تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في تعقب 340/ 3479 ص 436: في ترجمة عبدالله بن عطاء الطائفي الذي قال فيه ابن حجر: " صدوق يخطئ ويدلس "، فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما: " لو قال: صدوق، وسكت لكان أحسن وأصوب؛ إذ لم نقف على خطئه أو تدليسه"، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " لوسكتا لكان خيرا لهما، ولقل الخطأ وكثر الصواب. وتدليس عبدالله بن عطاء أثبته الإمام شعبة بن الحجاج، بل رحل وسافر من أجله حتى قطع الفيافي والقفار وفارق الأهل والفراش، فقد روى الخطيب في الكفاية بسنده إلى نصر بن حماد الوراق قال ....

وذكر قصة شعبة مع حديث عقبة بن عامر، وأنه حين سمع الحديث من أبي إسحاق السبيعي، قال له: من حدثك؟ قال: حدثني عبد الله بن عطاء عن عقبة. قال: قلت: سمع عبد الله بن عطاء من عقبة؟ قال: فغضب، ومسعر بن كدام حاضر فقال: أغضبت الشيخ. فقال مسعر: عبد الله بن عطاء بمكة، فرحلت إلى مكة لم أرد الحج أردت الحديث، فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته، فقال: سعد بن إبراهيم حدثني، فقال لي مالك بن أنس: سعد بالمدينة لم يحج العام، فرحلت إلى المدينة فلقيت سعدا، فقال: الحديث من عندكم؛ زياد بن مخراق حدثني. قال شعبة: فقلت: أيش هذا الحديث بينا هو كوفي إذ صار مدنيا إذ رجع إلى البصرة، فرجعت إلى البصرة فلقيت زياد بن مخراق، فسألته، فقال: ليس هو من بابتك. قلت: حدثني به، قال: لا تريده. قلت: حدثني به. قال: حدثني شهر بن حوشب عن أبي ريحانة عن عقبة. قال شعبة: فلما ذكر شهرا قلت: دمر علي هذا الحديث، لو صح لي مثل هذا الحديث كان أحب إلي من أهلي ومالي ومن الناس أجمعين ".

أقول: هنا أمران لابد من التنبيه عليهما، وهما:

1 - أن الحافظ ابن حجر ذكر عبدالله بن عطاء في المرتبة الأولى من المدلسين، وقال: قضيته في التدليس مشهورة، رواها شعبة عن أبي إسحاق السبيعي (تعريف أهل التقديس /40)

ووجه استدلال الحافظ ابن حجر بهذه القصة على تدليس عبدالله بن عطاء أنه حدث أبإسحاق بهذا الحديث عن عقبة بن عامر، وأسقط من بينه وبين عقبة، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يوصف سعد بن إبراهيم بالتدليس، وكذلك زياد بن مخراق بالحجة نفسها، فسعد بن إبراهيم حدث عبدالله بن عطاء بهذا الحديث عن عقبة، ولم يذكر له زياد بن مخراق؛ لأنه لو ذكره له لمااحتاج شعبة أن يذهب إلى سعد بن إبراهيم ليسأله عمن حدثه، وكذلك زياد بن مخراق حدث سعد بن إبراهيم بهذا الحديث عن عقبة، ولم يذكر له من بينه وبين عقبة، لأنه لوذكر ذلك لسعد لمااحتاج شعبة أن يذهب لزياد بن مخراق ليسأله، فالحافظ ابن حجر الذي استدل بهذه القصة على تدليس عبدالله بن عطاء يلزمه أن يستدل بها على تدليس سعد بن إبراهيم، وزياد بن مخراق أيضا، لكن الحافظ ابن حجر لم يصفهما بتدليس لافي تقريب التهذيب ولافي تعريف أهل التقديس، ولافي غيرهما فيما أعلم، ولم يذكرهما أحد ممن صنف في التدليس. والسبب أن هذه القصة لايصح الاستدلال بها على تدليس الثلاثة المذكورين كما سيأتي بيانه.

2 - أن عبدالله بن عطاء لم يدرك عقبة بن عامر كماقال المزي في تهذيب الكمال 15/ 312، وقد جعله الحافظ ابن حجر في الطبقة السادسة، وأهلها لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، كما بين الحافظ في مقدمة التقريب، ومادام الأمر كذلك فلايصح – على تعريف الحافظ للتدليس - أن تكون رواية عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر تدليسا.

قال ابن حجر: " والفرق بين المدلس والمرسل الخفي دقيق حصل تحريره بما ذكر هنا، وهو أن التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاؤه إياه فأما إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه فهو المرسل الخفي، ومن أدخل في تعريف التدليس المعاصرة ولو بغير لقي لزمه دخول المرسل الخفي في تعريفه، والصواب التفرقة بينهما ويدل على أن اعتبار اللقي في التدليس - دون المعاصرة وحدها - إطباق أهل العلم بالحديث على أن رواية المخضرمين كأبي عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الإرسال لا من قبيل التدليس، ولو كان مجرد المعاصرة يكتفى به في التدليس لكان هؤلاء مدلسين؛ لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم قطعا، ولكن لم يعرف هل لقوه أم لا" (نزهة النظر بتحقيق الرحيلي/104)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير