"ليس بالقوي يكتب حديثه". وقال الدارقطني: "لا يحتج به، يعتبر به"، وضعَّفه أبو زرعة، وابنُ سعدٍ، وابن أبي عمر، وغلا فيه ابن حيان فتركه.
ووثقه آخرون، ولم يرو له مسلمٌ إلا حديثًا واحدًا في "كتاب الحج" (1299 - 179) مقرونًا ب "هشام بن سليمان المخزومي"، ولو سلمنا أن مسلمًا روى له محتجًا به فلا بأس بصنيعه، لأنه روى هذا الحديث عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، وكان عبد المجيد من أثبت الناس في ابن جريجٍ كما قال ابن معين، والدارقطني، وابنُ عدي وغيرهم، وحديثه هذا ليس عن ابن جريجٍ، مع مخالفته لنجوم أصحاب الثوري، فحريٌّ أن لا يقبل منه ما زاده عليهم، لا سيما وقد رواه الأعمش، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعًا بالحديث الأول وحده. أخرجه الحاكمُ (2 - 421) عن عثمان بن أبي شيبة والطبراني في "الكبير" (ج10 - رقم 10528) قال: حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2 - 205) عن أبي سيار محمد بن عبد الله البغدادي، قالوا: ثنا أبو صالح محبوب بن موسى الفراء، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش بهذا. ومحبوب بن موسى، وثقه أبو داود، والعجليُّ. وقال ابنُ حبان: "متقنٌ فاضلٌ". وكذلك رواه حسين الخلقاني، عن عبد الله بن السائب بهذا الإسناد بالحديث الأول أخرجه البزار (1924)، والخطيب في "تاريخه" (9 - 104) من طريق سعيد بن الحسن بن علي قالا: ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير بن عبد المجيد، عن حسين الخلقاني بسنده سواء، والخلقاني ما عرفتُهُ، فليحرر، وبعد هذا التحرير تعلم خطأ من صحح إسناد هذا الحديث كالسيوطي في "الخصائص" (2 - 491) أو من جوَّده كالولي العراقي في "طرح التثريب" (3 - 297)، وأخف من قولهما- وإن كان موهمًا- قول الهيثمي في "المجمع" (6 - 24): "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح"، وقول شيخه العراقي في "تخريج الإحياء" (4 - 128): "رجاله رجال الصحيح، إلاَّ أن عبد المجيد بن أبي رواد وإن أخرج له مسلمٌ ووثقه ابنُ معين والنسائيُّ فقد ضعَّفه بعضهم". انتهى. وله شواهدُ لا يفرح بها ذكرها شيخنا الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (975).
ومما يدلُّ على نكارة هذا الحديث ما أخرجه البخاري في "أحاديث الأنبياء" (6 - 386 - 387، 478)، وفي "التفسير" (8 - 286، 437 - 438)، وفي "الرقاق" (11 - 377)، ومسلم (2860 - 58)، والنسائي (4 - 117)، والترمذي (2423)، وأحمد (1 - 223، 229، 2235، 253)، والدارمي (2 - 233 - 234)، والطيالسيُّ (2638)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11 - 157)، و (13 - 247) و (14 - 117)، وابن حبان (7347)، وغيرهم من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ فذكر حديثًا وفيه: "ألا وإنه سيجاءُ برجالٍ من أمتي، فيؤخذُ بهم ذات الشمال، فأقولُ: يا ربِّ أصحابي، فقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". فهذا الحديث دليلٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أعمال أمته بعده.
ويدلُّ على ذلك أيضًا قول عيسى عليه السلام: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد {المائدة: 117}.
والحمد لله رب العالمين
ملاحظة: الإجابة على الحديثين الأول والثانى لم أقم بنقلها لأنها خارج الموضوع محل البحث فإن أراد الأخوة أن أنقلها لهم للفائدة أفعل إن شاء الله وإنما نقلت الحكم فقط دون تفصيل حتى لا يلتبس الأمر على أحد من الإخوة.
وجزاكم الله خيرا ..... ولا تنسونى والمسلمين أجمعين من صالح دعائكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[07 - 11 - 05, 04:32 ص]ـ
ويضاف إلى النكارة في متن الحديث.
كيف تكون وفاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خير لنا وهي من أعظم المصائب التي مرت على الأمة الإسلامية وانقطع الوحي بعدها؟!
وقد ذكر أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه حين وفاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت المدينة أظلم ما كانت.
وكذلك مخالفته للحديث الصحيح الذي ذكر فيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يوم القيامة يمنع أناس من أمته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن ورود حوضه فيقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {أصحابي أصحابي} فيقال له: {إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك} فيقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {سحقا سحقا}
ـ[محب الوحيين]ــــــــ[07 - 11 - 05, 08:05 ص]ـ
جزاكم الله خير (: