ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 11:18 م]ـ
التعدية نوعان: تعدية خاصة، ويقصد بها جعل الفاعل مفعولا به أو بمعنى المفعول به بزيادة شيء على الفعل كالهمزة والتضعيف والباء.
وتعدية عامة، والمراد بها إيصال معنى الفعل إلى الاسم، وتكون بكل حروف الجر.
ويتحدد معنى التعدية المراد من السياق.
أما في قوله تعالى (اقرأ باسم ربك) فيجوز أن يكون المراد بالتعدية التعدية العامة، أي مستعينا باسم ربك، وقد يكون المراد أن الفعل في معنى المتعدي أي اقرأ اسم ربك، فتكون الباء زائدة أو جيء بها لبيان مصاحبتها الاسم الكريم تنبيها على أن نقول في التسمية (باسم الله) لا (اسم الله).
والله تعالى أعلم
أخي وأستاذي الفاضل أبا عبد القيوم، هلا شرحت ما تقدم للمبتدئين أمثالي خاصة نوعا التعدي؟ أود أن أفهم!
ولكم الشكر والسلام عليكم.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[31 - 07 - 2010, 03:54 ص]ـ
أخي الحبيب هشاما.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وأدعو الله أن تكون بخير.
الفعل المتعدي هو ما يطلب مفعولا به، كالفعل كتب مثلا؛ تقول كتب زيد الرسالة. وهذا المفهوم للتعدي هو الغالب في المصلح.
وعكسه اللزوم أي اكتفاء الفعل بفاعله وعدم طلبه مفعولا، كالفعل جلس مثلا. والفعل ذهب. تقول جلس محمد على الكرسي، وذهب الشك من قلبي.
والتعدية جعل اللازم متعديا لمفعول، أو جعل المتعدي لمفعول متعديا لمفعولين (أو جعل المتعدي لمفعولين متعديا لثلاثة مفاعيل).
لو أدخلت على الفعل جلس همزة التعدية، فقلت: أجلست محمدا على الكرسي، تجد أن محمدا الذي كان فاعلا أصبح مفعولا، وأصبح الفعل اللازم متعديا لمفعول به.
ولو قلت: كتَّبت زيدا الرسالة، بتضعيف تاء كتب، جعلت زيدا الذي كان فاعلا مفعولا به، وتعدى الفعل لمفعولين بدلا من مفعول واحد.
ولو قلت: ذهب اليقين بالشك من قلبي، كان المعنى أذهب اليقين الشك من قلبي، فدخول الباء على ما كان فاعلا في (ذهب الشك من قلبي) جعله في معنى المفعول به، لذا قالوا إن الباء هنا للتعدية، بل معنى الفعل نفسه تغير، فأنت حين تقول: ذهب اليقين بشكي، لا تقصد أن اليقين ذهب، بل جعل الشك يذهب. ومثل ذلك جاء بكذا عديت جاء اللازم بالباء فصار معناها أحضر، وتحولت جاء بكذا في دارج الكلام إلى فعل متعد (جاب يجيب) فإذا ألحقته بضمير رفع وصلت الضمير بالباء كأنها من أصل الفعل تقول (جبت، وجبنا، وجابوا ... وكان الأحرى أن نقول جت بـ، وجينا بـ ..... وهكذا) فأنت تحس من هذا معنى التعدية في الباء. وهذه التعدية الخاصة.
ولكنا نجد في بعض التفاسير، وبعض كتب النحو من ينعت كل فعل تعلق به حرف جر بأنه تعدى بهذا الحرف، لعلاقة الفعل بالاسم المجرور،
فلو قلت نحو: (نمت من التعب على الأريكة في الردهة بحذائي إلى الصباح كالميت) فقد تعدى الفعل نام هنا بمن وعلى وفي والباء وإلى والكاف.
ولأن هذه التعدية تعم كل حروف الجر سميت بالعامة، ويقصد بها التعلق المعنوي غالبا.
جاء في حاشية الصبان: (قوله: (التعدية) أي الخاصة كما يفيده ما بعده. قوله: (وهي المعاقبة للهمزة) التعدية بهذا المعنى مختصة بالباء وأما التعدية بمعنى إيصال معنى الفعل إلى الاسم فمشتركة بين حروف الجر التي ليست بزائدة ولا في حكم الزائدة.) وقال: (وصريح كلام الدماميني أن المراد بالتعدية التعدية الخاصة التي تعاقب فيها الباء الهمزة ومقتضى قول المغني فالباء معدية مثلها في امرر بزيد أن المراد بالتعدية التعدية العامة وأن الباء للإلصاق.)
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[31 - 07 - 2010, 08:16 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا، فالتعدية التي اعتدناها في النحو هي التعدية الخاصة، أما العامة فهي تعلق الجار والمجرور بالفعل.
هذه تزيد الاختلاط عند أمثالي ولكن الحمد لله أن أهل الفصيح الفصحاء يوضحون لنا مثل هذه الأمور.
جزاكم الله خيرا أهل العربية على ما تقدمونه:)