تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الطحاوي في (شرح المشكل) بعد أن روى حديث الباب: [ففي هذا الحديث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن سمع يدعو بدعاء الجاهلية ما أمر به فيه، فقال قائا: كيف تقبلون ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تروون عنه ..... (وساق الطحاوي بسنده حديث) "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار "؟ قال: ففي هذا الحديث أن البذاء في النار، ومعنى البذاء في النار هو: أهل البذاء في النار لأن البذاء لا يقوم بنفسه، وإنما المراد بذكره من هو فيه.

[قال الطحاوي:] فكان جوابنا في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن البذاء المراد في هذا الحديث خلاف المراد في الحديث الأول، وهو البذاء على من لا يستحق أن يبذأ عليه، فمن كان منه هذا البذاء فهو من أهل الوعيد الذي في الحديث المذكور ذلك البذاء فيه، وأما المذكور في الحديث الأول فإنما هو عقوبة لمن كانت منه دعوى الجاهلية، لأنه يدعو برجل من أهل النار، وهو كما كانوا يقولون: يا لبكر، يا لتميم، يا لهمذان، فمن دعا كذلك من هؤلاء الجاهلية الذين من أهل النار كان مستحقا للعقوبة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوبته أن يقابل بما في الحديث الثاني؛ ليكون ذلك استخفافا به، وبالذي دعا إليه، ولينتهي الناس عن ذلك في المستأنف، فلا يعودون إليه] أ. هـ.

قلت: ثم روى الطحاوي قصة أبي بن كعب مع الرجل، ثم قال: [فقال قائل: فقد رويتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على دفع هذا المعنى، فذكر (وساق الطحاوي بسنده حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:) كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما بال دعوى الجاهلية "؟ قالوا: يا رسول الله رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة"

[قال الطحاوي:] قال هذا القائل: فلو كان ما في الحديث الأول كما رويتموه لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر على من ترك القول الذي في الحديث الأول لمن دعا بما دعا به في الحديث الأخر.

[قال الطحاوي:] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن ما في الحديث غير مخالف لما في الحديث الأول؛ لأن الذي في الحديث إنما هو الدعاء بأهل الهجرة إلى الله، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النصرة لله عز وجل ولرسوله، فلم يكن ذلك كالدعاء إلى رجل جاهل من أهل النار، كافر بالله ورسوله، فجاء فيمن دعا إلى الجاهلي ما في الحديث الأول، ولم يجئ مثله فيمن دعا إلى مهاجر إلى الله عز وجل، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى ناصر لله عز وجل ولرسوله، فإن قال: ففي هذا الحديث "ما بال دعوى الجاهلية"، قيل له: لأن قوله: يا للمهاجرين، وقول صاحبه: يا للأنصار شبيه بقول أهل الجاهلية: يا لفلان، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك القول ممن قاله إذ كان الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم قد أوجبا لأهل الإسلام على أهل الإسلام النصرة لهم، ودفع الأذى والظلم والمكروه عنهم، وتقدم الوعيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن ترك ما عليه من ذلك ..... ] أ. هـ.

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 09:49 م]ـ

الله يفتح عليك

تخريج موفق

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير