ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 - 08 - 08, 01:19 ص]ـ
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 - 08 - 08, 01:20 ص]ـ
وهذا سرد لبعض أقوال العلماء في منافع التين والزيتون ولا يخلو بعضها من اعتراضات
ولكني جمعتها لطالب العلم ورتبتها حسب التسلسل التأريخي
وكذلك لمسألة الحكمة من الإقسام بالتين والزيتون
منافع التين
قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (أمَّا التينُ فقالُوا: إنه غِذاءٌ وفاكهةٌ ودَواءٌ، أمَّا كونُهُ غِذاءً فالأطباءُ زَعَمُوا أنَّهُ طعامٌ لطيفٌ سريعُ الْهَضْمِ لا يَمْكُثُ في الْمَعِدَةِ، يُلَيِّنُ الطبْعَ، ويَخْرُجُ بطريقِ الترَشُّحِ، ويُقَلِّلُ البَلْغَمَ، ويُطَهِّرُ الكليتينِ، ويُزيلُ ما في الْمَثانةِ مِن الرَّمْلِ، ويُسَمِّنُ البَدَنِ، ويَفْتَحُ مَسامَّ الكبِدِ والطِّحالِ، وهو خيرُ الفواكهِ وأَحْمَدُها). [مفاتيح الغيب: 32/ 9]
قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (وأمَّا كونُهُ دواءً فلأنَّهُ يُتَدَاوَى به في إخراجِ فُضولِ البَدَنِ.
واعْلَمْ أنَّ لها بعدَما ذَكَرْنا خواصَّ: أحدُها: أنَّ ظاهرَها كباطنِها ليستْ كالجَوْزِ ظاهرُهُ قِشْرٌ، ولا كالتمْرِ باطنُهُ قِشْرٌ، بل نقولُ: إنَّ مِن الثمارِ ما يَخْبُثُ ظاهرُهُ ويَطيبُ باطنُهُ، كالجَوْزِ والبِطِّيخِ، ومنه ما يَطيبُ ظاهرُهُ دونَ باطنِهِ كالتمْرِ والإجَّاصِ.
أمَّا التينُ فإنَّهُ طَيِّبُ الظاهرِ والباطنِ، وثانيها: أنَّ الأشجارَ ثلاثةٌ: شجرةٌ تَعِدُ وتُخْلِفُ وهي شجرةُ الخِلاَفِ، وثانيَةٌ تَعِدُ وتَفِي وهي التي تَأْتِي بالنَّوْرِ أوَّلاً بعدَهُ بالثمرةِ كالتفاحِ وغيرِهِ، وشجرةٌ تَبْذُلُ قبلَ الوعدِ، وهي التينُ؛ لأنها تُخْرِجُ الثمرةَ قبلَ أن تَعِدَ بالوَرْدِ، بل لو غَيَّرْتُ العبارةَ لقلتُ: هي شجرةٌ تُظْهِرُ المعنَى قبلَ الدَّعْوَى، بل لك أن تَقولَ: إِنَّها شجرةٌ تُخْرِجُ الثمرةَ قبلَ أنْ تُلَبِّسَ نفسَها بوَردٍ أو بوَرَقٍ، والتفاحُ والمشمشُ وغيرُهما تَبدأُ بنفسِها ثم بغيرِها، أمَّا شجرةُ التينِ فإنها تَهْتَمُّ بغيرِها قبلَ اهتمامِها بنفسِها، فسائرُ الأشجارِ كأربابِ المعامَلَةِ في قولِهِ عليهِ السلامُ: ((ابْدَأْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِمَنْ تَعُولُ)). وشجرةُ التينِ كالمصطَفَى عليهِ السلامُ؛ كان يَبدأُ بغيرِهِ فإنْ فَضَلَ صَرَفَهُ إلى نفسِهِ، بل مِن الذين أَثْنَى عليهم في قولِهِ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].
وثالثُها: أنَّ مِن خواصِّ هذه الشجرةِ أنَّ سائرَ الأشجارِ إذا أَسْقَطَت الثمرةَ مِن مَوْضِعِها لم تَعِدْ في تلك السنةِ، إلا التينَ فإنه يُعيدُ البَذْرَ وربما سَقَطَ ثم يعودُ مَرَّةً أخرَى.
ورابعُها: أنَّ التينَ في النومِ رجُلُ خيرٍ غَنِيٌّ، فمَن نالَها في المنامِ نالَ مالاً وسَعَةً، ومَن أَكَلَها رَزَقَهُ اللَّهُ أَولادًا.
وخامسُها: رُوِيَ أنَّ آدمَ عليهِ السلامُ لَمَّا عَصَى وَفارَقَتْهُ ثيابُهُ تَسَتَّرَ بورقِ التينِ، ورُوِيَ أنه لَمَّا نَزَلَ وكان مُتَّزِرًا بورقِ التينِ استوْحَشَ فطافَ الظباءُ حولَهُ فاستأْنَسَ بها فأَطْعَمَها بعضَ ورقِ التينِ، فرَزَقَها اللَّهُ الجمالَ صورةً، والْمُلاحةَ مَعْنًى، وغَيَّر دَمَها مِسْكًا، فلَمَّا تَفَرَّقَت الظباءُ إلى مساكنِها رأَى غيرَها عليها مِن الجمالِ ما أَعْجَبَها، فلَمَّا كانتْ مِن الغدِ جاءتِ الظباءُ علَى أَثَرِ الأُولَى إلى آدمَ فأَطْعَمَها مِن الورقِ فغَيَّرَ اللَّهُ حالَها إلى الجمالِ دونَ الْمِسكِ؛ وذلك لأنَّ الأُولَى جاءتْ لآدمَ لا لأجْلِ الطمَعِ، والطائفةَ الأخرَى جاءتْ للطمَعِ سِرًّا، وإلَى آدمَ ظاهرةً، فلا جَرَمَ غَيَّرَ الظاهرَ دونَ الباطنِ). [مفاتيح الغيب: 32/ 9]
¥