ثانيا: يحتمل أن شعبة لم يكن يعلم بتدليس أصلاً، ويؤيده أنهم لم ينقلوا عن شعبة أنه أنكر على بقية تدليسه، ولو علم لما ترك النكير أبداً.
ثالثاً: قد صح عن شعبة أنه قال: ((كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وقتادة، وأبي إسحاق السبيعي)) رواه البيهقي في ((المعرفة)). وليس بقية من أولئك [ثم رأيت الحافظ في ((التلخيص)) (2/ 40) اتهم بقية بتدليس التسوية، وأقره الشيخ الألباني كما في الإرواء (3/ 89) والله أعلم.
العلة الثانية: شيخ بقية ((حصين بن مالك)). قال الجوزقاني: ((مجهول)) وقال الذهبي: ((ليس بمعتمد)).
العلة الثالثة: الراوي عن حذيفة، وهو: ((أبو محمد)) مجهول أيضاً كما قال وابن الحوزي، وكذا الهيثمي لكنه قال في ((المجمع)) (7/ 169): ((فيه راو لم يسم)) ووقع في ((الميزان)): ((… حصين بن مالك، عن رجل، عن حذيفة)) فلعل الذهبي أخذ الإسناد من ((المعجم الأوسط)) للطبراني. والله أعلم 0
وقال الجوزقاني: ((هذا حديث باطل وأبو محمد شيخ مجهول، وحصين أيضاً مجهول، وبقية بن الوليد ضعيف.
قلت: أما أن بقية ضعيف، فلا، إنما ضعفه من روايته، لا من نفسه. والله أعلم. وقال ابن الجوزي:
((هذا حديث لا يصح، وأبو محمد مجهول، وبقية يروي الضعفاء ويدلسهم.)) أ. ه*. وقال الذهبي:
((الخبر منكر)).
أما القراءة بالألحان، فقد اختلف فيها العلماء. والأكثرون على المنع، فقد حكى ابن أبي حاتم عن أبيه أن السماع يكره ممن يقرأ بالألحان، ونص مالك في المدونة على أن القراءة في الصلاة بالألحان الموضوعة والترجيع ترد به الشهادة، حكاه السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 281). وقال الحافظ في ((الفتح)) (9/ 72):
((وحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان، وحكاه أبو الطيب الطبري، والماوردي. وابن حمدان الحنبلي، وجماعة من أهل العلم، وحكى ابن بطال وعياض والقرطبي من المالكية، والماوردي، والبندنيجي والغزالي من الشافعية، وصاحب ((الذخيرة)) من الحنفية الكراهة. واختاره أبو بعلي وابن عقيل من الحنابلة، وحكى ابن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين والجواز …… ومحل هذا الخلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغير، قال النووي في ((التبيان)): أجمعوا على تحريمه)) أ. ه*. وقال السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 281): ((والحق في هذه المسألة أنه إن خرج بالتلحين لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه، أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود، أو مد مقصور، أو تمطيط يخفى به اللفظ، ويلتبس به المعنى، فالقارئ فاسق، والمستمع آثم وان لم يخرجه اللحن عن لفظه، وقراءته على ترتيله فلا كراهة لأنه بألحانه في تحسينه)) أ. ه*.
قلت: وقد تبغ بعض أهل الأهواء من قرأة زماننا، فزعموا أن المراد بالألحان هو أن يقرأ القرآن مع لحن الموسيقى!!، وصار يطالب بحق الأداء العلني فيه أسوة بالمغنين والمغنيات، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا الذي ذهب إليه هذا القارئ لم يقل به أحداً أصلا. بل اللحن المقصود هو تحسين الصوت بالقرآن وتحزينه، لا ما تعارف عليه الناس في هذه الأزمنة المتأخرة من أن التلحين إنما يكون بالموسيقى!! وإذا كان العلماء يحرمون، أو يكرهون أن يمطط القارئ في قراءته، وأن يزيد في تحسين صوته عن طريق الإغراق في التلحين الذي هو من كسب حنجرته، ويرد به مالك الشهادة، بل يُفسق كما وقع كلام السخاوي، فكيف إذا سمعوا ذلكَ الذي يطالب بقراءة القرآن على لحن الموسيقى؟! ولا شك أنهم إما أن يُكفروه، لأن الاستحلال ظاهر من قولُهُ ودعوته فإن لم يكن، فأحسن أحواله أن يكون فاسقاً. وقدْ صح عن النبي صلى الله عليهِ وآله وسلم: أنه قالَ: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستا .. )) فذكر منها: ((ونشوا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم، ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنيهم)). أخرجه أحمد (3/ 494)، والطبراني في الأوسط (ج1/ رقم 689) وغيرهما، وانظر ((الصحيحة)) (979) لشيخنا الألباني حفظه الله تعالى ". اهـ.
جزاه الله خيراً، وأطال في عمره، وأحسن عمله، ونفعنا بعلمه.
آمين.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[19 - 01 - 06, 03:08 ص]ـ
وهذا تخريج عن طريق الحاسوب والموسوعة الشاملة
(اقرءوا القرآن بلحون العرب و أصواتها و إياكم و لحون أهل الكتابين و أهل الفسق فإنه سيجيء بعدي قوم
يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء و الرهبانية و النوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم و قلوب من يعجبهم
شأنهم)
برقم (2992) تخريج السيوطي رحمه الله تعالى: (طس هب) عن حذيفة. في الجامع الصغير
وزيادته.
عند الطبراني رحمه الله تعالى في معجمه الأوسط وعند البيهقي
رحمه الله تعالى في شعب الإيمان كذا خرجه السيوطي رحمه الله تعالى في الجامع الصغير
قال صاحب العلل المتناهية رحمه الله تعالى: هذا حديث لا يصح
وابو محمد مجهول وبقية يروي عن حديث الضعفاء ويدلسهم
قال صاحب لسان الميزان رحمه الله تعالى: تفرد عنه (الهاء عائدة على حصين "وهو مجهول") بقية ليس
بمعتمد والخبر منكر
قال المناوي رحمه الله تعالى في شرح الجامع عقب هذا النص:قال الهيثمي فيه راو لم يسم وفي الميزان
تفرد عن أبي حصين بقية وليس بمعتمد والخبر منكر. اه.
ومثله في اللسان
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة في حكمه على هذا النص:
ضعيف
وجزاكم الله خيرا
¥