تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- يقال: قام يقوم قياما، فهو قائم، وجمعه: قيام، وأقامه غيره. وأقام بالمكان إقامة، والقيام على أضرب: قيام بالشخص؛ إما بتسخير أو اختيار، وقيام للشيء هو المراعاة للشيء والحفظ له، وقيام هو على العزم على الشيء، فمن القيام بالتسخير قوله تعالى: {منها قائم وحصيد} [هود/100]، وقوله: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها} [الحشر/5]، ومن القيام الذي هو بالاختيار قوله تعالى: {أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما} [الزمر/9].

وقوله: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} [آل عمران/191]، وقوله: {الرجال قوامون على النساء} [النساء/34]، وقوله: {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} [الفرقان/64].

والقيام في الآيتين جمع قائم. ومن المراعاة للشيء قوله: {كونوا قوامين لله شهداء بالقسط} [المائدة/ 8]، {قائما بالقسط} [آل عمران/18]، وقوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} [الرعد/33] أي: حافظ لها.

وقوله تعالى: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة} [آل عمران/113]، وقوله: {إلا ما دمت عليه قائما} [آل عمران/75] أي: ثابتا على طلبه.

ومن القيام الذي هو العزم قوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} [المائدة/6]، وقوله: {يقيمون الصلاة} [المائدة /55] أي: يديمون فعلها ويحافظون عليها.

والقيام والقوام: اسم لما يقوم به الشيء أي: يثبت، كالعماد والسناد: لما يعمد ويسند به، كقوله: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} [النساء/5]، أي: جعلها مما يمسككم.

وقوله: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} [المائدة/97] أي: قواما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم.

قال الأصم: قائما لا ينسخ، وقرئ: {قيما} (وهي قراءة ابن عامر. الإتحاف ص 203) بمعنى قياما، وليس قول من قال: جمع قيمة بشيء. ويقال: قام كذا، وثبت، وركز بمعنى. وقوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة/125]، وقام فلان مقام فلان: إذا ناب عنه. قال: {فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان} [المائدة/107]. وقوله: {دينا قيما} [الأنعام/161]، أي: ثابتا مقوما لأمور معاشهم ومعادهم. وقرئ: {قيما} (وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف. الإتحاف ص 220) مخففا من قيام. وقيل هو وصف، نحو: قوم عدى، ومكان سوى، ولحم زيم (لحم زيم: متعضل ليس بمجتمع في مكان فيبدن. اللسان (زيم))، وماء روى، وعلى هذا قوله تعالى: {ذلك الدين القيم} [يوسف/40]، وقوله: {ولم يجعل له عوجا قيما} [الكهف/1 - 2]، وقوله: {وذلك دين القيمة} [البينة/5] فالقيمة ههنا اسم للأمة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: {كنتم خير أمة} [آل عمران/110]، وقوله: {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} [النساء/135]، {يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة} [البينة/2 - 3] فقد أشار بقوله: {صحفا مطهرة} إلى القرآن، وبقوله: {كتب قيمة} [البينة/3] إلى ما فيه من معاني كتب الله تعالى؛ فإن القرآن مجمع ثمرة كتب الله تعالى المتقدمة. وقوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة/ 255] أي: القائم الحافظ لكل شيء، والمعطى له ما به قوامه، وذلك هو المعنى المذكور في قوله: {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه/50]، وفي قوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} [الرعد/33].

وبناء قيوم: فيعول، وقيام: فيعال. نحو: ديون وديان، والقيامة: عبارة عن قيام الساعة المذكورة في قوله: {ويوم تقوم الساعة} [الروم/12]، {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين/6]، {وما أظن الساعة قائمة} [الكهف/36]، والقيامة أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة، أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دفعة، والمقام يكون مصدرا، واسم مكان القيام، وزمانه. نحو: {إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري} [يونس/71]، {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} [إبراهيم/14]، {ولمن خاف مقام ربه} [الرحمن/46]، {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة/125]، {فيه آيات بينات مقام إبراهيم} [آل عمران/97]، وقوله: {وزروع ومقام كريم} [الدخان/26]، {إن المتقين في مقام أمين} [الدخان/51]، {خير مقاما وأحسن نديا} [مريم/73]، وقال: {وما منا إلا له مقام معلوم} [الصافات/164]، وقال: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} [النمل/39] قال الأخفش: في قوله: {قبل أن تقوم من مقامك} [النمل/39]: إن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير