ورواه الإمام أحمد باللفظين ورواه أبو داود من وجه آخر عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة نحوه ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن مجاهد عن أم سلمة والحديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح
الكتاب: لمنار المنيف في الصحيح والضعيف
المؤلف: ابن قيم الجوزية
وللحديث طرق كثيرة وإليك هذه الطرق:
11601) يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل فى الناس بسنة نبيهم (ويلقى الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبس سبع سنين ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون (ابن أبى شيبة، وأحمد، وأبو داود، وأبو يعلى، والطبرانى عن أم سلمة)
أخرجه ابن أبى شيبة (7/ 460 رقم 37223) وأحمد (6/ 316، رقم 26731)، وأبو داود (4/ 107، رقم 4286)، وأبو يعلى (12/ 369، رقم 6940)، والطبرانى (23/ 390 رقم 931)، وأخرجه أيضًا: ابن حبان (15/ 158 رقم 6757)
الكتاب: جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي
شرح الحديث في عون المعبود:
3737 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
(يَكُون)
: أَيْ يَقَع
(اِخْتِلَاف)
: أَيْ فِي مَا بَيْن أَهْل الْحَلّ وَالْعَقْد
(عِنْد مَوْت خَلِيفَة)
: أَيْ حُكْمِيَّة وَهِيَ الْحُكُومَة السُّلْطَانِيَّة بِالْغَلَبَةِ التَّسْلِيطِيَّة
(فَيَخْرُج رَجُل مِنْ أَهْل الْمَدِينَة)
: أَيْ كَرَاهِيَة لِأَخْذِ مَنْصِب الْإِمَارَة أَوْ خَوْفًا مِنْ الْفِتْنَة الْوَاقِعَة فِيهَا وَهِيَ الْمَدِينَة الْمُعَطَّرَة أَوْ الْمَدِينَة الَّتِي فِيهَا الْخَلِيفَة
(هَارِبًا إِلَى مَكَّة)
: لِأَنَّهَا مَأْمَن كُلّ مَنْ اِلْتَجَأَ إِلَيْهَا وَمَعْبَد كُلّ مَنْ سَكَنَ فِيهَا قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: وَهُوَ الْمَهْدِيّ بِدَلِيلِ إِيرَاد هَذَا الْحَدِيث أَبُو دَاوُدَ، فِي بَاب الْمَهْدِيّ
(فَيَأْتِيه نَاس مِنْ أَهْل مَكَّة)
: أَيْ بَعْد ظُهُور أَمْره وَمَعْرِفَة نُور قَدْره
(فَيُخْرِجُونَهُ)
: أَيْ مِنْ بَيْته
(وَهُوَ كَارِه)
: إِمَّا بَلِيَّة الْإِمَارَة وَإِمَّا خَشْيَة الْفِتْنَة، وَالْجُمْلَة حَالِيَّة مُعْتَرِضَة
(بَيْن الرُّكْن)
: أَيْ الْحَجَر الْأَسْوَد
(وَالْمَقَام)
: أَيْ مَقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
(وَيُبْعَث)
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ يُرْسَل إِلَى حَرْبه وَقِتَاله مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَوْلَاد سَيِّد الْأَنَام وَأَقَامَ فِي بَلَد اللَّه الْحَرَام
(بَعْث)
: أَيْ جَيْش
(مِنْ الشَّام)
: وَفِي بَعْض النُّسَخ مِنْ أَهْل الشَّام
(بِهِمْ)
: أَيْ بِالْجَيْشِ
(بِالْبَيْدَاءِ)
: بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون التَّحْتِيَّة قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: هِيَ أَرْض مَلْسَاء بَيْن الْحَرَمَيْنِ. وَقَالَ فِي الْمَجْمَع اِسْم مَوْضِع بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة وَهُوَ أَكْثَر مَا يُرَاد بِهَا
(فَإِذَا رَأَى النَّاس ذَلِكَ)
: أَيْ مَا ذُكِرَ مِنْ خَرْق الْعَادَة وَمَا جُعِلَ لِلْمَهْدِيِّ مِنْ الْعَلَامَة
(أَتَاهُ أَبْدَال الشَّام)
: جَمْع بَدَل بِفَتْحَتَيْنِ قَالَ فِي النِّهَايَة: هُمْ الْأَوْلِيَاء وَالْعُبَّاد الْوَاحِد بَدَل سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِد أُبْدِلَ بِآخَر قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي مِرْقَاة الصُّعُود. لَمْ يَرِد فِي الْكُتُب السِّتَّة ذِكْر الْأَبْدَال إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيث عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك وَصَحَّحَهُ، وَوَرَدَ فِيهِمْ أَحَادِيث كَثِيرَة خَارِج السِّتَّة جَمَعْتهَا فِي مُؤَلَّف اِنْتَهَى.
¥