(مزاب)] ... وكذلك كان يكتب مترجمنا أبو يعقوب يوسف الورجلاني، فقد جاء في كتابه الدليل يحكي قصة وقعت له: (وأنا في ورجلان سدراتة) "
قلت: وأيضا واركلان وور?لان ووار?رام ووار?را ووارجلام، والعرب الرحّل يقولون "ور?لة" وهو المستقر حاليا.
ثم قال: "ولعل القاعدة في كتابة أمثال هذه الألفاظ ترجع إلى قولهم: كل ما يجلجل يكلكل ويقلقل ويقلقل (بقاف معقودة) "
قلت: وهو مبحث صرفي معروف كإبدال أريق بهريق، وقرءان بقرعان، وقلة بِغلة ....
ثم قال صاحب "تاريخ الجزائر العام" ص 165: "ثم إن باشا الجزائر (صالح رايس) هاجم واحات الجنوب (959هـ) فأدخل واحة بني ورجلان ضمن المملكة الجزائرية فكان بهذا يعد هو مؤسس (وارقلا) الحالية"
وقال ص 165: "ولد أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن مياد [الصحيح مناد] الورجلاني حوالي سنة 500هـ"
ثم قال ص 165: "فروى عن مشايخ بلده مثل الشيخ أبي عمار التناوتي وأبي سليمان أيوب بن إسماعيل وأبي زكرياء وغيرهم"
قلت: أبو عمار الكافي يعتبر شيخ الورجلاني كما ذكر الجيلالي، ووهم من جعل الورجلاني شيخ أبا عمار كما هو عند بعض الإباضية إذ أن أبا عمار أسن من الورجلاني ومات قبله، أما أبو زكرياء فالظاهر أنه تلميذ الورجلاني لا شيخه كما ذكر عمار طالبي نقلا عن الدرجيني، أو أنه تتلمذ عليه أولا ثم لما قفل من رحلته العلمية تتلمذ الشيخ على تلميذه وهو أمر معهود
ثم قال ص 165: "فقد ذكروا أنه كان بربضها الشرقي فقط [يقصد قرطبة] مائة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، ومنهن عائشة بنت أحمد القرطبية التي لم يكن في زمنها من حرائر الأندلس من يعادلها فهما وعلما وأدبا وشعرا ... وقد بلغت مساجدها ألفان وستمائة مسجد"
وقال ص 167: "قال [أبو القاسم بن إبراهيم البرادي الإباضي في كتابه الجواهر المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات ط]: رأيت منه في بلاد ريغ سفرا كبيرا لم أر ولا رأيت قط سفرا أضخم منه، حزرت أنه يجاوز سبعمائة ورقة أو أقل أو أكثر فيه تفسير سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران، وحزرت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله، فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدر في لغة أو إعراب أو حكم مبين أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ أو منسوخ أو جميع العلوم منه ... "
وقال ص 167: "ويسمى [كتابه] (الدليل والبرهان، أو الدليل لأهل العقول لباغي السبيل بنور الدليل لتحقيق مذهب الحق بالبرهان والصدق) ... "
وقال 169: "وكان لأهميته أن اشتغل الغربيون بدراسته وترجمته، فترجم بعضه لى الفرنسية بقلم ي. س. علوش I.S.Allouch ونشر بمجلة (هيسبيريس) 1936"
ثم قال ص 170: "ولا يفوتني هنا أن أنبه على أن هناك شخصية أخرى إباضية علمية بارزة اشتركت مع مترجمنا هذا في النسبة فعرفت بالورجلاني أيضا، وذاك هو الشيخ أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر الورجلاني المتوفى سنة 471هـ وهو صاحب كتاب سير الأئمة وأخبارهم وهو مطبوع بالجزائر مترجما إلى الفرنسية بقلم المستشرق إيميل ماسكوراي وهو كما علمتَ غير الورجلاني أبي يعقوب صاحب كتاب الدليل المتوفى سنة 570هـ/1175م"
قلت: قد اعتمد الشيخ عبد الرحمن الجيلالي - حفظه الله - في الترجمة على مؤلفين إباضيين هما أحمد بن سعيد الشماخي وأبو العباس الدرجيني؛ وأيضا عبد الله البكري في كتابه المسالك والممالك وغيرهم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:16 م]ـ
· قلة مصادر تاريخ الإباضية بذهاب كثير منها نتيجة التعصب والظلم والحسد وحرق المكتبات.
هذه شبهة إباضية عالقة قد أقام لها الدكتور لقبال موسى بحثا قيما تحت عنوان: من قضايا التاريخ الرستمي الكبرى: مكتبة "المعصومة" بتاهرت، هل أحرقت؟ أو نقلت عيونها إلى سدراتة في جوار بني ورجلان؟
قال في خاتمة بحثه: "ومما سبق يتبين كيف أنه لا يمكن الركون إلى رواية حرق كتب المذهب الإباضي في تاهرت بعد فتحها من طرف أبي عبد الله الشيعي، بينما لا يستبعد أن يكون هذا الأخير قد تصفح محتويات ما بقي من المكتبة واستحسن بعض نفائسها، وأمر بحفظها والعناية بها مثلما جرت عادته بذلك من قبل، احتراما لآثار غيره ولماضيه كمعلم وكداعية [؟] كما لا يستبعد أيضا أن يكون الهام في هذه المكتبة قد تلقفته أيدٍ كثيرة في عهود مختلفة قبل وصول كتائب الشيعي إلى المدينة فعلا، وبعضها يكون قد نقل مع الفارين إلى صحراء بني ورجلان خاصة مع الإمام يعقوب بن أفلح وأتباعهما باعتبار ذلك إرثا نفيسا بقى من عهد الأسلاف، وأقل ما يجب نحوه: حفظ قداسته وقيمته حتى لا يعبث بهما المخالفون والأعداء".
وسنورد فرائد بحثه في عجالة "إنترنتية":
ـ[توبة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:30 م]ـ
[قلت: قوله جزت مصابها هو بلد غرداية الحالية التي كانت تسمى (بني مصاب) ثم أبدلت الصاد زايا فصارت (مزاب)].
و" بنو مصاب" تحريف لـ"بني مصعب "من قبائل زناتة.
بوركت جهودك و دام نفعك أخي إبراهيم الورجلاني.
¥