وتأتي العالمة الجليلة "فاطمة بنت محمد بن أحمد السمرقندي" لتحتل المكانة العالية الرفيعة في الفقه والفتوى، وتصدرت للتدريس وألفت عددًا من الكتب، وكان الملك العادل "نور الدين محمود"، يستشيرها في بعض أمور الدولة الداخلية، ويسألها في بعض المسائل الفقهية، أما زوجها الفقيه الكبير "الكاساني" صاحب كتاب "البدائع" فربما هام في الفتيا فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الخطأ فيرجع إلى قولها، وكانت تفتي ويحترم زوجها فتواها، وكانت الفتوى تخرج وعليها توقيعها وتوقيع أبيها وزوجها، فلما مات أبوها كانت توقع على الفتوى هي وزوجها "الكاساني" لرسوخها في العلم وفقهها الواسع.
أورد "السخاوي" في موسوعته الضخمة "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" أكثر من (1070) ترجمة لنساء برزن في ذلك القرن، معظمهن من المحدثات الفقيهات.
أما العالم الموسوعي "جلال الدين السيوطي" فكان لشيخاته دور بارز في تكوينه العلمي، فأخذ عن "أم هانئ بنت الهوريني" التي لقّبها بالمسند، وكانت عالمة بالنحو، وأورد لها ترجمة في كتابه "بغية الوعاة في أخبار النحاة"، وأخذ –أيضًا- عن "أم الفضل بنت محمد المقدسي" و"خديجة بنت أبي الحسن المقن" و"نشوان بنت عبد الله الكناني" و"هاجر بنت محمد المصرية" و"أمة الخالق بنت عبد اللطيف العقبي"، وغيرهن كثير.
وقد تولت بعض هؤلاء العالمات مشيخات بعض الأربطة، مثل "زين العرب بنت عبد الرحمن بن عمر" المتوفاة سنة (704هـ) التي تولّت مشيخة رباط السقلاطوني، ثم مشيخة رباط الحرمين.
ولم تكتف العالمة المسلمة بالعطاء العلمي في أوقات السلم والرخاء، ولكنها كان لها عطاء علمي بارز في أشد أوقات المحن والأزمات، فعندما سقطت قلاع الإسلام في الأندلس وفُرض على المسلمين التنصر، ومارست محاكم التحقيق أشد وأبشع أنواع التعذيب ضد المسلمين، اضطر بعض الناس إلى إظهار التنصر وإخفاء الإسلام، ورغم هذه السياسات الأسبانية القصرية، فإن المسلمين هناك كانوا يمارسون نشاطهم العلمي، وكانت هناك امرأتان يمثلان المرجعية العليا للمسلمين في علوم الشريعة حيث تخرج على أيديهن كثيرًا من الدعاة المسلمين الذين حفظوا وحملوا الإسلام سنوات، وهما "مسلمة أبده" و"مسلمة آبلة" حيث تخرج عليهما الفقيه "أبيرالو" المورسكي الذي ألف كثيرًا من كتب التفسير والسنة باللغة الألخميادية التي ابتدعها المسلمون هناك.
وبعد فالمرأة المسلمة كان لها حضور بارز في المجتمع العلمي الإسلامي، فكانت تتعلم، وتعلم، وترحل لطلب العلم، ويقصدها الطلاب لأخذ العلم عنها، وتصنف الكتب، وتفتي، وتستشار في الأمور العامة، ولم تكن حبيسة منزل أو حجرة، أو أسيرة في مهنة معينة، بل كان المجال مفتوحًا أمامها تظله الشريعة الغراء، ويرعاه العفاف والطهر.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 04:02 م]ـ
للشيخ محمد أكرم الندوي كتاب جمع فيه تراجم المحدثات يقع في أكثر من أربعين جزء وهو الآن في طور المراجعة وسيطبع قريباً بإذن الله
ـ[أم الخطاب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:23 ص]ـ
"جلال الدين السيوطي" فكان لشيخاته دور بارز في تكوينه العلمي،
لااله الا الله ..
حفظ الله الجميع
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[10 - 07 - 09, 06:52 م]ـ
هناك كتب أخرى مطبوعة غير ما ذكر الإخوة هنا، ومنها:
- دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، آمال قرداش بنت الحسين، الدوحة. وزارة الأوقاف، 1420هـ.
- جهود المرأة في رواية الحديث (القرن الثامن الهجرى)، صالح يوسف معتوق، دار البشائر الإسلامية - بيروت.
- عناية النِّساء بالحديث النبوي، لمشهور بن حسن آل سلمان. قلت: وهو عبارة عن صفحات من حياة المحدثات حتى القرن الثالث عشر الهجري.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:01 م]ـ
كذلك تراجم النساء في تاريخ دمشق لابن عساكر طُبع مستقلاً بتحقيق سَكينة الشهابي رحمها الله، وصدر عن دار الفكر بدمشق 1982 م.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:10 م]ـ
كذلك كتاب تراجم شهيرات النساء لعلي بن محمد بن جميل المعافري المالقي إمام قبة الصخرة في القدس أيام الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، قسَّم المؤلف كتابه هذا إلى أحد عشر جزءاً، وقد طَبعت منه الدكتورة عائدة الطيبي سبعة أجزاء تحت عنوان: " الحدائق الغَنَّاء في أخبار النِّساء " عن نسخة محفوظة في مكتبة تشستر بتي برقم (3016)، سنة 1398 هـ، وتولت نشره الدار العربية للنشر، ليبيا، تونس.
- نقلاً عن مقدمة الدكتورة سكينة الشهابي رحمها الله لكتاب: تراجم النساء في تاريخ دمشق لابن عساكر (ص: 48، 49)، وقالت: وكم كنت أتمنى أن لو طبعت الدكتورة عائدة كل ما اختاره المالقي من أخبار النساء. اهـ.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:14 م]ـ
وهناك طبعت أخرى لـ: تراجم النساء في تاريخ دمشق لابن عساكر، لمحمد عبد الرحيم، طبع دار الفكر، بيروت، لبنان، 1424 هـ.
¥