بحفظنا عن استغواء الغواة واستهواء الشهوات، وقيل: هو سؤال للتوفيق الموعود به في قوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى} [محمد/17] وقيل: سؤال للهداية إلى الجنة في الآخرة، وقوله عز وجل: {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} [البقرة/143] فإنه يعني به من هداه بالتوفيق المذكور في قوله عزوجل: {والذين اهتدوا زادهم هدى}.
والهدى والهداية في موضوع اللغة واحد لكن قد خص الله عز وجل لفظه الهدى بما تولاه وأعطاه، واختص هو به دون ما هو إلى الإنسان نحو: {هدى للمتقين} [البقرة/2]، {أولئك على هدى من ربهم} [البقرة/5]، {هدى للناس} [البقرة/185]، {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي} [البقرة/38]، {قل إن هدى الله هو الهدى} [الأنعام/71]، {وهدى وموعظة للمتقين} [آل عمران/138]، {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} [الأنعام/35]، {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} [النحل/37]، {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} [البقرة/16].
والاهتداء يختص بما يتحراه الإنسان على طريق الاختيار؛ وإما في الأمور الدنيوية، أو الأخروية قال تعالى: {هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها} [الأنعام/97]، وقال: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} [النساء/98] ويقال ذلك لطلب الهداية نحو: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} [البقرة/53]، وقال: {فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون} [البقرة/150]، {فإن أسلموا فقد اهتدوا} [آل عمران/20]، {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} [البقرة/137].
ويقال المهتدي لمن يقتدي بعالم نحو: {أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون} [المائدة/104] تنبيها أنهم لا يعلمون بأنفسهم ولا يقتدون بعالم، وقوله: {فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين} [النمل/92] فإن الاهتداء ههنا يتناول وجوه الاهتداء من طلب الهداية، ومن الاقتداء، ومن تحريها، وكذا قوله: {وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون} [النمل/24] وقوله: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه/82] فمعناه: ثم أدام طلب الهداية، ولم يفتر عن تحريه، ولم يرجع إلى المعصية. وقوله: {الذين إذا أصابتهم مصيبة} إلى قوله: {وأولئك هم المهتدون} (الآيتان: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}) [البقرة/157] أي: الذين تحروا هدايته وقبلوها وعملوا بها، وقال مخبرا عنهم: {وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون} [الزخرف/49].
والهدي مختص بما يهدى إلى البيت. قال الأخفش (ليس هذا النقل في معاني القرآن له): والواحدة هدية، قال: ويقال للأنثى هدي كأنه مصدر وصف به، قال الله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} [البقرة/196]، {هديا بالغ الكعبة} [المائدة/95]، {ولا الهدي ولا القلائد} [المائدة/2]، {والهدي معكوفا} [الفتح/25].
والهدية مختصة باللطف الذي يهدي بعضنا إلى بعض. قال تعالى: {وإني مرسلة إليهم بهدية} [النمل/35]، {بل أنتم بهديتكم تفرحون} [النمل/36] والمهدى الطبق الذي يهدى عليه، والمهداء: من يكثر إهداء الهدية، قال الشاعر:
*وإنك مهداء الخنا نطف الحشا*
(البيت يروى:
*وأنك مهداء الخنا نطف النثا ** شديد السباب رافع الصوت غالبه*
وهو للحسيل بن عرفطه في البيان والتبين 3/ 202؛ والحيوان 3/ 494)
والهدي يقال في الهدي، وفي العروس يقال: هديت العروس إلى زوجها، وما أحسن هدية فلان وهدية، أي طريقته، وفلان، يهادى بين اثنين: إذا مشى بينهما معتمدا عليهما، وتهادت المرأة: إذا مشت مشي الهدي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 07:38 م]ـ
سرط
- السراط: الطريق المستسهل، أصله من سرطت الطعام وزردته: ابتلعته، فقيل: سراط، تصورا أنه يبتلعه سالكه، أو يبتلع سالكه، ألا ترى أنه قيل: قتل أرضا عالمها، وقتلت أرض جاهلها، وعلى النظرين قال أبو تمام:
*رعته الفيافي بعدما كان حقبة ** رعاها وماء المزن ينهل ساكبه*
صرط
- الصراط: الطريق المستقيم. قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما} [الأنعام/153]، ويقال له: سراط، وقد تقدم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 07:43 م]ـ
قوم
¥