قال العقيلي (الضعفاء 1/ 119، رقم 144): ((أسباط بن محمد القرشي: ربما يهم في شيء. حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني الحسن بن عيسى قال: سألتُ ابن المبارك عن أسباط ومحمد بن فضيل بن غزوان، فسكت. فلما كان بعد أيام رآني، فقال: يا حسن، صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما)). اهـ
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:41 م]ـ
بيان اختلافات المتون
أولاً: اختلاف روايتي الشعبي وأبي سلمة:
(1) في أي وقت قال النبي r هذا الحديث؟
- رواية الشعبي: في النهار بعد صلاة الظهر.
- رواية أبي سلمة: قبل صلاة العشاء الآخرة.
(2) مَن كان حاضراً؟
- رواية الشعبي: جمع غفير من الصحابة بما فيهم النساء.
- رواية أبي سلمة: قلة لأنه أخَّر العِشاء حتى رقد الناس.
(3) أين قال النبي r هذا الحديث؟
- رواية الشعبي: خطبَ على المنبر.
- رواية أبي سلمة: لا ذكر للمنبر.
(4) مَن الذي ركب البحر؟
- رواية الشعبي: اختلاف فاحش.
- رواية أبي سلمة: رجل.
قال الأصبهاني: ((رواه ابن وهب ومعن وعبد الله بن الحارث المخزومي وعثمان بن عمر في جماعة، عن ابن أبي ذئب نحوه. ورواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة نحوه. ورواه الشعبي، عن فاطمة بنت قيس قالت: "خرج علينا رسول الله r بالهاجرة يوماً فصعد المنبر"، رواه عنه العدد الكثير. ورواه سلمة بن صالح، عن قتادة، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، عن فاطمة بنت قيس، وقد ذكرناه في موضع آخر. والزهري تفرد عن أبي سلمة بقوله: "أخَّر ليلة صلاة العشاء"، ولم يختلف أصحاب الشعبي عنه أنه خرج يوماً بالهاجرة فقعد على المنبر)). اهـ
وقد أعلَّ البخاري حديث أبي سلمة وصحَّح حديث عامر. قال الترمذي (العلل الكبير): ((سألت محمداًَ عن هذا الحديث - يعني حديث الجساسة - فقال: يرويه الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة ابنة قيس. قال محمد: وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال هو حديث صحيح)). اهـ
قلتُ: الحديث إسناده صحيح إلى فاطمة بنت قيس، ولكن القصة لا تصحّ، وعِلّتها مِن قِبَل فاطمة نفسها كما ستعرف. لكن قبل هذا نشير إلى اضطراب الرواة عن الشعبي فنقول:
ثانياً: اختلاف روايات الشعبي:
(1) لماذا اعتدَّت فاطمة بنت قيس؟
- لأن زوجها مات فتأيمت (رواية ابن بريدة).
- لأن زوجها طلقها ثلاثاً (الباقون).
(2) أين اعتدّت فاطمة؟
- عند أهلها (رواية ابن بريدة، وسيار).
- عند ابن أم مكتوم (وهو المحفوظ).
(3) أين لقي عامرُ فاطمةَ بنت قيس؟
- في الكوفة عندما قدمَتها فاطمة (رواية سفيان عن مجالد).
- في المدينة عندما قَدِمَها عامر (رواية يحيى عن مجالد، وسعيد عن قتادة).
(4) في أي وقت خطب النبي الناس؟
- صلَّى الظهر وصعد المنبر (رواية مجالد، والشيباني).
- لم يكن وقت صلاة، بل صعد المنبر ونودي الصلاة جامعة (رواية كهمس عن ابن بريدة، وسيار، وابن أبي هند).
- في وقت غير محدد (الباقون).
(5) أين كان الناس وقتها؟
- معه بالمسجد في صلاة الظهر (رواية مجالد، والشيباني).
- لم يكونوا في المسجد، بل نودي الصلاة جامعة، فاجتمعوا فزعين (الباقون).
(6) هل سمعت فاطمة الخطبة؟
- نعم فقد حضرت إلى المسجد (رواية ابن بريدة، وسيار).
- لا بل أرسلَت الحديث (الباقون).
(7) هل كان تميم الداري موجوداً في المسجد؟
- نعم وأخرجه النبي r إلى الناس فقال لهم: هذه طيبة (رواية غيلان).
- ليس له ذكر في الحضور، والنبي r هو قائل هذه العبارة (الباقون).
(8) مَن الذي ركب البحر؟
- تميم الداري نفسه (رواية ابن بريدة، وغيلان).
- بنو عم لتميم الداري (رواية سيار، ومجالد، والشيباني).
- أناس من قومه (رواية أبي الزناد).
- ناس من أهل فلسطين (رواية ابن أبي هند، وقتادة).
فهذا اضطراب فاحش، تنضاف إليه جهالة مَن ركب البحر في رواية أبي سلمة.
(9) ما الجساسة؟
- دابة (رواية ابن بريدة، وسيار، وابن أبي هند، وقتادة)
- إنسان (رواية غيلان، والشيباني)
- امرأة (رواية أبي الزناد، وحديث أبي سلمة)
- شيء لا يُدرى أرجل أم امرأة (رواية مجالد)
(10) ما حُرِّم على الدجال من البلاد؟
- مكة وطيبة معاً (رواية ابن بريدة، وسيار، وابن أبي هند).
- طيبة فقط وهي المدينة (رواية غيلان، وأبي الزناد، ومجالد، والشيباني، وقتادة).
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:45 م]ـ
فظهر لك أن الرواة عن عامر الشعبي مختلفون في سياقة المتن، مضطربون في ألفاظه. وأما اعتلال القصة بفاطمة رضي الله عنها، فلأنها لم تسمعها من النبي r وإنما رَوَتها مرسلَة، فوهمت في غير ما موضع. وإليك البيان:
فاطمة لم تسمع القصة من الرسول
انفردت روايتا عبد الله بن بريدة وسيار أبي الحكم بحضور فاطمة إلى المسجد وسماعها خطبة النبي r. وأما الباقون فرووه عن فاطمة مرسلاً:
- رواية غيلان: ((قَدِمَ علَى رسولِ الله r تميمٌ الداري، فأخبر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنه ركب البحر)).
- رواية أبي الزناد: ((أن رسول الله r قعد على المنبر فقال: أيها الناس، حدثني تميم الداري أن أناساً من قومه كانوا في البحر)).
- رواية مجالد: ((خرج رسول الله r يوماً من الأيام، فصلى صلاة الهاجرة ثم قعد. ففزع الناس، فقال: اجلسوا أيها الناس)).
- رواية الشيباني: ((بينما الناس ليس لهم فزع بالمدينة، إذ خرج رسول الله r. فصلى الظهر، ثم أقبل يمشي حتى صعد المنبر، ففزع لذلك الناس. فلما رأى ذلك في وجوههم، قال: أيها الناس)).
- رواية ابن أبي هند: ((أن النبي r جاء ذات يوم مسرعاً، فصعد المنبر. فنودي في الناس: الصلاة جامعة. واجتمع الناس، فقال: يا أيها الناس)).
- رواية قتادة: ((صَعِدَ رَسُولُ اللهِ r الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقَالَ: إِنَّ تَمِيمَ الدَّارِيَّ حَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ)).
فظهر أنها رضي الله عنها أرسَلَت الحديث عن رسول الله r ولم تسمع هذه القصة منه.
¥