تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن جاء في الكامل لابن عدي (7/ 06): "حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا محمد بن عمرو بن نافع، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا بن عيينة قال: قدمت الكوفة فحدثتهم عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد بحديث، فقالوا: إن أبا حنيفة يذكر ذا عن جابر بن عبد الله، قلت: لا أعلم، هو جابر بن زيد، قال: فذكر ذلك لأبي حنيفة، قال: فقال: لا تبالوا! إن شئتم اجعلوه جابر بن عبد الله وإن شئتم اجعلوه جابر بن زيد".

آفة الخبر نعيم بن حماد، "قال أبو الفتح الأزدي: قالوا: كان يضع الحديث في تقوية السنة، وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب" / تهذيب التهذيب لابن حجر (10/ 462)، والكامل لابن عدي (7/ 16).

لكن الأزدي هذا ليس بِمَرْضي حتى يُلتفت لقوله كما قال ابن حجر، "وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه نعيم، و قال: باقي حديثه مستقيم".

ومحمد بن عمرو بن نافع المصري هو أبو جعفر الطحان المعدل (لم أجد له ترجمة مفردة)، روى عن عبد الغفار بن داود الخريبي أبو صالح الحراني، ونعيم بن حماد، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم، وعلي بن الحسن الشامي؛ وعنه محمد بن إبراهيم الأنماطي، وأحمد بن علي بن الحسن بن زياد المدائني، وعثمان بن أحمد الدباغ المصري.

وتابع أبا جعفر الطحان الحسنُ بن علي، أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 393) قال: "أخبرنا ابن دوما، أخبرنا ابن سلم، حدثنا الأبار قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عيينة قال: قدمت الكوفة فحدثتهم عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد يعني حديث بن عباس فقالوا: إن أبا حنيفة يذكر هذا عن جابر بن عبد الله، قال: قلت: لا إنما هو جابر بن زيد قال: فذكروا ذلك لأبي حنيفة فقال: لا تبالون، إن شئتم صيروه عن جابر بن عبد الله وإن شئتم صيروه عن جابر بن زيد".

وعلق مثلَه أبو حاتم الرازي عن ابن عيينة في "سؤالات البرذعي لأبي زُرعة" (ص: 756).

وليس أبا حنيفة فقط – إن صح الخبر – من غلط في ذلك؛ حيث ذكر في علل الحديث (3/ 167) أن عباد بن عوام عن حجاج بن أرطاة غلط فجعل جابر بن عبد الله بدل جابر بن زيد.

قلت: ربما سقط للإباضية مثل هذا الخبر أو غلطوا فجعلوا جابر بن زيد نفسه جابر بن عبد الله؛ وافتعلوا راويا – أبا عبيدة – بين جابر وبين الربيع بن حبيب، وساعدهم في هذا التلبيس كون جابر بن زيد عمانيا، هذا محتمل.

يزيد من قوة الاحتمال رواية عمرو بن دينار عن كل من جابر بن زيد وجابر بن عبد الله وهو من المكثرين عنهما، فكأنه التبس عليهم الأمر بين جابر بن عبد الله وجابر بن زيد، أو قُصد تدليسًا.

خلاصة القول: من رأيته يذكر جابر بن زيد بِقالة فاتهمه في دينه.

عبد الله بن إباض (أو أباض):

عبد الله بن إباض المري العبيدي المقاعسي التميمي - وإباض هي قرية العارض باليمامة - رأس الإباضية وإليه نسبتهم، ولد عام 86هـ وعاش إلى أواخر عبد الملك بن مروان، عدّه الشماخي الإباضي من التابعين، من كتبه "الاستطاعة"، و"الرد على الرافضة".

اضطرب المؤرخون في سيرته حتى قيل إنه ترك رأيه ومات على السنة (قاله ابن حجر)، وقيل ترك رأيه إلى الاعتزال؛ حيث جاء في (الحور العين، ص: 227) لنشوان بن سعيد الحميري الزيدي: "قال أبو القاسم البلخي [المعتزلي]: حكى أصحابنا إن عبد الله بن إباض لم يمت حتى ترك قوله أجمع ورجع إلى الاعتزال".

خرج سنة ثلاث وستين مع رؤوس الخوارج كنافع بن الأزرق ونجدة بن عامر وزياد بن الأصفر إلى مكة للدفع عن الحرم، ظنا منهم أن عبد الله بن الزبير على رأيهم؛ فلما ترضى على أبيه وصحابة رسول الله تبرؤوا منه.

أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة:

لا توجد له ترجمة في كتب غير الإباضية، أما عند الإباضية فهو: أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمةالملقب بالقفاف، من أشهر تلاميذ جابر بن زيد، وقد أصبح مرجع الإباضية بعده، توفي في ولاية أبي جعفر المنصور 158هـ‍.

قيل إنه كانت له مناظرة بالمسجد الحرام مع واصل بن عطاء المعتزلي.

بعيار أهل السنة فإن أبو عبيدة هذا من المجهولين، لا تعتبر روايته.

الربيع بن حبيب الفراهيدي:

يعرفه الإباضية فيقولون: هو الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي، عالم بالحديث، من أعيان المائة الثانية، من أهل البصرة، صنف كتابا في الحديث، سمّاه راويه ومرتبه يوسف بن إبراهيم الورجلاني الإباضي بـ "الجامع الصحيح"، حشّاه عبد الله بن حميد السالمي الإباضي وغيره.

وأهل السنة يعرفونه فيقولون: هذه الشخصية لا وجود لها في التاريخ، ولم تلدها أرحام النساء، ولا وجود له في المصادر القديمة التي ألفت قبل سنة ألف (1000) من الهجرة (قاله الدكتور سعد الحميدي).

وعليه يكون الربيع أيضا من المجهولين غير المعتبرة روايتهم.

أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم:

أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن مناد الوارجلاني (نسبة إلى ورقلة بالجنوب الشرقي للجزائر)، راوي المسند ومرتبه وهو الذي سماه بالصحيح الجامع، له تفسير للقرآن، كان جوالة صاحب رحلات، قيل إنه أول من أوغل في أدغال إفريقيا حتى وصل إلى مكان بينه وبين (خط الاستواء) مسيرة شهر؛ قال الورجلاني: بقي بيني وبين المكان الذي يستوي فيه الليل والنهار مسيرة شهر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير