تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سنهور]ــــــــ[25 - 09 - 2010, 03:38 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا

تعريف الكناية:

(الكناية) من (كَنَيْت) أو (كنَوْت) بكذا عن كذا، إذا تركت التصريح به.

وهي في اللّغة: التكلّم بما يريد به خلاف الظاهر.

وفي الاصطلاح: لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب قرينة على خلافه

أو

ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم

ثانيا أقسامها

تنقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام:

1 ـ الكناية عن الصفة، نحو (طويل النجاد) كناية عن طول القامة.

2 ـ الكناية عن الموصوف، نحو قوله:

فلما شربناها ودبّ دبيبها إلى موطن الأسرار قلت لها قفي

أراد بموطن الأسرار: القلب.

3 ـ الكناية عن النسبة، كقوله:

إن السماحة والمروة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج

ثالثا بعض الكناية

من فوائد الكناية:

ولا يخفى: أن الكناية أبلغ من التصريح، وذلك لأنها تفيد اُموراً، منها:

1ـ القوّة في المعنى، وذلك لأنّها كالدعوى مع البينة، إذ لو قيل (فلان كريم) سئل عن دليل ذلك؟ فاللازم أن يقال: بدليل كثرة رماده، فإذا ذكر أولاً أراح، وأتى بالدعوى مع البيّنة.

2 ـ التعبير عن أمور قد يتحاشى الانسان عن ذكرها احتراماً للمخاطب.

3 ـ الإبهام على السامع.

4 ـ تنزيه الاُذن عمّا تنبو عن سماعه.

5 ـ النيل من الخصم دون أن يدع له مأخذاً يؤاخذه به وينتقم منه.

وهناك أغراض كثيرة اُخرى تترتّب على الكناية لا تخفى على البليغ

ـ[سنهور]ــــــــ[25 - 09 - 2010, 03:40 م]ـ

أمثلة لبعض الكنايات:

- قول الأمير الصنعاني:

كثير العناد جبان الفؤاد ** عريض الوساد عريض القفا

فقوله عريض القفا لا يقصد بها لازم المعنى إنما هي كناية عن الحمق

- طويل النجاد: أي أنه طويل القامة، والنجاد هو حمالة السيف، والمراد هنا الكناية عن طول القامة.

- بعيدة مهوى القرط: وبُعد مهوى القرط يستلزم طول الرقبة وهو المعنى المراد.

- نؤوم الضحى: كناية عن الرفاهية وتوفّرِ من يخدمها، لذا فهي ليست بحاجة إلى الاستيقاظ ضحًى على عادة نساء العرب قديمًا

- جبان الكلب: أي جواد كريم. حيث تعود الكلب على رؤية الناس لكثرتهم عند صاحبه فلا ينبحهم وعكس ذلك كلب البخيل إذ أنه شرس ينبح الناس من مكان بعيد] يقول الشاعر حاتم الطائي:

فإني جبان الكلب بيتي موطأ == جواد إذا ما النفس شح ضميرها

- ألقى فلان عصاه: كناية عن الإقامة وترك السفر ومنه قول الشاعر:

حملت العصا لا الضعف أوجب حملها علي == ولا أني تحنيت من كبر

ولكنني ألزمت نفسي حملها == لأعلمها أن المقيم على سفر

- ناعمة الكفين: كناية عن الترف والغنى وأنها سيدة مخدومة.

- قرع فلان سنه: كناية عن الندم والتحسر.

- يُشار إليه بالبنان: لعلو المكانة والشهرة

- فلان ركب جناحي نعامه: كناية عن السرعة لأن النعامة تُشتهر عن العرب بسرعة عدوها.

- فلان لا يضع العصا عن عاتقه: كناية عن السفر

- يقول أبو نواس:

ولما شربناها ودب دبيبها == إلى موطن الأسرار قلت لها قفي

موطن الأسرار: القلب أو الدماغ.

- سئل أعرابي عن سبب اشتعال رأسه بالشيب فقال: هذه رغوة الشباب.

فرغوة الشباب كناية عن الشيب لأن الشباب إذا بلغ نهايته كان كالشراب الذي طال عليه العهد فاختمر فظهرت عليه الرغوة

- من بدائع الكنايات قول بعض العرب:

ألا يا نخلةً في ذات عِرق == عليك ورحمة الله السلامُ

- طويل الأير أي: كثير الولد

وقد قال شاعرهم:

ولو شاء ربي كان أيرُ أبيكم == طويلاً كأير الحارث بن سدوس

والحارث هذا كان مشهورا بكثرة ولده.

والولد: في اللغة تطلق على المفرد والجمع.

ـ[سنهور]ــــــــ[25 - 09 - 2010, 03:45 م]ـ

أما ماذكرتيه من أمثلة فسنشارك فى بعضها تاركين

المجال لمن هو أحق به منا ليكمله

ولنتعلم منه

ولنبدأ بقول المعري في السيف:

1) سليل النار دق ورق حتى ** كان أباه أورثه السلالا

ونقول السليل: الولد

و السلال: بضم السين هو السل: داء معروف

الكناية في قوله: [سليل النار] حيث كنى بهذا عن السيف لأن للنار شأن كبير في صنع السيف فكأنها ولدته وأنتجته.

ـ[سنهور]ــــــــ[25 - 09 - 2010, 03:52 م]ـ

قول الحجاج لابن القبعثري: لأحملنك على الأدهم، فقال له: مثل الأمير حيمل على الأدهم والأشهب، فيه

حمل كلام المخاطب على معنى غير المعنى الذي يقصده، وفيه شيء من المفاجأة، وفيه أيضا شيء من الحكمة، والتنبيه أراد الحجاج: لأحملنك على القيد أي لأعذبنك، فالأدهم في كلامه مراد به القيد، ثم إن ابن القبعثري وجه لفظ الأدهم إلى معنى آخر هو الفرس الأدهم أي الذي فيه سواد، وكأنه يقول للحجاج من طرف خفي: الأولى بمثلك وهو في هذا السلطان، وهذه الهيئة أن يهب الخيول الدهم لا أن يقيد ويعذب، فإن الانتقام خلق الضعفاء، أما العطاء فهو خلق ذوي السلطان، قالوا: قال له الحجاج: إنه الحديد أي أنا أقصد بالأدهم القيد الحديد، فقال له ابن القبعثري: لأن يكون حديدًا خير من أن يكون بليدا، أي: لأن يكون الفرس ذا حدة وقوة، ونشاط خير من أن يكون بليدا فاترًا.

وعبد القاهر يسمى هذا الأسلوب المغالطة، وهو جدير بهذه التسمية، وإن كانت مغالطة أدبية طريفة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير