تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القرآن إجمالا، بل أتى عليها تفصيلا، فأبان توحيد وعدله و وعده ووعيده وكل ما يعلم من الدين ضرورة، أما ما يتعلق بالتشريعات التفصيلية كتفاصيل الحج والصلاة والزكاة، مع أن هذا الأمر مثار حسرة أن تختلف الأمة في أمور كان يفعلها النبي أمام أمته خمس مرات يوميا، لكن لا طريق إلا البحث عن الحق من أهله الذين لم يخالفوا القرآن، وعليه فليحمل بعضنا بعضا على السلامة.

أما العقل الذي ما فتئنا نموضعه ونقزمه والله سبحانه يعتني به ويعلي من شأنه في أكثر من أية فيقول: (أفلا تعقلون)، (وهديناه النجدين) (هو الذي جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) و كل آية هي تخاطب العقل، لأنه مناط تكليف الإنسان، وإلا لعمَّ تكليفه على المجانين والأطفال ودون البشر، وعندما قلتم إعمال العقل بمعزل عن الشرع، أنبهكم على إعمال العقل في الشرع أولا لمعرفة أحقيته، وليكون إيمان على يقين، وبعد ذلك سيستنير العقل إذ توصل إلى أحقية الشرع، وإلا فلماذا نتكلم عن الإعجاز العلمي والبياني في القرآن؟ أليس لأن العقل رأى الحق (الحجة) واضحا وعندها يكون الإيمان عن نظر وفكر، فالقرآن جاء ليثير ما اندفن من دور العقول، حينما اتجهت تلك الأجساد دون تفكر لفعل ما تشتهيه الرغبات دون التأمل في عاقبة منقلبها، وسوء مآلها، جاء ليحيي الانسان {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام122.

فلك أيها الأخ المسلم أنصح، واختر ما يراه عقلك المستنير بشرع ربك، هل القول بأن الله في السماء، أمر يأتي على الله بعظمة أم بنقص، لو فكرت بطريقتك ودعك عن لغة الفلاسقة العقليين، لقلت في نفسك: الله سبحانه غني عن الزمان والمكان لأنه خالقها وهو كائن إذ لم تكن شيئا، كان الله ولا مكان، ليس بذي أعضاء فيخلو من مكان دون آخر، إذن الله سبحانه أعظم من أن يحد بحدود، أو يحل بمكان، عندما ننفي كونه في السماء هذا لا يعني أنه في غيرها، بل هو الغني عن المكان، أما القول بأن الله في السماء لأن السلف قالوا ذلك، فهذا يدل على تقليد لا فهم ولاهضم لما قالوه بل نقل للكلام، دون حجة ولابرهان، وإن قلت علي أن أؤمن بأن الله في السماء لأن الله ذكر هذا في كتابه، فهذا ليس إيمانا لأنه يضع في النفوس شكا و تشبيها، وأكبر دليل على ذلك ألست تعبد ربا يحل في السماء؟!

وإن كنتم تدعون صحة وعظمة ما تعتقدون فأنا أتحدى أن تكتبوا عن مقالة حول (الله في السماء .... عظمة ما بعدها عظمة).

وإن ترد أن تتحداني أن أكتب مقالة عن (الله لا يحل في السماء ولا في الأرض ....... عظمة ما بعدها عظمة) فأنا مستعد أن أثبت وأترك في نفوس القارئ العظمة الملموسة من هذا الاعتقاد.

ـ[الياسين]ــــــــ[26 - 05 - 2010, 06:20 م]ـ

أعانكم الله على الاختبارات

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير