معاذ أبو الهيجاءمشاهدة ملفه الشخصي ( http://www.almolltaqa.com/vb/member.php?u=3500) البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة معاذ أبو الهيجاء ( http://www.almolltaqa.com/vb/search.php?do=finduser&u=3500)
http://www.almolltaqa.com/vb/images/statusicon/post_old.gif 11-12-2008, 10:26 #10 (http://www.almolltaqa.com/vb/showpost.php?p=131334&postcount=10) معاذ أبو الهيجاء (http://www.almolltaqa.com/vb/member.php?u=3500)
عضو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
تاريخ التسجيل: 31 - 10 - 2008
المشاركات: 212
http://www.almolltaqa.com/vb/images/statusicon/post_new.gif
صيغة الأمر
الصيغة التي وُضعت للأمر لغة هي صيغة (افعل) أو ما يقوم مقامها، وهو اسم الفعل، مثل: هات، وتعال، والمضارع المقرون بلام الأمر مثل (لِيُنفِق ذو سَعة من سَعَتِه)، (ولْيَشهَد عذابهما طائفة من المؤمنين). فهذه هي الصيغة التي وُضعت في اللغة للأمر، ولا توجد هناك صيغة غيرها، ولم يضع الشارع اصطلاحاً شرعياً لصيغة الأمر بل ما وُضع لغة هو المعتبَر شرعاً.
وصيغة الأمر تَرِد لستة عشر معنى:
الأول: الإيجاب، مثل (أقيموا الصلاة).
الثاني: الندب، مثل قوله تعالى: (فكاتبوهم إن علمتُم فيهم خيراً وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)، فإن كلاً من الكتابة وإيتاء المال مندوب لكونه مقتضياً للثواب مع عدم العقاب، ومن الندب التأديب كقوله عليه السلام لابن عباس: (كُل مما يليك).
الثالث: الإرشاد، نحو قوله تعالى: (واستشهدوا شهيدين)، فإنه تعالى أرشد العباد عند المداينة إلى الاستشهاد.
الرابع: الإباحة، كقوله تعالى: (كلوا واشربوا)، فإن الأكل والشرب مباحان، بدليل أن الإذن بهما شُرع لنا، فلو وجبا لكان مشروعاً علينا.
الخامس: التهديد، أي التخويف كقوله تعالى: (اعملوا ما شئتم)، لظهور أنْ ليس المراد الإذن بالعمل بما شاءوا وبمعونة القرائن على إرادة التخويف. ويقرب من التهديد الإنذار وهو إبلاغ مع تخويف كقوله تعالى: (قل تمتّعوا فإن مصيركم إلى النار)، فإنّ قوله: (قُل) أمر بالإبلاغ.
السادس، الامتنان على العباد، كقوله تعالى: (كلوا مما رزقكم الله)، فإن قوله http://www.almolltaqa.com/vb/images/smilies/frown.gif مما رزقكم الله) قرينة على الامتنان.
السابع: الإكرام بالمأمور، كقوله تعالى: (ادخلوها بسلام آمنين)، فإن قوله http://www.almolltaqa.com/vb/images/smilies/frown.gif بسلام آمنين) قرينة على إرادة الإكرام.
الثامن: التسخير، كقوله تعالى: (كونوا قردة خاسئين)، أي صيروا، لأنه تعالى إنما خاطبهم في معرض تذليلهم، أي صيروا قردة، فصاروا كما أراد.
التاسع: التعجيز، نحو قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثله)، فأعجَزَهم في طلب المعارضة عن الإتيان بالسورة من مثله.
العاشر: الإهانة، نحو قوله تعالى: (ذُق إنك أنت العزيز الكريم)، فإنه للإهانة بقرينة المقام، والوصف بالعزيز الكريم استهزاء، ومن الإهانة قوله تعالى: (قل كونوا حجارة أو حديداً)، فقد قصد به قلة المبالاة بهم سواء أكانوا أعزّاء أم أذلاّء، ولا يقصد صيرورتهم حجارة أو حديداً.
الحادي عشر: التسوية، كقوله تعالى: (اصبروا أو لا تصبروا)، أي الصبر وعدمه سيان في عدم الجدوى.
الثاني عشر: الدعاء، كقوله تعالى: (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رُسُلِك).
الثالث عشر: التمني، كقول الشاعر: (ألا أيها الليل الطويل ألاَ انجَلِ) فإنه إشعار بتمني انجلاء الليل وانكشاف الصبح.
الرابع عشر: الاحتقار، كقوله تعالى حكاية عما قال موسى للسحرة: (بل أَلقوا ما أنتم مُلقون) احتقاراً لسحرهم بمقابلة المعجزة.
الخامس عشر: التكوين، كقوله تعالى: (كُن فيكون)، فليس المراد حقيقة الخطاب والإيجاد بل هو كناية عن سرعة تكوينه تعالى أو نفس التكوين، والفرق بين ما للتكوين وما للتسخير أنّ في التكوين يقصد تكون الشيء المعلوم، وفي التسخير صيرورته منتقلاً من صورة أو صفة إلى أخرى.
السادس عشر: الخبر، أي ورود الصيغة بمعناه، كقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت)، أي صنعتَ. فجاءت الصيغة صيغة أمر ولكن المراد منها الخبر. وعكسه هو ورود الخبر بمعنى الطلب، كقوله تعالى: (والوالدات يُرضِعن أولادهن حولين كاملين)، وقد تقدم ذلك في الأمر غير الصريح.
¥