تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا مانع من الجمع بين المعنيين إثراء للسياق، بل ذلك أليق بسياق المنة، فعمومها للحال الباطن والحال الظاهر آكد في تقريرها، بل إنهما، عند التدبر والنظر، متلازمان لا ينفكان، فإن التلازم بين الباطن والظاهر، حتى في هذه الدار، تلازم وثيق، ففي دار الدنيا: يشفى بعض المرضى بإذن الرب، جل وعلا، من الأسقام البدنية الظاهرة بقوة قلبية باطنة، فعندهم من الصبر والجلد وقوة القلب ما يكون سببا في سرعة الشفاء، فالحال النفسية الباطنة قد أثرت إيجابا في الحال البدنية الظاهرة، وغالبا ما تكون هذه القوة الباطنة قوة إيمانية وقد تكون قوة طبعية، فيكون صاحبها رابط الجأش طبعا لا دينا، كما هي حال بعض أهل الجلد من الفساق، وأما في الدار الآخرة فالتلازم بين سلامة الباطن والظاهر أوثق، فهو لا يحتمل الانفكاك، كما قد يقع في هذه الدار، فيصح الرب، جل وعلا، قلوبا ويسقم أبدانا، فيكون أصحابها محمودين وإن كانوا مبتلين، ويسقم، جل وعلا، قلوبا ويصح أبدانا، فيكون أصحابها مذمومين وإن كانوا معافين، وأما في الدار الآخرة فالنعمة سابغة قد عمت الباطن سلامة من الغل والظاهر سلامة من السقم، ثم ذيلت الآية بالأمر بالدخول على جهة التكريم مذيلا بالحال المقيدة: "خالدين"، فذلك من تمام المنة، فهي حال مقيدة، لوصف الدخول، رافعة لاحتمال الموت فذلك من قبيل الاحتراس بنفي كل وجوه التنغيص التي تخطر على البال قياسا على نعيم الدنيا الفاني، فليست الحال كالحال، وليس النعيم كالنعيم وإن اشتركها في الاسم والمعنى حال إطلاقه في الذهن، فهي حال مقيدة، كما تقدم، قد يصح إطلاق وصف الفضلة عليها بالنظر إلى المبنى، ولكنها عمدة بالنظر إلى المعنى، فبها حصل الفرقان بين نعيم الآخرة الباقي ونعيم الدنيا الفاني.

والله أعلى وأعلم.

ـ[عبود]ــــــــ[19 - 08 - 2010, 12:44 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[أبو ضحى]ــــــــ[18 - 09 - 2010, 12:15 م]ـ

جزاكم الله خيرا0

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 09 - 2010, 04:13 م]ـ

وجزاكم خيرا وبارك فيكم أيها الكرام الأفاضل.

ـ[أبواسحاق]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 01:21 م]ـ

بارك الله فيك وزادك علما ونفع بك المسلمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير