والإخوة يقرأون الكلامين ويعلمون المنصف من المكابر!
لفد أوضحت لك بما لا مزيد عليه في الوضوح، أن لفظة (تأيمت) لا إشكال فيها البتة، وأن أحداً قبلك لم يستشكلها، بل استشكلوا لفظة (أصيب)
وأوضحت لك أن استشكالك لها لا يصحّ إلا بشرط: أنها لا تفيد إلا معنى وفاة الزوج!
وهذه بديهيات لغوية لا يجادل فيها إلا مكابر!
وقول النووي الذي استشهدتَ به (وجاء في آخر صحيح مسلم في حديث الجساسة ما يوهم أنه مات عنها ... إلخ): المقصود به لفظة (أصيب)
ومن الواضح أنك لم تعرف معنى الكلمة عندما كتبت كلامك الأول، وهذه عبارتك مرة أخرى:
قوله: ((فلما تأيمتُ)) تفرّد به الحسين المعلم، وهو باطل لأن زوجها لم يمت بل طلقها ثلاثاً كما هو مشهور، بل إنه رضي الله عنه شهد فتوح الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فالراوية مردودة لمخالفتها المحفوظ. ومِن عجبٍ أن يُدافع عنها العلماء رحمهم الله فيتكلّفوا تكلّفاً شديداً لتوجيه قوله: ((تأيمتُ))!
لم تستشكل (أصيب)، بل (تأيمت)! لأن معناها عندك: مات عنها زوجها!
ولا تثريب عليك أن تخطئ، أو أن تكون عبارتك غير دقيقة، ولكن العيب أن تكابر إذا أوضح النقاد خطأك!
لقد ذهبت إلى المعاجم تلتمس سنداً لغلطتك، فجئت بجملة من لسان العرب وجملة من أحكام ابن العربي!
أي إنك لا تزال تكافح للدفاع عن إشكال (تأيمت)!
والعجيب أنك صرت تخلطها بلفظ (أصيب):
قوله ((تأيّمتُ)) جاء بعد قوله ((فأصيب)) ... فكان كلامي أنَّ مجيء لفظة التأيّم بعد الإصابة في الجهاد باطل
وكلامك مسطور أعلاه، وليس فيه هذا القيد المتكرر (بعد قوله ... بعد الإصابة)!
اختر لنفسك:
* إما أن (تأيمت) خطأ بنفسها، فلا داعي لتقييدها بأنها (جاءت بعد الإصابة)
* وإما أن الإشكال هو من مجيئها (بعد الإصابة)، فتكون صواباً محضاً ويكون قول الراوي (أصيب) هو الخطأ المحض! وتكون أنت قد أخطأت في عبارتك الأولى!
ولكنك أيها الفاضل تدعي دعويين متعارضتين متناقضيتين، لأنك لا تريد أن تعترف بالخطأ!
كلامي صحيح لغوياً حتى ولو رفضْتَه، وكان بإمكانك أن تقول مثلاً "غير دقيق لغوياً" أو "متعسف" أو غيرها .. أمّا أن تحكم بأنه خطأ لغوي ينبغي أن أعتذر عنه، بل وتقول في مشاركتك الأخيرة إنه خطأ لغوي ((أوضح من الشمس في رابعة النهار)) فكيف أيها الكريم!
لقد أخبرتك، ويبدو انك لا تقرأ ما لا يعجبك!
وسأخبرك مرة أخرى، بالخط الأحمر العريض:
قوله: ((فلما تأيمتُ)) تفرّد به الحسين المعلم، وهو باطل لأن زوجها لم يمت بل طلقها ثلاثاً كما هو مشهور، بل إنه رضي الله عنه شهد فتوح الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فالراوية مردودة لمخالفتها المحفوظ. ومِن عجبٍ أن يُدافع عنها العلماء رحمهم الله فيتكلّفوا تكلّفاً شديداً لتوجيه قوله: ((تأيمتُ))!
قولك (هو باطل) لا يصح إلا إذا كان معنى الكلمة عند جمهور اللغويين (مات عنها زوجها)!
وأن يكون العلماء قد تكلفوا لتوجيه قوله: ((تأيمتُ))
وكلاهما غير صحيح!
فالكلمة عند جمهور اللغويين معناها (أصبحت بلا زوج)
والعلماء لم يتكلفوا لتوجيهها لأنهم يعرفون بديهيات اللغة!
وإن رفضت كلامي هذا فأثبت لنا أن أحداً منهم تكلف لتوجيه (تأيمت)!
ولكن لا تخلطها بلفظة (أصيب)!
وقولك:
وكان بإمكانك أن تقول مثلاً "غير دقيق لغوياً" أو "متعسف" أو غيرها
بل يجب أن أقول كما قلتُ (خطأ لغوي أوضح من الشمس في رابعة النهار)
مكافأة على عبارتك القاطعة الحاسمة (هو باطل ... ومِن عجبٍ أن يُدافع عنها العلماء رحمهم الله فيتكلّفوا تكلّفاً شديداً لتوجيه قوله: تأيمتُ)
ومن الغريب أن تحكم على روايات الصحيحين بالبطلان، وعلى العلماء بالتكلف الشديد لتوجيه الباطل، بناء على تفسير (غير دقيق لغوياً أو متعسف)
هذا التفسير (المتعسف وغير الدقيق) جعلتَه أساساً لقولك (هو باطل)!
وقولك:
التوهيم هنا خاص برواية ابن بريدة،
هل قلتُ أنا أن التوهيم هنا يتجاوز رواية ابن بريدة؟!
الذي قلته وأكرره: أن توهيم رواية ابن بريدة هو جزء من الطعن في متن حديث الجساسة وأسانيده، ولا أظنك تنكر ذلك
وسأخبرك لماذا أركِّز على هذه اللفظة؟
لأرى - وأنت تتصدَّر للطعن في أحاديث الصحيحين - هل أنت من النوع الذي يعترف بخطئه أم من النوع الذي يكابر!
فاخترتُ مسألة لغوية لا يجادل فيها إلا مكابر!
¥