تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكال طرأ علي في الحكم على حديث معاذ]

ـ[أبو إسحاق النجمي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، له أزكى الحمد وأنماه، والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد – صلى الله عليه وسلم- وبعد فهذا سؤال إلى الأفاضل من إخواننا ومشايخنا رجاء زيادة التعليق والفائدة.

حديث معاذ حين أرسله رسول الله إلى اليمن فقال:

بما تقضي يا معاذ قال بكتاب قال فإن لم تجد قال فبسنة رسول الله .............. إلخقال صاحب نصب الراية 4/ 88 نقلاً عن الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بالمتصل.

كما نقل عن البخاري قوله في " تاريخه الكبير ": الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي عن أصحاب معاذ عن معاذ روى عنه أبو عون ولا يصح ولا يعرف إلا بهذا مرسل انتهى.

وكذلك نقل الحافظ في التلخيص.

وضعفه الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في المشكاة 2/ 350، وفي كتابه منزلة السنة 1/ 29 وكذلك في ضعيف سنن أبي داود، وفي ضعيف سنن الترمذي

وقال عنه الشيخ أبو إسحاق الحويني في إحدى المحاضرات: حديث باطل.

وقال عنه الشيخ عبد الرحيم الطحان في مقدمة التفسير له: "وحديث معاذ بما تحكم يا معاذ؟ قال عنه ابن كثير (ونسيت أنا الموضع- وأظنه في المجلد الأول في التفسير) أن: إسناده جيد، وقال عنه ابن تيمية في مجموع الفتاوى [13/ 364]، وابن قيم في إعلام الموقعين وابن العربي في عارضة الأحوذي " والدين القول بصحته إذ أنه حديث مشهور ...

والكلام في أصحاب معاذ والحارث بن عمرو ... وذكر كلاماً لا أضبطه الآن ثم قال:-

ونحوه في سنن النسائي 8/ 203 من حديث ابن مسعود "فمن جاءه قضاء وعرضت عليه مسألة فليقض بكتاب الله فإن لم يجد فبسنة رسول الله فإن لم يجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله فليقض بما قضى الصالحون" قال أبو عبدالرحمن النسائي: هذا حديث جيد. أ. هـ.

قلت وقال صاحب تحفة الأحوذي (8/ 367): إنه وإن تكلم فيه فهو من أقسام الحسن لغيره.

وقال صاحب عون المعبود 9/ 370

فهذا حديث وإن كان عن غير مسمين فهم أصحاب معاذ فلا يضره ذلك لأنه يدل على شهرة الحديث وأن الذي حدث به الحارث بن عمرو عن جماعة من أصحاب معاذ لا واحد منهم وهذا أبلغ في الشهرة من أن يكون عن واحد منهم لو سمي كيف وشهرة أصحاب معاذ بالعلم والدين والفضل والصدق بالمحل الذي لا يخفى ولا يعرف في أصحابه متهم ولا كذاب ولا مجروح بل أصحابه من أفاضل المسلمين وخيارهم لا يشك أهل العلم بالنقل في ذلك كيف وشعبة حامل لواء هذا الحديث وقد قال بعض أئمة الحديث إذا رأيت شعبة في إسناد حديث فاشدد يديك به قال أبو بكر الخطيب وقد قيل إن عبادة بن نسي رواه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ وهذا إسناد متصل ورجاله معروفون بالثقة على أن أهل العلم قد نقلوه واحتجوا به فوقفنا بذلك على صحته عندهم

فأولاً: ما هي درجة الحديث مأجورين.

ثانياً: هل يرتقي الحديث إلى الحسن أو الصحة بمجرد الشهرة كما ذكر الشيخ: فإنه حديث مشهور ... ثم هل ينسحب هذا الحكم على غيره من الأحاديث إذا اشتهرت كشهرته.

وجزى الله الجميع خير الجزاء

ـ[أبو إسحاق النجمي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 08:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد

وبعد

فأسال الله أن يوفق اخواننا ومشايخنا في إجابتي على سؤالي هذا فإني جد متحير فيه فكثير من الناس يستدلون به، وآخرين لا يرونه حجة وأنتم تعلمون أن إدخال شئ من الباطل في الدين يساوي إخراج حق منه

فبما تحكمون وفقكم الله

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:36 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

أخي الفاضل:

لقد أُعل هذا الحديث بعلل ثلاث وهي:

الأولى: وهي جهالة الحارث بن عمرو؛ قال البخاري: [لا يُعْرَف]، وقال ابن حزم: [هو مجهول لا يعرف ولا تقوم بحديثه حجة]، وذكره ابن الجارود والعقيلي وأبو العرب في "جملة الضعفاء"، وقال الذهبي وابن حجر: [مجهول].

قلتُ: وهذه هي أقوى العلل، ولكن توجد شبهة حول هذه العلّة، وهي رواية شعبة عن الحارث، وشعبة معروف بتشدده، فانبرى لهذه الشبهة الإمام المحدث الكبير "محمد ناصر الدين الألباني" فردها بأحسن رد فانظر بحثه لزاماً في "السلسلة الضعيفة" (رقم 881) والإجابة عن هذه الشبهة يقع في (ج2/ص282 - 283) حيث ذكر جمع من شيوخ شعبة بن الحجاج الذين ضعفهم جماهير أهل العلم.

الثانية: اضطراب الحارث بن عمرو في هذا الحديث؛ فتارة يرويه عن أصحاب معاذ مرسلاً، وتارة يرويه عن أصحاب معاذ عن معاذ موصولاً، وهذه العلة من القوة بمكان.

الثالثة: جهالة أصحاب معاذ، ولا يمكن الإجابة عن هذه العلة بأن أصحاب معاذ هم من أهل الدين والصدق والفضل، وذلك لأن المُخْبِر بأن هؤلاء هم أصحاب معاذ هو رجلُ مجهول لا يعرف حاله، فحينئذ تبقى جهالة هؤلاء علة قوية في الحديث.

وأختم هذه التعليقة بذكر جماعة من العلماء ضعفوا هذا الحديث - كما ذكرهم الألباني في "الضعيفة" (2/ 285) -:

1 - البخاري.

2 - الترمذي.

3 - العقيلي.

4 - الدارقطني.

5 - ابن حزم.

6 - ابن طاهر.

7 - ابن الجوزي.

8 - الذهبي.

9 - السبكي.

10 - ابن حجر.

قلتُ: وللاستزادة حول ضعف هذا الحديث وبيان ونكارته، انظر البحث الجامع الماتع للشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (881).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير