ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 05:32 م]ـ
المجاز أبلغ من الحقيقة ...
يجمع الجمهور على وقوع المجاز في القرآن الكريم، وينكره جماعة بدعوى أن المجاز أخو الكذب، فيعتبرون أن المتكلم لا يذهب إلى المجاز والاستعارة إلا إذا ضاقت به الحقيقة.
لكن الجمهور متفق على بطلان هذا الدليل بكافة المقاييس، وهو متفق على وقوع المجاز في كلام الله بالإجماع، وذلك لأن الكذب محال على الله، والله منزه عنه، ولأنه لو سقط المجاز من القرآن لسقط منه شطر الحسن، ولوجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص وغيرها.
ويقال إن غالبية العلماء قد اتفقوا على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وقد مثل بعضهم على هذه الحقيقة بقول العرب: "نزل السحاب" أو "نزل السماء" أو "أمطرت السماء نباتًا"، مع أن النازل هو المطر، فهذه حقائق مجازية وليست كذبا، قال الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم --- رعيناه وإن كانوا غضابا.
ـ[أنوار]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 08:07 م]ـ
أستاذنا الكريم الياسين:
لك أن تضع ما شئت من علامات التعجب والاستنكار.
فهذا قول وذلك قول وشتان بينهما.
ـ[الياسين]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 10:35 م]ـ
بارك الله فيكم سيدي الفاضل ......
كنت قد طرحت موضوع المجاز في القرآن وتناولته في آيات قرآنية مثل قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) و (لتصنع على عيني) و (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) ووو. وقلنا بأن هذه جاءت على جهة المجاز بمعنى النعمة و الرعاية والحفظ على الترتيب. فشنت تهويلات لا داعي لها، وبعد أن طال النقاش تفاجأنا بحذف الموضوع بحجة مخالفة شروط الانتساب للمنتدى، وهذا الأمر مبرر، لا مشاحة فيه، لكن العجيب الطريقة في التعامل، فها أنتم تطرحون المجاز في الآيات التي ذكرتموها، ولا يمارس معكم ما مورس معي، وهذا الأمر طمأنني كثيرا وألقي عليكم مسؤلية طرقه، كون كلمتكم تلقى كل الترحيب، وإليكم هذا المرفق الذي تناول الموضوع المحذوف، أرجو أن تدلوا لي برأيكم في الحوار بشكل عام ...
ولكم جزيل الشكر
ـ[الياسين]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 10:39 م]ـ
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:X7BRea8EsaIJ:www.alfaseeh.com/vb/showthread.php%3F57808-%25C7%25E1%25E3%25CC%25C7%25D2-%25DD%25ED-%25C7%25E1%25DE%25D1%25C2%25E4-%25C7%25E1%25DF%25D1%25ED%25E3%26p%3D437311+%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86+%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2&cd=7&hl=ar&ct=clnk&client=firefox-a
وهذا رابط من بداية الموضوع إلى منتصفه أو يقل
ـ[الياسين]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 10:55 م]ـ
وللأستاذة الفاضلة أنوار أقول:
لكم عرفت أني بسيط في أسلوب الإقناع وتوصيل المعلومة لكم، وفعلا شتان ما بين هذا وذاك!
والذي يهمني هو أن تتفهموا ما قيل فيه: (جوابٌ مسدد، وبيانٌ موفق).
وكلمة شتان أظهرت لي البعد في التفكير! فكلانا قلنا أن معنى الآية (ولتصنع على عيني) بمعنى الرعاية والحفظ، بل هما سيان، ولربما نظري قصر عن تفاعلكم مع مشاركة أستاذنا منذر و ..... مع مشاركتي الجد خطيرة على حسب تعبيركم.
دعي كل ما قلت، وابحثي عن الحقيقة من أي مشرب رأيته موفقا مسددا، المهم أن يوفقنا الله لما بعد ما نعتقده في أن نتجه في تجسيد الثقافة التي نحملها، وبعدها سنرى أثناء تحركنا أثر كل معتقد نعتقده، فكلنا مؤمنون بأن الثقافة تؤثر على حركة الأمة سلبا وإيجابا.
ولكم جزيل الشكر والتقدير الخاص ...
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[18 - 05 - 2010, 12:26 ص]ـ
الغيب والاختلاف وتعدد الأوجه اللغوية ...
أخي الكريم،
أعتقد أن ظنونك أخي الكريم مبالغ بها، ولا أعتقد أن هناك فرقا مقصودا في تعامل مشرفي الفصيح ومسؤوليه مع الأعضاء، وأنا أنزههم عن ذلك، فضلا عن أنني لا أرى سببا لذلك، ولا أعرف شيئا يجعلني أختلف عنك، لكن الفرق قد يكون فرقا في الاجتهاد، أو في طريقة تناول المسألة وفهمها. لذلك فإنني أرجو منك سعة الصدر، والتركيز على الموضوع، وعدم الخروج عن مساره إلى نقاشات جانبية لن تفيد أحدا، وأرجو أن يوفقنا الله في تبسيط المسألة، وفي تأليف القلوب، والله الموفق.
القرأن الكريم لا يحاكم من خلال التفاسير، لأن التفاسير والاجتهادات ليست وحيا نازلا مع النص، لكنها عمل إنساني قد ترافقه هنا أو هناك بعض الالتباسات الناتجة عن تعدد الأوجه النحوية أو اللغوية، فضلا عن بعض الأخطاء والعيوب الإنسانية التي قد تنتج عن السهو أو نقص في المعلومة أو سوء في الفهم، هذا مع العلم بأن التفاسير لا يعتمد عليها في هدم أي شيء من أصول الدين.
كما أنني أعتقد من جهة أخرى أن معرفتنا بظاهرة تعدد الأوجه في لغة العرب وفي القرآن الكريم يجب أن تمنعنا من التعلق بوجه واحد منها دون الأوجه الأخرى دون مبرر ولا وجه حق، أو الاستدراك على القرآن الكريم والقطع جهلا بما نظن أنه الوجه الصحيح الوحيد كما يفعل المدلسون، فنتسبب من دون قصد منا بإثارة البلبلة والشك لدى بعض البسطاء من الناس.
نحن هنا نتناول المسألة من الناحية اللغوية، فالأيدي عند العرب (على سبيل المثال) هي (جمع يد) على الحقيقة والأصل، كما أنها تعني (القوة) في الوقت نفسه، وهذا ما أشار إليه ابن عاشور في تفسيره حيث ذكر أن معنى (الأيدي) قد تطور مع التطور الطبيعي للغة، وتمخض وأصبح مصدرا جديدا بمعنى "القوة" يختلف عن المعنى الأصلي وهو "جمع يد"، وأن العرب أصبح لديهم بذلك معنيان لفظهما واحد.
جماهير السلف أعرف منا باللغة وبالقرآن الكريم، وقد أجمعوا على تفسير (الأيدي) بالقوة، وأما معنى (أيدي الله) على الأصل والحقيقة ففي اعتقادي أنه معنى لا يمكن فهمه ولا تفسيره، ولا معنى للسؤال عن ماهيته لأنه أمر غيبي لا يعلم تفسيره إلا الله الذي ليس كمثله شيء.
والله أعلم،
منذر أبو هواش
¥