.. والآية نص في أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده في البشر لأن النبيين عام فخاتم النبيين هو خاتمهم في صفة النبوة. ولا يعكر على نصية الآية أن العموم دلالته على الأفراد ظنية لأن ذلك لاحتمال وجود مخصص. وقد تحققنا عدم المخصص بالاستقراء
وقد اجمع الصحابة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء وعرف ذلك وتواتر بينهم وفي الأجيال من بعدهم ولذلك لم يترددوا في تكفير مسيلمة والأسود العنسي فصار معلوما من الدين بالضرورة فمن أنكره فهو كافر خارج عن الإسلام ولو كان معترفا بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله للناس كلهم. ..
ولذلك لا يتردد مسلم في تكفير من يثبت نبوة لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم وفي إخراجه من حظيرة الإسلام ولا تعرف طائفة من المسلمين أقدمت على ذلك إلا البابية والبهائية وهما نحلتان مشتقة ثانيتهما من الأولى.
وكان ظهور الفرقة الأولى في بلاد فارس في حدود ستة مائتين وألف وتسربت إلى العراق وكان القائم بها رجلا من أهل شيراز يدعوه اتباعه السيد علي محمد كذا اشتهر اسمه كان في أول أمره من غلاة الشيعة الأمامية. أخذ عن رجل من المتصوفين اسمه الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي الذي كان ينتحل التصوف بالطريقة الباطنية وهي الطريقة الملقاة عن الحلاج. وكانت طريقته تعرف بالشيخية ولما اظهر نحلته علي محمد هذا لقب نفسه باب العلم فغلب عليه اسم الباب. وعرفت نحلته بالبابية واعى لنفسه النبوة وزعم أنه أوحي إليه بكتاب اسمه " البيان " وأن القرآن أشار إليه بقوله تعالى (خلق الإنسان علمه البيان) وكتاب البيان مؤلف بالعربية الضعيفة ومخلوط بالفارسية. وقد حكم عليه بالقتل سنة 1266 في تبريز.
وأما البهائية فهي شعبة من البابية تنسب إلى مؤسسها الملقب ببهاء الله واسمه ميرزا حسين علي من أهل طهران تتلمذ للباب بالمكاتبة وأخرجته حكومة شاه العجم إلى بغداد بعد قتل الباب. ثم نقلته الدولة العثمانية من بغداد إلى أدرنة ثم إلى عكا وفيما ظهرت نحلته وهم يعتقدون نبوة الباب وقد التف حوله أصحاب نحلة البابية وجعلوه ليفة الباب فقام اسم لبهائية مقام اسم البابية فالبهائية هم البابية. وقد كان البهاء بني بناء في جبل الكرمل ليجعله مدفنا لرفات " الباب " وآل أمره إلى سجنته السلطنة العثمانية في سجن عكا فلبث في السجن سبع سنوات ولم يطلق من السجن إلا عند ما أعلن الدستور التركي فكان في عداد المساجين السياسيين الذين أطلقوا يومئذ فرحل منتقلا في أوربا وأمريكا مدة عامين ثم عامين ثم عاد إلى حيفا فاستقر بها إلى أن توفي سنة 1340 وبعد موته نشأ شقاق بين أبنائه وإخوته فتفرقوا في الزعامة وتضاءلت نحلتهم.
فمن كان من المسلمين متبعا للبهائية أو البابية فهو خارج عن الإسلام مرتد عن دينه تجري عليه أحكام المرتد. ولا يرث مسلما ويرثه جماعة المسلمين ولا ينفعهم قولهم: إنا مسلمون ولا نطقهم بكلمة الشهادة لأنهم يثبتون الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم قالوا بمجيء رسول من بعده. ونحن كفرنا الغرابية من الشيعة لقولهم: بأن جبريل أرسل إلى علي ولكنه شبه له محمد بعلي إذ كان أحدهما أشبه بالآخر من الغراب بالغراب " وكذبوا " فبلغ الرسالة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فهم أثبتوا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم زعموه غير المعين من عند الله. وتشبه طقوس البهائية طقوس الماسونية إلا أن البهائية تنتسب إلى التلقي من الوحي الإلهي فبذلك فارقت الماسونية وعدت في الأديان والملل ولم تعد في الأحزاب.
سياسيا:
تأثيرهم في السياسة الباكستانية:
... وهنا تجدر الإشارة إلى أن زعيم القاديانية «ميرزا طاهر» المقيم في لندن كان أبرز من رحب بتولي برويز مشرف مقاليد الحكم في باكستان، وأن هناك إشاعات قوية حول عدد من كبار المسؤولين في حكومة برويز بأنهم ذوو أصول قاديانية. ومن بين من يقال عنه بكل تأكيد وإصرار إنه ذو أصول قاديانية زوجة الرئيس «صهبا برويز».
كما تجدر الإشارة إلى أن زعيم القاديانية ومؤسسها «ميرزا غلام أحمد» القادياني هو أهم من تبنى وروج نظرية «أن أيام الجهاد المسلح قد تولت، وأنه وضع عن المسلمين فريضة الجهاد بالسيف؛ لأنه هو المسيح الذي من اختصاصاته أنه يضع الجهاد عن المسلمين»، ولم يخف «ميرزا غلام» أنه يؤدي بذلك خدمة للاستعمار الإنجليزي وفاءً له؛ لأنه أفضل من حكم البلاد ولا بد من رد الجميل.
السنة السادسة عشرة - العدد 173 - المحرم 1423 هـ - مارس - أبريل 2002 م
البيان ( http://albayan-magazine.com/bayan-173/ISS/173-19.HTM)
و لمن أراد المزيد فهذه روابط كاشفة:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
القاديانية ( http://www.alkashf.net/mthahb/49.htm)
البهائية ( http://www.alkashf.net/mthahb/48.htm)
¥