تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقلتم: (فأي حرمان _ أجارني الله وإياك وكل المسلمين منه _ أعظم من الحرمان من رؤية الرب، جل وعلا، فهي من أعظم الدوافع لعمل الطاعات رجاء بلوغ تلك النعمة العظيمة. ولو لم يرد النص على ذلك لألح العقل في طلبه، وإن كان هذا الباب خبريا محضا لا دور للعقل فيه إلا التسليم بما يأتي به النقل الصحيح، ولكن العقل بالفعل لا يمنع بل يستحسن أن يثيب الرب، جل وعلا، من آمن بالغيب الذي لم يره بأن يراه، فذلك الجزاء الملائم له، فإذا احترز في ذلك من تشبيه الرب، جل وعلا، بخلقه، أو توهم إحاطة المخلوق به ..... إلخ من المعاني الباطلة، فضلا عن ورود النص بذلك، وهو عمدة هذا الباب كما تقدم، فما المانع من إثبات الرؤية فهي لا تتعارض مع المعنى العلمي الذي يثبته من أولها بالعلم، بل هي، كما تقدم، علم وزيادة، يرتقي صاحبها من درجة العلم بالله على جهة الغيب في هذه الدار، فيكون جزاء ذلك: العلم به برؤيته على جهة الشهادة في دار النعيم، إن من يثبت الرؤية على جهة الحقيقة، يزداد رسوخا في باب العلم بالله الذي هو محل اتفاق بين)

أكرر القول لوكانت الرؤية من أعظم الدوافع لعمل الطاعات، لذكرها الله في القرآن أكثر من ذكر الجنان وأصناف النعيم!!!

وعندما تقولون: فإذا احترز في ذلك من تشبيه الرب، جل وعلا، بخلقه فما المانع من إثبات الرؤية فهي لا تتعارض مع المعنى العلمي الذي يثبته من أولها بالعلم، بل هي، كما تقدم، علم وزيادة. بتصرف.

كيف احترز من التشبيه و أنت تقول لي تراه عيانا رؤية حقيقية؟ هل تظن أن قولك بلا تكييف سيخمد ما أثرته من بواعث التشبيه؟! كلا، ما هي إلا مغالطات، فرؤية كهذه لا تدفع أصلا إلى عمل الطاعات عداك أن تكون أعظم دافع!!

قلتم: (وإثبات الرؤية، عند التدبر والنظر، إثبات لكمال الرب، جل وعلا، لأن من يُرى أكمل ممن لا يُرى، فمن يُرى له أوصاف، ومن لا يُرى هو أشبه بالعدم الذي لا وصف له، فيكون قريبا من الوجود المطلق الذي أثبته الفلاسفة في هذا الباب، وهو عين العدم لو تدبر الناظر فيه فليس له أي وصف يخرجه من حيز التصور العقلي إلى حيز الحقيقة!.)

إن قولكم -إن من يُرى أكمل ممن لا يُرى فمن يُرى له أوصاف، ومن لا يُرى هو أشبه بالعدم الذي لا وصف له- هو أكبر دليل على التشبيه والتجسيم والتخبط .. لأثبت ذلك تأمل، صفة الكمال لا يحكمها الرؤية أصلا فالعلم والقدرة والقوة من صفات الكمال ولا دخل للرؤية من قريب ولا من بعيد بكمالها أو نقصها، فمن أين لكم بهذا القول والخبط في الكلام!! كان الأبعد عن الخبط أن تقولوا إن من يَرى أكمل ممن لا يَرى ..

وعندما تجعلون من لا يُرى شبيها بالعدم الذي لا وصف له، أسألكم: بالله عليكم كيف آمنتم بالله رب العالمين؟ هل آمنتم به لأنكم سترونه في الآخرة وإلا لكان شبيها بالعدم -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-؟!! أم أنكم آمنتم به لظهور آياته الناطقة بأنه القادر والعليم والسميع والبصير؟؟ وكيف ستقنع الكافر بوحود الله هل ستقنعه أولا بأنه يُرى حتى لا يعبد عدما!! ومن ثم تقنعه بآثاره وآياته الدالة عليه!!!! هذا أكيد فهي أعظم دافع على طاعته!!!!! وكيف أقنع الأنبياء أقوامهم بالعدم الذي لا يُرى؟! هل أقنعوهم بالعدم كونهم لا يرونه فلا هم يؤمنون بنبوتهم عداك بما جاؤوا به من كتب سماوية وأخبار إلهية؟ أم أقنعوهم بالعظيم القدير الحي القيوم الذي لا تدركه الأبصار ولا تأخذه سنة ولانوم؟!!

أرجو من الله أن يوفقنا للإخلاص له في كل ما نكتب، يا رب العالمين ...

ـ[الياسين]ــــــــ[18 - 09 - 2010, 09:05 م]ـ

الأخ الكريم مهاجر

سلام الله عليكم

هل لكم أن توضحوا رأيكم فيما توصلنا إليه ...

ولكم جزيل الشكر وأنا أنتظر ردكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير