تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مذكرة في علم العلل: محمد علي خربوش]

ـ[ابن أبي ناصر]ــــــــ[23 - 02 - 09, 12:11 ص]ـ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مذكّرة

علل الحديث

محمّد بن علي خربوش

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

مذكرة في علل الحديث

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى آثارهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فهذه مذكرة مشتملة على مقدمة لمعرفة علم العلل، وضعتها تسهيلا للمراجعة، عند اختبارات الدراسات العليا،"العالمية- ماجستير" جامعة الجنان- طرابلس- لبنان.

والله أسأل أن ينفعنا بها ويوفقنا لما يحب ويرضى.

معرفة علل الحديث

وهو علم برأسه غير الصحيح والسّقيم والجرح والتعديل (1). وهو من أدق فنون الحديث وأعوصها، وهو رأس علومه وأشرفها وأجلها (2).

قال عبد الرحمان بن مهدي الإمام (ت 198)، "لأن أعرف علّة حديث هو عندي أحب إليّ من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي" (3).

وهذا العلم لا يتمكن منه إلاّ أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب، ولهذا لم يتكلم فيه إلاّ القليل، كعلي بن المديني (ت 234) وأحمد بن حنبل (ت 241) ومحمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256) ويعقوب بن شيبة (ت262) وأبي حاتم محمّد

ابن إدريس الرازي (ت 277) وأبي زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم الرازي (ت 264) وأبي الحسن علي بن عمر الدار قطني (ت 385) وبه ختم معرفة العلل (4).

وهذا العلم إلهام خصّ الله تعالى به أولئك الأئمة النقاد. قال الإمام عبد الرحمان ابن مهدي (ت 198): معرفة علل الحديث إلهام، فلو قلت للعالم يعلّل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة".

فهذا العلم ذوق. فلو أنّ رجلا سئل عن مذاق العسل، لقصرت عباراته في بيانه. وكلّ لسانه عن مبلغ غايته (). فعن محمّد بن صالح الكيليني قال سمعت أبا زرعة وقال له رجل: ما الحجّة في تعليلكم الحديث؟

قال: الحجّة أن تسألني عن حديث له علّة، فأذكر علته، ثمّ تقصد ابن وارة يعني محمّد بن مسلم ابن واراة وتسأله عنه. ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثمّ تميّز كلام كل منا، على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافا في علته فاعلم أنّ كلاّ منّا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة، فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل، فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أنّ هذا العلم إلهام ().

وقيل لعبد الرحمان بن مهدي رحمه الله إنك تقول للشيء هذا صحيح وهذا لم يثبت. فعمن تقول ذلك؟ فقال، أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال: هذا جيّد وهذا بهرج رديء أكنت تسأله عمن ذلك، أو تسلم له الأمر؟ قال: بل أسلم له الأمر فهذا كذلك. بطول المجالسة، والمناظرة، والخبرة" (). فالحجة في التعديل الحفظ والفهم والمعرفة لا غير ().

قال أحمد بن صالح -رحمه الله-: "معرفة الحديث بمنزلة معرفة الذهب والشّبه. فإن الجوهر إنما يعرفه أهله، وليس للبصير فيه حجة، إذا قيل له كيف قلت إن هذا، يعني الجيّد أو الرديء" ().

فصل: تعريفه

العلّة في اللغة:

المرض، من علّ يعلّ واعتل، أي مرض، فهو عليل، والقياس أن يقال: معل ومعلل (). ولا يقال معلول على التحقيق ().

وفي اصطلاح المحدثين: "عبارة عن سبب غامض قادح في الحديث مع أنّ الظاهر السلامة منه".

فعلم علل الحديث: هو العلم الذي يبحث فيه عن الأسباب الخفية الغامضة التي تقدح في الحديث صحة وحسنا من حيث القبول والاحتجاج به، سندا ومتنا، مع أنّ الظاهر سلامة الحديث متنا وسندا من الأسباب القادحة، لجمعه شروط القبول الظاهرة" ().

فصل: موضوعه أو ميدانه

موضوع علم علل الحديث، السنّة النبوية، وحراستها من الدّخيل. فالأحاديث المروية ما عليه أنوار النبوة، ومنها ما وقع فيه تغيير لفظ أو زيادة باطلة أو مجازفة أو نحو ذلك، يدركها البصير من أهل هذه الصناعة" ().

فصل: غايته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير