تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما رأيك أن نترك لغة الشفقة والرأفة ونتجه إلى كلام رب العالمين، من دلنا على كل شيء فقال: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وكلنا يرى اختلاف الأمة في فهم كتاب ربها، فالله يقول: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} البقرة213

و يا أستاذي الكريم أود أن أسألك وتجيبني عن رأي الدين فيما أسأل عنه واحسبني رجلا مسلما أو غير مسلم فدين الله فيه إجابة عن كل تساؤلات الناس كافة، فاحسبني ما شئت المهم أجبني بعلم إن كنتم تعلمون ...

هل الله يحل في الأماكن؟

هل الله يتحول من مكان لآخر؟

أم أنه يتنزه عن هذا!!

أما ما يتعلق بما ورد في كلامكم فهاكم بعض الملاحظات:

1 - قلتم: (تأمل فى هذا الوقف جيد يرحمك الله

(وهو الله فى السماوات) (وفى الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) تأمل يرحمك الله

)

وأقول: لو كنتُ قلتُه لقلتم إنك تأتي بالكلام على ما تحب و و و و، أما أنتم فتقفون أينما تقفون، لا أحد يجرؤ على رد نظرتكم، هل الوقف فيه دليل أم أن الأصل عدم الوقف؟

وأدعوك إلى أن تدلنا على الوقف في هذه الآية أهو صحيح أم ماذا؟ يقول سبحانه: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (ولا خمسة إلا هو سادسهم)!! ما رأيكم هل يجوز هنا الوقف؟

ومن ثم فأنا عندما أقول بأنه في السموات والأرض لا أقصد حلولا، لأن الحلول من خواص الأجسام الحالة والمفتقرة إلى مكان تحل فيه، ومعنى أنه في السموات والأرض واضح في قوله: (يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) ذكر كلمة يعلم مرتين ليلفتنا سبحانه بأن أي عمل نفعله في أي حالة قمنا به فهو حاضر معنا عليم، فهو أقرب إلينا من أقرب شيء إلينا وهو حبل الوريد، الله سبحانه يقول لنا كل ذلك، ليلفتنا إلى أن نخافه ونتقيه، فعندما يقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} المجادلة7 ولو كنت متعنتا لقلت لك أخي أحمد ما تقول في هذا الآية، ما تقول عندما يقول الله إلا هو رابعهم، فقال هو ولم يقل شيئا آخر!! هل هذا يعني أنه في الأرض!! هذا ما تحمله ظاهرا، ولكن سياق الآية يختم بما يدل عليه خطاب الله لعباده فيقول: (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) لتتقوه لأنكم عندما تعلمون أنكم مراقبون من قبل أي جهة تكونون في انضباط و تقدير حسب شأن من يراقبك، وكفى بالله رقيبا.

أخي إن من يتجه لعبادة الله أصناف كثيرة منهم مقلد ومنهم أخذ دينه عن التفكر والتدبر لكتاب الله والتفهم لسنة نبيه، وعندما نأخذ ديننا من أفواه الرجال، وأقصد بالدين هنا معرفته سبحانه التي بها ندين له بكل ما ملكنا وإن كان الروح، فعندما تقول لي لقد قال ابن فلان وابن علان، هؤلاء أخي الكريم علماء بشر كانوا يوما ما أطفالا جهالا، فتعلموا فصاروا بالعلم علماء، لا أنبياء ولا رسل، إن وافق ما جاؤوا به كتاب الله، فهذا يدل على علمهم، وإلا فمن أصدق من الله حديثا، وأما سنة نبيه فكل الناس يدعي أن هذا حديث رسول رب العالمين، فالشيعة تأتي بأخبارها إلى رسول الله وكذلك من يتسمون بأهل السنة والجماعة , وأتباع السلف، بحجة خير القرون قرني ووو، مع العلم أن كل هذه الفرق تعود بالحديث النبوي إلى أؤلئك الذين عاشوا في قرن وزمن واحد، لكننا لو أخذنا بقاعدة ما وافق كتاب الله فهو من رسوله، وما خالفه فهو من غيره ولم يقله، وهذه القاعدة أكثر ما يمكن أن يطبق عليها ما يتعلق بالأمور العقدية لأن القرآن لم يجمل تلك الأمور في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير