاوي فله نسخ قليلة واحدها - وهو الذي لدي مكبرة عنها والباقي لا استطيع الحكم عليه - لا يطابق البسيط ولا الوسيط ولا الوجيز
فالله اعلم ويحتاج الامر لمزيد بحث
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Mar 2006, 01:22 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الجنيدالله على هذه المعلومات وليتنا نطلع على مضمون كتاب (عمدة القوي والضعيف) لمعرفة ما ذكره من التحريف في وسيط الواحدي.
وأما الحاوي فليتك تتأكد لنا من طبيعته الحقيقة إن كان الأمر في متناولك وفقك الله، فكلام الباحثين الذين كتبوا عن الواحدي -فيما اطلعت عليه - يذهبون إلى أنه جمع لكتبه الثلاثة.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:05 ص]ـ
السلام عليكم
الدكتور عبدالرحمن حفظه الله
اما الحاوي فادرسه لك على عجالة وافيدك باذن الله
واما كتب الواحدي الثلاثة هكذا يراد بها الوجيز والوسيط والبسيط ولكن السمعاني قال انه يراد بها الوجيز والوسيط وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر البسيط
واما ان الوسيط هو اختصار للبسيط فليس يصح وهذا ما نص عليه مؤلفه في البسيط
وبالمقارنة تجد ان الوسيط فيه اثار ليست في البسيط
واسم الكتاب الوسيط بين المقبوض والبسيط يوحي انه بعد البسيط
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Dec 2008, 12:13 ص]ـ
في تفسير الوجيز بتحقيق صفوان داوودي، نشر دار القلم:
{الرحمن على العرش} من أنه أعظم المخلوقات {استوى} أي: أقبل على خلقه كقوله: {ثم استوى إلى السماء} مع أنه أعظم المخلوقات أي: استولى. {وما تحت الثرى} ما تحت الأرض. اهـ.
والصواب من نسخة خطية متقنة للوجيز كتبت سنة 690 هـ هو الآتي:
(الرحمن على العرش) مع أنه أعظم المخلوقات (استوى) أي: علا. وقيل: أقبل على خلقه، كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان).
قوله: (وما تحت الثرى) يعني: ما تحت الأرض. اهـ.
ففي التحقيق المذكور سقط وإضافة .. والأمثلة كثيرة.
ومع أن مذهب الواحدي معروف في ذلك، إلا أنه لا ينبغي أن يحذف من كلامه ما هو منه ويضاف إليه ما ليس منه. فهل للوجيز تحقيق علمي؟؟