تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شَذَرَاتٌ مِنْ مَنْهَجِ البُخَاريّ في صَحِيحِهِ

ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[27 - 06 - 08, 05:31 م]ـ

شَذَرَاتٌ مِنْ مَنْهَجِ البُخَاريّ في صَحِيحِهِ

هذه شذرات لفقتها ونسقتها وأنفقتُ فيه ما رزقته، وضمنتها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين: من جواهر التفسير وزواهر التأويل، وعيون الأخبار ومحاسن الآثار، وبدائع حكم يستضاء بنورها، وجوامع كلم يهتدي ببدورها،، ومعاني رائقة تشرب في الكؤوس لسلاستها، وحكايات شايقة تمزج بالنفوس لنفساتها، ونفايس عرايس تشاكل الدر المنثور، وعقائل مسائل تستحق أن تكتب بالنور على وجنات الحور، جمعتها من استقراء الحافظ ابن حجر العسقلاني لصنيع الإمام أبي عبد الله البخاري في صحيحه، يبين بِهِ ذلكم المنهج العلمي الذي سلكه إمام المحدثين في تصنيف كتابه، من تخريج أحاديثه وتبويب أبوابه، فبهذا الاستقراء نستطيع حل كثير من مشكلات ومعضلات الجامع الصحيح، وأبين دليل على ما زعمته أن الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ أصّل هذه القواعد ثم أخذ يفزع إليها عند الحاجة، فأغنته عَنْ تقريرات كثيرة وتكلفات عسيرة، جنح لها كثير ممن أرادوا الخوض في مشكلات الجامع الصحيح، لكنهم لم يلتفتوا إلى هَذَا المنهج العلمي المتين الذي جرى عليه عمل إمام المحدثين في كتابه، ولكن قبل أن أضيع جهدي ووقتكم، أسأل المشايخ الكرام هل بحثت هَذه النكت من قبل على صفحات هَذَا الملتقى المبارك على الطريقة التي سلكتها، و إلا فأنا لن أتي بجديد؛ إنما هو حسن الاختيار الترتيب، وهذا أنموذج لما أردته، وأنا في انتظار أراء المشايخ الكرام لقطع البحث أو الاستمرار.

القاعدة الأولىعَادَة الْبُخَارِيّ إِذَا مَرَّتْ بِهِ لَفْظَةٌ غَرِيبَةٌ تُوَافِقُ كَلِمَةً فِي الْقُرْآنِ نَقَلَ تَفْسِيرَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي مِنْ الْقُرْآنِوهذه بعض المواضع التي قرر فيها الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ هذه القاعدة، و أن هَذَا من عادة أو طريقة أو صنيع البخاري في صحيحه:

1 - في ((كتاب الزكاة)) ((بَاب زَكَاةِ الْبَقَرِ)) قَالَ البخاري: وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَعْرِفَنَّ مَا جَاءَ اللَّهَ رَجُلٌ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ.

وَيُقَالُ جُؤَارٌ.

{تَجْأَرُونَ} تَرْفَعُونَ أَصْوَاتَكُمْ كَمَا تَجْأَرُ الْبَقَرَةُ

قَالَ الحافظ ((فتح الباري)) (5/ 73):قَوْله: (وَيُقَالُ جُؤَار)

هَذَا كَلَام الْبُخَارِيّ، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّ هَذَا الْحَرْفَ جَاءَ بِالْخَاء الْمُعْجَمَةِ وَتَخْفِيف الْوَاو وَبِالْجِيمِ وَالْوَاوِ الْمَهْمُوزَةِ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: تَجْأَرُونَ تَرْفَعُونَ أَصْوَاتَكُمْ، وَهَذِهِ عَادَة الْبُخَارِيّ إِذَا مَرَّتْ بِهِ لَفْظَةٌ غَرِيبَةٌ تُوَافِقُ كَلِمَةً فِي الْقُرْآنِ نَقَلَ تَفْسِيرَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي مِنْ الْقُرْآنِ.

2 - قَالَ البخاري في ((كتاب الجهاد والسير)) ((باب الحراسة والغزو في سبيل الله)) تحت الحديث رقم ((2673)) - تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ -: {فَتَعْسًا} كَأَنَّهُ يَقُولُ فَأَتْعَسَهُمْ اللَّهُ

قَالَ الحافظ ((فتح الباري)) (9/ 32): قَوْله: (فَتَعْسًا كَأَنَّهُ يَقُولُ فَأَتْعَسَهُمْ اللَّهُ) وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِيّ وَهِيَ عَلَى عَادَة الْبُخَارِيّ فِي شَرْحِ اللَّفْظَةِ الَّتِي تُوَافِقُ مَا فِي الْقُرْآنِ بِتَفْسِيرِهَا وَهَكَذَا قَالَ أَهْل التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ).

3 - في ((كتاب فرض الخمس)) حديث رقم ((2862)): أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ ... الخ، وفيه قول عمر رضي الله عَنْهُ: هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير