ذلك ما قلناه أولاً ... " وأحينا يعبرون بقولهم المختار الراجح، ونحو ذلك من العبارات، انظر تفسير ابن عطية 9/ 304، والرازي 4/ 133.
([12]) انظر مقدمة تفسير ابن جُزي ص 1/ 4
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:20 م]ـ
أخي الكريم إبراهيم
إن مشكلة المصطلحات مشكلة علمية قلَّ من درسها كظاهرة علمية في العلوم والفنون، ولعلك تلاحظ أن كثيرًا من المصطلحات تنشأ بعد حدوث ما يقع عليه الاصطلاح، وقلَّ من المصطلحات ما يكون موازيًّا للقضية العلمية، أو يجتمع قوم فيصطلحوا على شيء ويسير على من بعدهم.
لذا تجد الخلاف في المصطلحات له أثر علمي لأن كل واحد من المناقشين يحمل المصطلح المعين على ما يعرفه، وقد لا يكون هو ما يريده صاحبه، ولعله لا يغيب عن بال مثلكم مصطلح النسخ بين السلف والمتاخرين.
واليوم يأتي بعض الباحثين ليحدد بعض المصطلحات على ما يريده دون أن يكون قد سبقه إليه أحد، فقد يوفَّق في صُنع المصطلح ويأخذ به جمهور الباحثين، وقد يخالف فيبقى قولاً غير مقبول.
ولعل من الأمور المعينة على تتبع المصطلح واستنباطه هو استقراء عمل المفسرين من السلف مثلاً؛ إذ قد نجد عندهم من المصطلحات ما يتفقون عليه، ونجد عندهم ما يختلفون فيه، وإن كانت نتيجته العلمية ثابته لا تتغير، وإنما يتغير استعمال المصطلح فقط.
وما ذكرتموه من لفظ الاختيار أو الترجيح يدخله النظر والاستدلال على اختلاف ظاهر بين الناظرين:
فالاختيار والترجيح يتفقان في وجود متعدد يختار منه او يرجح فيه.
ولا يمكن ان يكون الاختيار إلا بدليل أو قرينة، وكذا الترجيح لا يكون إلا بذلك.
كما أن العالم قد يذكر مستند ترجيحه او اختياره، وقد لا يذكر.
واستعمالات العلماء ـ كما ذكرت ـ لا تفرق بينهما، وهذا هو الظاهر. وقبول هذا التفريق من جهة الاصطلاح يحتاج إلى شيوعه بين الباحثين واستعمالهم له على جهة القبول والموافقة، فلو اتفق جمهور الباحثين على ما ذهب إليه الدكتور حسين الحربي فإنه يكون اصطلاحًا موضوعًا يُحتكم إليه، كما هو الشأن في اصطلاحات البحث العلمي المعاصرة التي تميزت عن اصطلاحات البحث العلمي عند علمائنا السابقين، وقد يكون الذي بدأ بعض هذه الاصطلاحات شخص واحد، فسارت بعده بين جمهور الباحثين من غير نكير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Oct 2005, 04:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما يسّر الله تقييده وتحريره في هذه المسألة في بحثي: "اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير - دراسة وموازنة "
(- تعريف الاختيار والترجيح، والفرق بينهما:
أولاً: تعريف الاختيار:
الاختيار في اللغة مصدر اختار يختار، و (الخاء والياء والراء أصله العطف والميل) ([1])، وخار الشيءَ واختاره: انتقاه، واخْتَرْت فلاناً على فلان: عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ.
والاختيار: الاصطفاء، وكذلك التَّخَيُّرُ. ([2])
والاختيار كذلك: طلبُ ما هو خيرٌ، وفعلُه. قال الله U : ? وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ? (الدخان:32)، أي: قدمناهم على غيرهم، واصطفيناهم من بينهم. ([3])
قال الإمام ابن تيمية: (والاختيار في لغة القرآن يراد به التفضيل، والانتقاء، والاصطفاء كما قال تعالى: ? فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى = إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى = وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ? (طه:11 - 13) ... ) ([4])
وتعريف الاختيار في الاصطلاح لا يختلف عنه كثيراً في اللغة؛ وأكثر من يستعمل الاختيار كاصطلاح علمي له مدلوله أئمة القراءات؛ فالاختيار عندهم يراد به: (ملازمة إمام معتبر وجهاً أو أكثر من القراءات؛ فينسب إليه على وجه الشهرة والمداومة، لا على وجه الاختراع والرأي والاجتهاد.) ([5])
ومعلوم أن اختلاف القراء يفترق عن اختلاف غيرهم من أهل العلوم الأخرى؛ فإن اختلاف القراء يكون بين قراءات كلها حق وصواب. ([6]) وهذا يدل على أن اختيار أحدهم القراءة لا يعني ردّ أي قراءة ثابتة غيرها.
¥