تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"الظاهر أن من وضع هذا المذهب، (الذي ينتحل بدعة سب الصحابة رضي الله عنهم)، قصد الطعن في أصل الدين والنبوة، وذلك أن الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر غائب عنا، وإنما نثق في ذلك بنقل السلف، وجودة نظر الناظرين إلى ذلك منهم ... فإذا قال قائل: - إنهم أول ما بدأوا بعد موته بظلم أهل بيته في الخلافة، وابنته في إرثها، وما هذا إلا لسوء اعتقاد في المتوفى.

فإن الاعتقادات الصحيحة سيما في الأنبياء توجب حفظ قوانينهم بعدهم لا سيما في أهليهم وذريتهم.

فإذا قالوا: إن القوم استحلوا هذا بعده، خابت آمالنا في الشرع؛ لأنه ليس بيننا وبينه إلا النقل عنهم والثقة بهم. فإذا كان هذا محصول ما حصل لهم بعد موته خبنا في المنقول، وزالت ثقتنا فيما عولنا عليه من اتباع ذوي العقول، ولم نأمن أن يكون القوم لم يروا ما يوجب اتباعه، فراعوه مدة الحياة، وانقلبوا عن شريعته بعد الوفاة، ولم يبق على دينه إلا الأقل من أهله، فطاحت الاعتقادات، وضعفت النفوس عن قبول الروايات في الأصل، فهذا من أعظم المحن على الشريعة". اهـ بتصرف

وقال الذهبي رحمه الله:

"فمن طعن فيهم أو سبهم، فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين؛ لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم، وإضمار الحقد فيهم، وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم، وما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنائه عليهم وبيان فضائلهم ومناقبهم وحبهم ....... والطعن في الوسائط طعن الأصل، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول، هذا ظاهر لمن تدبره، وسلم من النفاق، ومن الزندقة والإلحاد في عقيدته". اهـ بتصرف

ثم جاء النص على المفهوم لما تقدم من عظم الشأن الذي يحسن معه النص على المنطوق والمفهوم معا تقريرا لذلك الأصل الجليل من أصول الدين:

ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم: فأظهر اسمهم وحقه الإضمار لتقدم ذكره، فإظهارهم في موضع الإضمار مزيد عناية بشأنهم وتنويه بذكرهم، فمن أبغضهم فذلك لحرج في صدره من صاحب الرسالة صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبغضهم لأجل دينهم بغض لمن أدى إليهم هذا الدين، والشرط جار مجرى التهديد، فبغضه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كقر صريح، فالخبر الشرطي بشقيه: إنشائي المعنى، فتأويله: أحبوا الأنصار بسبب حبكم لي فلا يصح إيمانكم إلا بذلك، ولا تبغضوهم فذلك بغض لي يزول به أصل الدين من القلب.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير