وصحَّ عندي أنك من النوع الذي يكابر!
ـ[أحمد داود]ــــــــ[07 - 11 - 09, 03:09 ص]ـ
إخوانى هل من الممكن أن نخفف من حدة الحوار؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[07 - 11 - 09, 04:03 ص]ـ
العلماء لم يستشكلوا (تأيمت)، ولم يتكلفوا لتوجيهها، بل استشكلوا (أصيب)!
وهذه عبارة النووي لا تترك مجالاً للشك ولا التأويل:
وهي صريحة بأن التأيّم يقع بالطلاق وبالوفاة، فلا مجال لاستشكال هذه اللفظة، وإنما الإشكال في لفظة الإصابة التي توحي بالموت!
بارك الله فيك .. لو أنك أفصحتَ عن أصل استشكالك لكلامي منذ مشاركتك الأولى لقصّرتَ الطريق. وأطمئنك أنني لا أجد حرجاً في الاعتراف بالخطأ والاعتذار. وقد جاء في مشاركتك هذه ما يستوجب الاعتذار فعلاً، ولكن ليس على خطإٍ لغويّ. فأنتَ نفعنا الله بك في كل مشاركة تضيف جديداً لم تكن أفصحتَ عنه مِن قبلُ، فتدفعني إلى البحث والتدقيق:
فأولاً: كان قولك في السابق هو أن في كلامي عن التأيم خطأ لغوياً ينبغي أن أعتذر عنه، وهو ليس كذلك مِن الناحية اللغوية. فقد كررتُ في ردودي أن التأيم بمجيئه مع الإصابة في الجهاد هو ظاهرٌ في موت الزوج، وبالتالي فمن الناحية اللغوية لم أرتكب خطأ. فأنا لم أتكلّم عن التأيم في المطلق مجرّداً مِن سياقه، بل قيّدتُه بدلالة هذه الألفاظ.
لكن ثانياً: لمّا أصررتُ على أنّ كلامي ليس به خطأ لغوي، أوضحتَ في مشاركتك الأخيرة أنك تقصد عدم الدقة في قولي إن العلماء ((تكلّفوا تكلّفاً شديداً لتوجيه قوله: ((تأيمتُ))!)) وأنهم إنما استشكلوا لفظة الإصابة لا لفظة التأيّم. ولو كنتَ لفتَّ نظري إلى أن أدقّق في النقل لفعلتُ منذ أول مشاركة تفضلتَ بها. فقد راجعتُ ما كتبتُ لأجد الخطأ اللغوي الذي وقعتُ فيه، فلم أجد. ولكنك الآن أفصحتَ عمَّا تقصد.
وأقول لك أيها الشيخ المكرَّم بملء فمي: لقد عدتُ لأدقّق في كلام النووي وكلام ابن حجر فوجدتُهما بالفعل تكلّما على الإصابة لا على التأيم، ولكنني أخذتُ بمقتضى كلامهما في أصل الإشكال: لأن التأيّم نتيجةً لإصابة الزوج في الجهاد منصرفٌ إلى موته، ومن هنا كان التوجُّه لصرف لفظ الإصابة عن معنى الموت. ولذلك .. نعم أخطأتُ، فقد كان لزاماً أن أقول إن العلماء ((تكلّفوا تكلّفاً شديداً لتوجيه قوله: ((أصيب))!)). لكن كان ماذا؟ إن الإشكال هنا مترابط المعاني، فلا يُنظَر إلى الإصابة بمعزل عن الجهاد بمعزل عن التأيّم، ولذلك أنا أخذتُ التأيّم باعتباره محصّلة ما سبق. فالعلماء استشكلوا أصل العبارة وهي أن أبا عمرو بن حفص مات، وبدلاً مِن أن أقول إنهم استشكلوا لفظة الإصابة لم أدقق فقلتُ إنهم استشكلوا لفظة التأيّم. هذا لا أملك إلاّ أن أعتذر عنه لعدم تدقيقي في اللفظ الذي استشكلوه، ولكن يبقى الإشكال قائماً وليس في كلامي عن التأيّم خطأ لغوي.
مادة (أيم) في لسان العرب طويلة جدا، وكلها تقريباً تدور على معنى (التي لازوج لها)، فاخترت الجملة التي تظنّ أنها تناسب غرضك!
والجملة التي انتقيتها تفسير (لآمت) وليس (لتأيمت)!
وقد عقَّب عليها المصنف بقوله (وقد تأَيَّمَتْ: إذا كانت بغير زَوْج. وقيل: ذلك إذا كان لها زوج فمات عنها)، فذكر القول المشهور، ثم القول المرجوح بعبارة (وقيل)!
هل وجدتَ في كلامي أنني أنكرتُ أن الأيِّم هي التي لا زوج لها؟ إنني ببساطة أردتُ توضيحَ ما ذهبتُ إليه: وهو أن قول الرواية "تأيّمت" معناها هنا هو موت الزوج، وأن هذا ليس خطأ لغوياً كما تقول، بدليل أن في لسان العرب يقول كذا وكذا. أنا لم أكن معنياً بإثبات المادة بكاملها مِن المعجم، بل اكتفيتُ بما يدلّ على صحة ما ذهبتُ إليه. أنت اتهمتني بأنني أخطأتُ في اللغة، فأتيت بالدليل من اللغة .. فما المأخذ في هذا؟
ثم إنك تخطّئني بتفريقك بين "آمَتْ" و "تأيَّمَتْ" معتبراً هذه غير تلك، فقلتَ: ((والجملة التي انتقيتها تفسير (لآمت) وليس (لتأيمت)!)). والخطب يسير، فقد قال ابن الأثير في غريب الحديث (أيم): ((يقال "تأيمت" المرأة و "آمت": إذا أقامت لا تتزوج)). اهـ وهو نفس ما قاله البدر العيني في شرح حديث البخاري في النكاح: ((يقال "تأيمت" المرأة و "آمت": إذا أقامت لا تتزوج)). اهـ
ملحوظة: استشهادي بكلام ابن العربي لم يكن للاعتضاد به، بل كان ردّاً على قولك:
وعلى فهمه هذا يكون قوله تعالى (وأنكحوا الأيامى منكم)
¥