تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معناه: وأنكحوا الذين مات عنهنّ أزواجهنّ! فأنت اتّهمتَ هذا الفهم، فأتيتُ بقول ابن العربي الذي يقول فيه:

((قوله: "الأيامى منكم" والأيّم فيها قولان: أحدهما أنها التي توفّي عنها زوجها، الثاني: أنها التي لا زوج لها)). اهـ فاعتبرَ ابنُ العربي أن هذا وجه محتمل للآية. فإذا بك تقتطع قوله ((والأيم فيها قولان)) ثم تحتجّ به عليَّ!

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[07 - 11 - 09, 05:12 ص]ـ

لم أنكر عليك أن تعرض الاختلافات، ولكن ليس من حقك أن تكذِّب الذي يزعم أن غرضك من البحث كله هو إسقاط هذا الحديث!

الشيخ المكرَّم حزانة الأدب .. ما يفيدني ويفيد مَن يقرأ النقاش هو تناول مختلف النقاط التي يثيرها هذا البحث، فما كان صواباً يصوّب، وما كان خطأ يُخطأ ما دام النقاش في إطار طلب الدليل. وهو ما فعله الشيخ الأمين بالرغم من اتهامه لي بسقم الفهم بل والكذب عفا الله عني وعنه. أمّا تصيّد الكلام والخوض في النوايا والأغراض فبماذا أجيب عنه؟ لقد اقتطع الشيخ السناري كلامي عن فاطمة بنت قيس، وبدلاً من قولي عن الرواية إنها مجروحة قال إنني أصف فاطمة نفسها بأنها امرأة مجروحة!! ولمّا ذكرتُ له النصّ الصحيح لكلامي، مرّ مرورَ الكرام ولم أسمع منه كلمة اعتذار عمَّا قوَّلَني إياه وشنّع به عليَّ. وكلامي عن عدم ضبطها رضي الله عنها، بعد البحث عثرتُ على أن أحد المشايخ الكرام في هذا الملتقى قاله مِن قبل.

ثم جئتَ لتتهمني بالخطأ اللغوي، وهو ما دافعتُ عنه واستدللتُ بلسان العرب. ثم اتهمتني أني احتججتُ بهذا الخطأ لإسقاط الحديث برمّته، فقلتُ إن التوهيم خاص براوية ابن بريدة. ثم إنني في البحث ذكرتُ صريحاً أن فاطمة رضي الله عنها وهمت في حديث الجساسة على النحو الذي شرحتُه، وتوهيمها هو في أصل الحديث. وهو ما رفضه الشيخ الأمين والشيخ السناري.

فموقفي مِن الحديث لم أموِّه فيه بل هو صريحٌ منذ البداية، وذكرتُ ما استدللتُ به على وهم فاطمة بنت قيس سواء قُبِلَ ذلك أو رُفِضَ. فعن أي غرض تتحدّث يا سيدي وكأنني أُناور أو أتلوَّن أو أتلاعب بالألفاظ! كان بإمكانك مناقشتي في مختلف النقاط الحساسة التي طرحتُها بدلاً من التوقف عند الجزئيات الصغيرة غير المؤثرة. هذا رأيي المتواضع.

تقول حفظك الله:

لقد أخبرتك، ويبدو انك لا تقرأ ما لا يعجبك!

وسأخبرك مرة أخرى، بالخط الأحمر العريض:

قولك (هو باطل) لا يصح إلا إذا كان معنى الكلمة عند جمهور اللغويين (مات عنها زوجها)!

وأن يكون العلماء قد تكلفوا لتوجيه قوله: ((تأيمتُ))

وكلاهما غير صحيح!

فالكلمة عند جمهور اللغويين معناها (أصبحت بلا زوج)

والعلماء لم يتكلفوا لتوجيهها لأنهم يعرفون بديهيات اللغة!

وإن رفضت كلامي هذا فأثبت لنا أن أحداً منهم تكلف لتوجيه (تأيمت)!

ولكن لا تخلطها بلفظة (أصيب)!

نعم العلماء تكلموا على "أصيب" لا على "تأيمت"، وقد أخذتُ كلامهم على مقتضى أصل الإشكال وهو الموت. ونعم لم أدقق استشكالهم ولا فكاك مِن ذلك، ولكنني في ذات الوقت لم أخرج عن أصل استشكالهم، كما أن حَمْلي التأيّم في رواية ابن بريدة على موت الزوج ليس خطأ لغوياً. ونعم بحثتُ في المعاجم وأقوال العلماء لأتثبّت من قولي هل هو خطأ أم صواب، فما الحرج في ذلك؟ وقد وجدتُ قول ابن حجر: ((وأكثر ما تطلق على مَن مات زوجها)). فلَكَ ألاَّ توافقني على استشكالي لفظة التأيم، ولكن استشكالي لها في هذه الرواية ليس خطأ لغوياً "كالشمس في رابعة النهار" كما تفضلتَ وتعيد.

وأراك منذ دخلتَ في هذا النقاش حتى الآن لم تتزحزح مِن هذه الجزئية، وهي في تصوّري القاصر لا تمسّ جوهر القضية. وإنما فهمتُ مِن تعلّقك وإلحاحك عليها أن تُثبت أنَّ لي أوهاماً فلا يحقّ لي أنّ أوهِّم الآخرين، وهذا على فرض أنني زعمتُ العصمة في كلامي أصلاً! بل ما فتئتُ أطلب أن يوقفني الكرام على الخطأ.

ثم أنتَ تركتَ باقي نقاط البحث وإشكالاته القوية وتمسّكتَ بهذه الجزئية لتقول إنها هي معتمدي الوحيد في ردّ حديث الجساسة! فإذا قمتَ بتخطئتي فيها، إذن قمتَ بإسقاط هذا البحث برمته! ولا جواب لي على ذلك. فما زال أحد الإخوة يستشكل قول الصحابة في ابن صياد حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من حديث الجساسة، ولم أجد لك جواباً على هذا الإشكال وغيره.

ثم تقول:

الذي قلته وأكرره: أن توهيم رواية ابن بريدة هو جزء من الطعن في متن حديث الجساسة وأسانيده، ولا أظنك تنكر ذلك

وسأخبرك لماذا أركِّز على هذه اللفظة؟

لأرى - وأنت تتصدَّر للطعن في أحاديث الصحيحين - هل أنت من النوع الذي يعترف بخطئه أم من النوع الذي يكابر!

فاخترتُ مسألة لغوية لا يجادل فيها إلا مكابر!

وصحَّ عندي أنك من النوع الذي يكابر!

لقد اخترتَ مسألة لغوية لم أجد فيها ما يردّ كلامي، وقد أخذتُ منها ما اتفق مع ألفاظ الرواية. فرَمَيتني بالخطأ اللغوي، ثم جعلتَ مِن تدليلي على ما ذهبتُ إليه جدالاً ومكابرة! ثم أفصحتَ عن أن كلّ هذا ليس إلا اختباراً لي وحكمتَ عليَّ فيه بالفشل في آخر المطاف.

فإن كان هذا حُكمك النهائي، فلا طاقة لي بأن أغيّر رأيك أو أقنعك بغير الذي انتهيتَ إليه. وأعتذر عن حدّتي معك، وأسألك الدعاء الخالص بظهر الغيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير